لا يزال حوالي 50 أسيرًا فلسطينيًا من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي ظلمًا وعدوانًا على أبسط حقوق الإنسان وهي الحرية، تتفاوت مدة محكومياتهم وعدد السنوات التي قضوها داخل السجون، من ضمنهم أسرى محكومون بالسجن المؤبد مدى الحياة.
وأصبح عدد الأسرى المحكومون بالمؤبد مدى الحياة من مدينة رفح أسيرين اثنين، بعد أن أفرج الاحتلال نهاية شهر مارس الماضي عن أسير ثالث كان محكومًا بالمؤبد، عقب تخفيض محكوميته من قبل المحكمة، وهو الأسير المحرر حاتم فايز المغاري، بينما يقضي الأسيران نعيم جهاد مصران وأسعد يوسف زعرب محكومياتهم العالية بالسجن مدى الحياة.
ويأمل الأسرى المحكومون بالمؤبدات وأصحاب الأحكام العالية بجانب ذويهم وأهلهم أن يتم الإفراج عنهم ضمن صفقة "وفاء أحرار" ثانية تنجزها المقاومة.
الأسير نعيم مصران
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير نعيم جهاد مصران (36 عامًا)، في تاريخ 5 أيار 2002، وحكمت عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة وهو يقبع الآن في سجن نفحة الصحراوي، وهو من سكان حي تل السلطان غرب محافظة رفح.
وخلال حديث "فلسطين الآن" مع شقيق الأسير مصران الأكبر، أوضح أن والدة الأسير تزوره كل ثلاثة أشهر تقريبًا، واصفًا الزيارة "تكون بمعاناة كبيرة، تخرج من الثالثة فجرًا وتعود العاشرة ليلًا، والزيارة تكون فقط نصف ساعة".
ونوّه مصران أن الاحتلال خلال الزيارة يمنع بشكل كبير جدًا إدخال الملابس وأي أغراض تخص الأسرى خصوصًا الفترة السابقة، وقال: "يدخلون الملابس والأموال حسب ما يريدون، فأحيانًا نشتري الكثير من الملابس فلا يدخلوا إلا قطعة واحدة".
وأضاف: "الأسرى متعلقون بقشة بعد ما أعلنت عنه المقاومة مؤخرًا خصوصًا أصحاب المؤبدات، ورسالتنا للمقاومة والوفد المفاوض فيها الثبات والتأكيد على الإفراج عن المحكومين مدى الحياة".
وتابع متسائلًا: "إذا أراد الله لهم الحرية سيخرجون، وأهم شيء الثبات على حريتهم، فإذا لم يخرج هؤلاء في صفقة وفاء أحرار، فكيف سيتحررون؟".
وتوفي والد الأسير مصران الحاج جهاد نعيم مصران (60 عامًا) في 6 آيار 2013 بعد صراع مع المرض، ولم يتمكن لسنوات طويلة من رؤية ابنه الأسير بسبب حرمان الاحتلال أسرى غزة من الزيارة لمدة طويلة، بالإضافة إلى اشتداد المرض عليه.
الأسير أسعد زعرب
يدخل الأسير أسعد يوسف زعرب (38 عامًا)، عامه السادس عشر داخل السجون الإسرائيلية منتصف شهر آيار المقبل وينهي عامه الخامس عشر، حيث اعتقلته قوات الاحتلال في 12 آيار 2002 إثر قيامه بعملية فدائية قتل فيها ضابط مخابرات إسرائيلي.
وحكم علي الأسير زعرب بالسجن المؤبد مدى الحياة، وهو أعزب من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة من مواليد عام 1978م.
والدة الأسير زعرب والتي تزوره باستمرار، قالت لـ"فلسطين الآن": "الحمد لله، كل الشباب معنوياتهم عالية"، مشيرة إلى المنع الكبير الذي يتعرض له أهالي الأسرى في إدخال الأغراض التي تخص أبناءهم، مضيفة: "أحيانًا يدخلون بعض الأغراض وأحيانًا لا يدخلون شيء، ويسمحون فقط بإدخال خمس صور للعائلة".
وناشدت المقاومة أن يعملوا على الإفراج عن أصحاب المحكوميات العالية والتركيز عليهم، وقالت: "أملي في الله عز وجل كبير، وإن شاء الله يكون الفرج قريب لكل الأسرى وليس فقط لابني".
الأسير المحرر حاتم المغاري
رغم سياسة الاحتلال العنجهية إلا أنها لم تثن الأسير المحرر حاتم فايز المغاري (37 عامًا) المحكوم بالسجن مدى الحياة، عن مجابهته بكل الوسائل والطرق المتاحة، حتى كسر قيده وظلم سجانه ونال حريته.
وبعد مضي 17 عامًا في الأسر، أفرجت سلطات الاحتلال عن المغاري نهاية شهر مارس الماضي، عقب قرار محكمة إسرائيلية بتخفيض حكمه والاكتفاء بسنوات السجن التي أمضاها، وذلك بعد انتفاء تهمة القتل التي حكم بموجبها بالمؤبد، حيث واتهمه الاحتلال بالتسبب في قتل جنديين إسرائيليين دخلا إلى رام الله عام 2000، بشكل عمد.
واعتقل في 20 كانون أول 2000 على معبر بيت حانون/إيرز خلال عودته من الضفة الغربية حيث كان يعمل في جهاز الشرطة الفلسطينية، وهومن سكان حي تل السلطان غربي مدينة رفح.
وفقد المغاري شقيقيه الشهيدين "رامي وشادي"، كما وتوفي والده في شهر يونيو عام 2015، بعد صراع مع المرض، وكان محروم من زيارة نجله لفترة طويلة، وكان يتمنى احتضانه وهو محرر، لكن الموت كان أسبق.
وعدّ المغاري خلال حديثه لـ"فلسطين الآن" "أنه تعرض للظلم عندما حكم عليه الاحتلال بالسجن مدى الحياة لحادثة قتل جنديين إسرائيليين في رام الله لم ينفذها"، وقال: "مكثت 17 عاما في سجون الاحتلال ظلماً وعدواناً، فقط لأني كنت أعمل شرطيا داخل مركز شرطة في رام الله وتم اعتقالي على قضية مقتل جنديين في ذات المكان عام 2000، والحكم علي بالسجن لمدى الحياة".