يعقوب محمد مناصرة، سائق شاحنة من كسارات بني نعيم شرق الخليل، أوقفته الشرطة "الإسرائيلية"، على الطريق الالتفافي "60"، وأنزلته من الشاحنة، وأجرت تفتيشاً دقيقاً لمركبته، وحررت بحقه مخالفة سير باهظة انتهت ببيع قطعة أرض يمتلكها.
لم تنته القصة إلى هنا، فقد سلموه إضافة للمخالفة - التي بلغت قيمتها 5 آلاف شيكل - أمراً بمصادرة الشاحنة لشهرين في مركز حجز أريحا، ومنع من تقديم التماس للمحكمة، مهددين إياه بتمديد الحجز لستة أشهر.
قرب مفرق المدينة، وكانت البداية معه بمخالفة مرور وحجز السيارة، وانتهت ببيع أرض لدفع أرضية الحجز، ومن ثم بيع الشاحنة لدفع ثمن الأرض.
أرضية الحجز
مراسلة "فلسطين الآن"، استوضحت قضية المصادرة ودفع الأرضية من عدّة ضحايا، يبدأ بسردها مناصرة الذي قال :"الأرضية هي دفع مبلغ مالي يومي، تقدره الشرطة الإسرائيلية للمتهم حسب نظرها بمخالفة قوانين السير، تتراوح من 75 شيكلا إلى 285 شيكلا، حيث يبدأ الدفع من أول يوم حجز ووصولها إلى المركز" .
ويضيف مناصرة: "والأرضية مبلغ مالي يدفع بشكل شهري في البريد " الإسرائيلي"، حيث قمت بدفع مبلغ مالي أول الشهر الثاني من الحجز 2250 شيكلا، والشهر الذي يليه نفس المبلغ، وبعد ذهابي إلى المحكمة لأوقع قرار استلام السيارة، فوجئت بأن قرار الحجز قد مدد لستة أشهر ومبلغ الحجز هو 285 شيكلا، أي أنه يتوجب على دفع ما يقدر 51300 شيكلا خلال ستة أشهر.
وأكمل مناصرة: " قمت ببيع قطعة أرض لدفع المبلغ الذي تراكم علي، ومن ثم حصلت على قرار باستلام الشاحنة، وذلك بعد مماطلات طويلة، فلم أجد بُدّاً من بيع الشاحنة لشراء الأرض من جديد، مما كلفني الكثير الكثير من الوقت والمال، والصحة في متابعة أمر الشاحنة وحجزها، وكل هذا يرجع لنقم الشرطة علينا كفلسطينيين" .
فنون العذاب
وفي نفس السياق، قال علي أبو دية، وهو سائق سيارة على معبر بيت لحم، بأن الشرطة الإسرائيلية، حجزت سيارته بسبب مشادة كلامية مع ضابط شرطي، وحكمت عليه باحتجاز السيارة لمدة 75 يوما، مقابل دفع 45 شيكلا كل يوم، مع مخالفة مرورية 1750 شيكلا.
ولفت أبو دية، بأنه قام بدفع المخالفة، وقدّم شكوى للمحكمة "الإسرائيلية"، حيث قُبلت الدعوة، ولكن الشرطة "الإسرائيلية" استأنفت القرار، لافتاً إلى أن المحكمة تتعاون مع الشرطة على الفلسطينيين لزيادة معاناتهم .
وتكمن سياسة الشرطة الإسرائيلية في مضاعفة المعاناة لدى الفلسطينيين، ضمن سياسة ينتهجها الاحتلال " الإسرائيلي"، للتضييق على الفلسطينيين، الأمر الذي أكده النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني خليل الربعي، حيث كان ضحية للشرطة ومبالغتها في المخالفات.
سياسة خبيثة
ويقول النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني خليل الربعي من مدينة يطا، عن طبيعة السياسة "الإسرائيلية" في مضايقة الفلسطينيين، أن الاحتلال يتفنن وينتهج كل يوم طريقة لتركيع الشعب الفلسطيني، مركْزاً على الشؤون التي تتعلق بحياة الفلسطينيين واستمرارها .
وقال ربعي لمراسلة "فلسطين الآن"، الشرطة "الإسرائيلية" هي اليد الخفية للشاباك والجيش بشكل عام، وبالتالي فهي تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للفلسطينيين في ممارساتها، حيث تستغل الموضوع القانوني في تضييقها، والذي عبر عنه ربعي بشيطنة القانون على أهوائهم.
ولفت ربعي، بأنه كان يوماً من الأيام أحد ضحايا الشرطة" الإسرائيلية"، حيث تعرض لمخالفة مرورية باهظة لأن هناك كسر خفيف في الإضاءة الخلفية، والذي قال ربعي بأن الشرطة استغل الكسر وحرر بحقي مخالفة مالية بمبلغ تجاوز الـ 700 شيكل، إضافة لمحاولة احتجاز سيارتي.
ودعا ربعي كل المؤسسات الرسمية والحقوقية لمراقبة ممارسات " الشرطة الإسرائيلية"؛ لأنها تعبث بحياة الفلسطينيين، وتنغصها عليهم.