تعرض عدد من تجار المواشي والأبقار في قطاع غزة، إلى خسائر فادحة بعد انتشار مرض "الحمى القلاعية"، بعد نفوق عدداً منها في ظل نقص اللقاح اللازم لمكافحة المرض، وتناقل أخبارها بين المواطنين، في ظل تأكيدات أن هذا المرض لا يمكن أن ينتقل للإنسان ولا يصيب سوى الحيوانات.
وزارة الزراعة حاولت كجزء من حل المشكلة إصدار قرار يقضي بمنع استيراد المواشي لحين توفر اللقاح اللازم لمرض "الحمى القلاعية"، تجنباً لإصابتها بأي أمراض خلال فترة تواجدها في القطاع.
نائب مدير عام الإدارة العامة للخدمات البيطرية في وزارة الزراعة بغزة حسن عزام، أكد أن هذا الإجراء صحي من الدرجة الأولى، قائلاً: "كيف نسمح بدخول حيوانات جديدة ما لم نعالج المصاب منها في القطاع، وبالتالي قررنا وقف الاستيراد لحن توفر اللقاح اللازم".
وأوضح في حديثه لـ"فلسطين الآن" أن وزارته تناشد من حوالي شهرين ونصف لإدخال اللقاحات اللازمة من قبل الوزارة في رام الله، لكن دون استجابة، منوهاً إلى أن الوزارة معنية بإدخال الحيوانات وعدم حدوث نقص في غزة لكن بشرط ألا يكون ذلك على حساب انتشار المرض الذي سيؤدي إلى نفوقها.
وفي توضيحه لأسباب عدم دخول اللقاحات من رام الله، بين أن الوزارة في رام الله قالت إن "بعض اللقاحات غير متوفرة لديها، والأمر الآخر بعض اللقاحات مصدرها الجانب الإسرائيلي وهي منتهية الصلاحية ويحاول تصديرها لغزة، وبالتالي رفضت الوزارة في رام الله استيرادها حتى بعد محاولات الاحتلال تجديد هذه التواريخ".
تقبل المزارعين جيد
وحول مدى استجابة المزارعين وتقبلهم للقرار ببين عزام أن العديد منهم تقبلوا الأمر بشكل جيد، "والبعض منهم اعترض ولا بد أن ننوه أن هذا الاعتراض – منطقي – في هذا الجانب، خاصة أن هذا اللقاح ذو تكلفة بسيطة بحيث يكلف تطعيم "الخروف" الواحد 10 شواقل".
ولفت إلى أن بعض التجار حاولوا توفير هذه اللقاحات، بشكل شخصي وقاموا بعد أخذ تصاريح من وزارة الزراعة بإدخال بعض الحيوانات الخميس الماضي ما يقارب 200 خروف، مشيراً إلى أن سيتم إدخال باقي الكمية التي تقدر بـ 800 رأس غداً الاثنين.
وكشف نائب مدير عام الإدارة العامة للخدمات البيطرية أن عدد الإصابات وصلت إلى 2800 عجل، و2700 رأس ماشية، مشيراً إلى أن النفوق في الجهتين وصلت إلى نسبة 10%.
والحمى القلاعية مرض شديد العدوى وفتاك في بعض الأحيان، ويصيب الحيوانات المشقوقة الظلف مثل الخراف والماعز والأبقار والجاموس والخنازير، ولا يزال قطاع غزة بحاجة إلى 41 ألف جرعة لتطعيم وتحصين كل المواشي والأغنام فيه.
لا يشكل خطراً على الإنسان
وطمأن عزام المواطنين أن هذا المرض لا يشكل خطراً مباشراً على الإنسان، وأنه لم تسجل أي إصابة في صفوف المواطنين من المرض، لافتاً إلى أن وزارته تتابع صحياً أمراض أخرى ممكن أن تنتقل من الحيوان للإنسان ويصل الأمر للذبح الإجباري إذا تبين ذلك.
وأشار إلى أن أسباب إن انتشار مثل هذا المرض هو عدم وجود التحصين واللقاحات اللازمة، مشيراً إلى أن الكثير من الدول تصاب حيواناتها بهذا المرض وهو أمر اعتيادي.
وحول سؤال ما إذا كانت ستؤثر هذه الأزمة على الطلب خلال رمضان، أشار عزام إلى هذا الأمر مستبعد من قبل التجار والكمية التي دخلت الخميس الماضي والتي سيتم إدخالها لاحقاً ستسد احتياجات المواطنين.
أخبار فاقت حجمها
التاجر أبو محمد عفانة مالك إحدى أكبر مزارع العجول جنوب القطاع، أوضح أن تناقل المواطنين لخبر مرض "الحمى القلاعية" فاق حجمه خاصة أن هذا المرض لا يشكل خطراً على الإنسان بتاتاً، ولا يمكن أن ينتقل لهم لأنه فقط يتناقل بين الحيوانات.
وأوضح في حديثه لـ"فلسطين الآن" أنه تكبد خسائر فادحة تقدر من 200 – 300 ألف دولار بعد إصابة حوالي 300 عجل بالمرض، مما أدى إلى انخفاض وزنها وما تكبده من مصاريف علاجات وصلت 100.000شيقل.
كما بين أن الحجم الكبير لتناقل خبر مرض "الحمى القلاعية" أدى إلى ضعف الطلب في السوق، الذي هو في الأصل سيء من قبل اقتصادياً بسبب ما يمر به القطاع من حصار مستمر، مشيراً إلى أن هناك منافسة شديدة من قبل التجار حيث وصل سعر 3 كيلو عجل بـ100 شيقل، كما نوه إلى أن هناك كميات كبيرة في السوق متبقية من موسم عام 2016 الركيك على حد وصفه.
ودعا عفانة وزارة الزراعة لتعويض المزارعين عن الخسائر التي لحقت بهم لتمكينهم من إحياء مزارعهم، بعد الخسائر الفادحة التي تكبدوها، والعمل على توفير اللقاحات بشكل عاجل.