مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة عانى ولا يزال كما غيره من مخيمات ومدن قطاع غزة بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ عام 2006، والتي أخرت بشكل كبير عمليات التنمية والاعمار.
ومنذ عشرات السنين وحتى يومنا هذا لا يزال أبناء وطلاب مخيم المغازي يشقون طريقهم للعلم والتعلم صباح كل يوم إلى مدرستي المنفلوطي بمدينة دير البلح وخالد بن الوليد بمخيم النصيرات، نظرا لعدم وجود مدرسة ثانوية للبنين داخل المخيم.
أزمة بين الإرهاق والمال
ومع صبيحة كل يوم يذهب الطالب في المرحلة الثانوية حسن المصدر مع زملائه على دراجة نارية من نوع " تكتك"، من أجل الوصول إلى مدرستهم "المنفلوطي" الواقعة بمدينة دير البلح.
وبتقديرات تلاميذ الثانوية فإن الطريق إلى مدرستهم يستغرق الوصول إليها مدة ربع ساعة على تلك الوسيلة، وما يزيد عن الساعة في حال المشي على الأقدام.
وبالحسابات المالية اليومية لأولئك التلاميذ فإن مصروفهم اليومي لمدرستهم يكلفهم 4 شواقل، وهو الأمر الذي يحاول الشباب إخفائه عن زملائهم الذين يعانون أوضاعاً اقتصادية صعبة تحرمهم من استخدام هذه الوسيلة.
ويغدو الطالب طارق إسماعيل برفقة خمسة من زملائه طريقهم إلى مدرسة خالد بن الوليد الواقعة في مخيم النصيرات، حيث يتقاضى سائق السيارة مبلغ 48 شيقل من كل طالب مطلع كل شهر.
بينما فضل كثير من الطلاب المشي على أقدامهم للوصول إلى المدرسة نظرا لوضعهم المادي الصعب الذي لا يسمح لهم باستقلال وسائل المواصلات.
معاناة مشتركة
ويشارك التلاميذ معلموهم في ذات المعاناة التي تعود لافتقار مخيمهم لمدرسة ثانوية للبنين، إذ يحاول أستاذ الثانوية عمار العاروقي (31 عاماً) إعداد نفسه مبكراً بساعتين من أجل الوصول إلى مدرسته.
ويضيف: "إن كان الوصول إلى المدرسة أمر ممكن في بداية الدوام؛ إلا أن العودة إلى البيت أمر غير ممكن، وذلك نظراً لأعداد الطلاب والمعلمين الذين يريدون الوصول إلى بيوتهم عبر سيارات الأجرة، الأمر الذي يتمثل بكثرة الركاب وقلة السيارات".
ويرى مدير مدرسة المنفلوطي أن طلاب المغازي يشكلون نسبة عالية من طلاب مدارس الثانوية المنتشرة في أرجاء المحافظة الوسطى الأمر الذي دفعه للقول :"مخيم المغازي يحتاج إلى مدرسة ثانوية للبنين".
وبتقديرات مدير مدرسة المنفلوطي فإن طلاب المغازي يشكلون نصف طلاب مدرسته "المنفلوطي"، التي تعمل وفق نظام الفترتين (الصباحية والمسائية)، إضافة إلى الأعداد المشتتة على مدرسة عبد الكريم العكلوك، ومدرسة خالد بن الوليد.
مشكلة على وشك الانتهاء
من ناحيته أكد رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام بمديرية تعليم الوسطى الأستاذ أحمد دلول على أن مديرية الوسطى تعمل حاليا على إنشاء مدرسة ثانوية للبنين في المغازي، وسيجري افتتاحها مطلع العام الدراسي القادم.
وأشار دلول أن المديرية قامت بعمل إحصائيات بعد تقدم أولياء أمور طلاب المغازي بشكاوى للمديرية يطالبون فيها بتوفير مدرسة ثانوية للبنين بالمخيم، وتبين من إحصاءات المديرية إمكانية افتتاح المدرسة لفترة واحدة وبقدرة استيعابية مناسبة.
وأوضح دلول أن مشروع تخصيص المدرسة التي يجري العمل على إكمال بنائها بالمغازي لطلاب الثانوية من الذكور هو قيد الدراسة، ولم تتخذ وزارة التعليم قرارا فيه، غير أن المؤشرات تتجه نحو تخصيصها كمدرسة ثانوية للبنين بفترة واحدة.
الجدير ذكره أن مخيم النصيرات يحتوي على مدرستين ثانوية للبنين، واثنتين للبنات، ومخيم البريج اثنتان موزعتين على كلا الجنسين، وكذلك مدينة الزهراء، ودير البلح قرابة الثلاثة أيضاً، في حين مخيم المغازي يضم مدرسة واحدة للبنات أضحت تعاني حالياً من تكدس أعداد الطالبات في الفصول الدراسية.