أثارت صور وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف بارتدائها فستاناً مرسوم عليه مدينة القدس المحتلة المسجد الأقصى المبارك موجة من الغضب الفلسطيني الواسع.
وجاء مظهر ريغيف المفاجئ خلال مهرجان دولي للسينما في مدينة "كان" الفرنسية والذي يشارك فيه الاحتلال الإسرائيلي بفيلم " أرواح إسماعيل".
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات والردود الساخطة على مظهر الوزيرة التي استغلت المهرجان لتسوق موقف سياسي وأكاذيب بأن مدينة القدس المحتلة عاصمة لـ "إسرائيل" وليست فلسطينية.
وسعت الوزير ريغيف إلى إيصال رسالة مزيفة بالقول: "لبست فستانا عليه صورة القدس خلال مشاركتى في مهرجان كان للأفلام الوثائقية في فرنسا احتفالاً بالذكرى الـ 50 لتحرير القدس وتأكيداً على وحدتها"- على حد زعمها.
وتزامن هذا الظهور المستهجن بعد يوم واحد فقط من دعوة مسؤولين كبار في الخارجية الأمريكية البيت الأبيض والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم الاعتراف بالقدس المحتلة كعاصمة لـ "إسرائيل".
كما يبيّن ردة الفعل الإسرائيلية من عدم السماح لنتنياهو بمرافقة ترامب خلال زيارته لحائط البراق حين يحط رحاله في القدس نهاية الشهر، إذا استهجنت مناصب قيادية إسرائيلية الموقف الأمريكي.
رسالة سياسية
الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر، اعتبر مشاركة ميري ريغيف في مهرجان كان السينمائي أسفله صورة القدس بـ "الوقاحة الإسرائيلية في ذروتها".
أما الإعلامي سامر خويرة مراسل فضائية القدس، فقال: "إن ريغيف لم تهتم مثل الممثلات العربيات بلبس فستان....للفت الأنظار لكنها اعتبرت المهرجان فرصة توصل فيها رسالة سياسية".
في حين يوضح الصحفي عبد الله حواش أن العدو الإسرائيلي يشتغل بطريقة صحيحة في الخارج لنشر الأكاذيب.
أما الكاتب والإعلامي رأفت حمدونة فعلق على فستان ريغيف بالقول: "ليس المهم ما تفعله ريغف لكيانها، ولكن المهم ما نفعله نحن لخدمة حقنا وتاريخنا وتدويل قضايانا العادلة كالقدس والأسرى".
وأضاف: "فلا تستهجنوا وضع صورة قبة الصخرة على فستانها، بل استهجنوا غياب صورة القائد مروان البرغوثي والأسرى المضربين وإبراز معاناتنا بطرق إبداعية، وعلى ملابسنا، ونحن نعيش حالة ألم في ظل إضراب الأسرى في اليوم 32 على التوالي، وفي ظل التدهور الكبير الواقع على صحتهم، وشبح الموت الذي يخيم على زنازينهم".
الفن المضاد
الفنان التشكيلي الفلسطيني بشار أبو الرب استغل المشهد ليعيد فستان ريغيف وعليه صورة لأطفال فلسطينيين شهداء قتلهم الاحتلال الإسرائيلي، ليوصل رسالة بأنه الاحتلال وجد للقتل وسفك للدماء.
وإلى جانب موقف بشار سعى آخرون إلى وضع صور القصف والدمار في قطاع غزة وجدار الفصل العنصري الذي يقسم الضفة المحتلة في مذيلة الفستان، لإيصال رسال للعالم الذي حاولت ريغيف خداعه وتضليله بفستانها.
يذكر أن ريغيف وصفت في 24 تموز / يونيو 2011 " الأسرى الفلسطينيين بالحيوانات البشرية وينبغي التعامل معهم بما يتناسب مع ذلك".
كما تشتهر بتصريحاتها العنصرية والمثيرة للجدل، علاوة على ذلك هاجمت الشاعر الفلسطيني محمود درويش وقالت يوماً إنها لا تتقبل أشعاره لأنه أراد أن يتقل شعبها.
ومع المعلوم أن ريغيف غادرت العام الماضي احتفالاً للأعمال السينمائية بالداخل المحتل حين سمعت الفنان تامر نفار يلقي كلمات من قصيدة الشاعر درويش خلال عرض فني له وتكريمه على فيلمه "مفرق 48" شهر سبتمبر العام الماضي.