انشغل الشارع الرياضي في قطاع غزة الأسبوع الماضي, بالحديث عن "بيع" المباريات التي جرت في دوري الوطنية موبايل للدرجة الممتازة.
ورغم أن قضية "بيع" اللقاءات, لا تعتبر حديثة في قطاع غزة, إلا أن غياب الدليل الملموس, يجعل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عاجزا عن اتخاذ إجراءات عقابية رادعة.
ولكن في هذا الموسم, خرج بعض اللاعبين عن صمتهم, لدرجة أنهم اعترفوا بوجود حالات حقيقية في الدوري.
كسر الصمت
شادي أبو العراج حارس خدمات خانيونس, فجّر هذا الأسبوع مفاجأة من العيار الثقيل, عندما كشف عن تعرضه للمساومة, مقابل "بيع" لقاء فريقه مع غزة الرياضي, ضمن منافسات الجولة الحادية والعشرين وقبل الأخيرة من الدوري.
وقال أبو العراج إن أحد الأشخاص من نادي غزة الرياضي عرض عليه مبلغا ماليا, لأجل السماح للأخير بالفوز في اللقاء.
وانتهت مباراة خدمات خانيونس وغزة الرياضي بالتعادل (1-1), وفيها قدّم الحارس أداء مميزا, بتصديه لعدد من الكرات المحققة للتسجيل.
وأضاف: "لا يمكنني أن أبيع المباراة لأن فريقي هو شرفي, لدي الدليل والمحادثات, وسأكشفها في الوقت المناسب".
وعلى غرار أبو العراج, خرج قائد الفريق محمود فحجان بتصريح مثير للجدل, أكد فيه صحة كلمات زميله, ما أثار حفيظة الرأي العام الرياضي, وفي الوقت نفسه اعترف عامر عاشور لاعب الهلال بوجود شبهة "تلاعب" في المباريات خلال موسم 2012-2013, خلال لقاء فريقه مع شباب جباليا (0-4).
تحقيقات الاتحاد
ولاقت كلمات أبو العراج صدى واسعا في قطاع غزة, ما دعا الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم للتحقيق معه بجانب لاعب آخر, حول حقيقة هذا الأمر.
وقال مصدر من داخل الاتحاد, إن أبو العراج أكد تعرضه للمساومة كما ذكر مسبقا, لكن دون أن يزوّد الاتحاد بالدليل الذي يثبت ذلك.
وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه, أن الاتحاد لن يسكت عن هذا الأمر, وسيعاقب الحارس في حال لم يثبت صحة ادعاءاته بحق نادي غزة الرياضي.
وتوقع المصدر أن يعقد الاتحاد جلسة أخرى مع أبو العراج خلال أيام, لمعرفة آخر التطورات في القضية.
مفاجأة
وفي الوقت الذي بدأ الاتحاد فيه بإجراء تحقيقاته المتعلقة بالواقعة, التي اعترف بها الحارس عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أيضا, فاجأ ناديا خدمات خانيونس وغزة الرياضي الشارع الرياضي ببيان مشترك, أكدا فيه على عمق العلاقة الأخوية التي تجمع الطرفين.
وقال الناديان في بيان وصل "فلسطين الآن" نسخة منه, إنهما يرفضان كل السلوكيات والاتصالات التي تسئ للشفافية والمنافسة الشريفة بين جميع الأندية في القطاع, مطالبين وسائل الإعلام بالعمل على إنجاح المسيرة الرياضية.
ورغم خروج الناديين بالبيان المشترك, إلا أن ذلك لم يرق للبعض عبر "الفيس بوك", الذين أكدوا وجود شيء منع القضية من التطور كما كان متوقعا.
وبإغلاق فريقي خدمات خانيونس وغزة الرياضي الواقعة المثيرة للجدل بينهما, بات على الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اتخاذ إجراءات عقابية لمعرفة حقيقة التصريحات التي خرجت لوسائل الإعلام, خوفا من كوارث رياضية لا يحمد عقباها في الموسم المقبل.