خرج من جبل الزهور ليصبح زهرة رائعة في عالم الساحرة المستديرة، دخل مغامرات كثيرة ونجح في تجاوز النفق المظلم، ليضيء لنفسه شعاع النجومية من أوسع الأبواب ويسجل حضوره اللافت، موهبته كانت العنوان الأبرز ليشعل حديث صراع الصفقات.
لم يفتح لنا الموهوب يزن ثلجي المجال في "الرأي" للتحقيق معه حول ما يثار في الشارع، بل سارع بسرد كل شيء وعندما حاصرناه بالأسئلة طلب انهاء الحوار لشعوره بالعطش الشديد على حد قوله.
سجل وصنع وأبدع وأمتع في كرة القدم وأجاد تطبيق الأدوار، وبين الأهل في جبل الزهور والأهلي على الدوار الثامن وخارطة المفاوضات الداخلية والخارجية أعترف يزن ثلجي فكانت المنعطفات التالية:-
لعبت في فئة الناشئين للوحدات لمدة عامين وتقريباً منذ كان عمري 14 سنة وبعد أن بلغت 16 تركت اللعب لأنني كنت أذهب وحيداً من جبل الزهور للتدريب وشعرت بالملل، وأحد الأصدقاء توسط لي للعمل بمصنع انتاج (جل الشعر أنيتا) في سحاب، وكانت وظيفتي وضع اللاصق على العلب، وأتقاضى راتباً شهرياً 190 دينار يخصم منها 110 دفعة قرض أخذه أخي حينها، ويبقى لي 80 دينارا أصرفهم خلال يومين وأستمر باقي الشهر بدون مصروف وأعتدت على ذلك.
رغم اهتمامي بالدراسة لكنني كنت أتجول دائماً في ملاعب الخماسي لممارسة اللعبة، وفي يوم من الأيام أبلغني صديقي علي دندن بأن أكثر لاعبي كرة القدم بالمنطقة يتجهون للعب في شباب الحسين، وفعلاً خطرت الفكرة ببالي وذهبت وعمري 17 ولعبت مباراة ودية أمام البقعة وقدمت المستوى المميز بحضور رائد عساف وغانم حمارشة، وأحضرت هوية الأحوال المدنية وتم تسجيلي، ثم ترفيعي للفريق الأول وشاركت في آخر أربع مباريات للدوري وهبط شباب الحسين وأختارني المدير الفني للمنتخب الأولمبي جمال أبو عابد للتشكيلة وصبر علي كثيراً، وهو أكثر أصحاب الفضل علي بعد الله عز وجل لانه أهتم بي وساعدني لرفع مستواي.
- التقاني مدرب الأهلي ماهر البحري والاداري أحمد البيطار وطلبوا مني اللعب مع فريقهم، ولم أكن أعرف التعليمات حيث تبين أن عقدي مع شباب الحسين ليس بالصيغة الاحترافية وإنما بشكل هاوي وبالتالي استطيع التوقيع الرسمي واللعب للاهلي وهذا ما حدث، حيث أنني كنت أتقاضى مبالغ قليلة من شباب الحسين لا تكفي شيئاً.
اختارني الكابتن عبدالله ابو زمع لتشكيلة المنتخب الوطني أثناء بطولة تايلند الودية وكانت تلك المفتاح الحقيقي لظهوري مع النشامى، وهنا كان لا بد من استغلال الفرص ومواصلة العروض القوية.
بكيت في حياتي في مشاهد متكررة، منها أن علاقتي مع صديق عزيز كنا يومياً معاً، وفجأة أختفى عني دون موعد أو سبب، كما أنني قبل أيام شعرت بالضيق الشديد لعدم اختياري ضمن تشكيلة المنتخب الوطني وقناعتي أنني قدمت مستويات طيبة كما يروي الجميع، وأنا ما زلت رهن اشارة المنتخب وواثق من العودة بأسرع وقت لتمثيل بلدي والدفاع عن قميصه.
صورتي التي نشرتها مع مدرب الوحدات جمال محمود على مواقع التواصل الاجتماعي أثارت ضجة كبيرة نسبة للتوقيت، وتم تفسيرها بالشكل غير الصحيح أو بمعنى آخر يزن ثلجي يغازل أو يقترب من الوحدات، ولكن التفسير الحقيقي للصورة بكل أمانة "عندما جاء جمال محمود لتدريب الأهلي حدث بيني وبينه سوء تفاهم ولم أعرف التعامل معه وأكتشفت بعد ذلك أنه انسان رائع وسمعت انه سيترك الفريق وسألته عن الموضوع وأبلغني بأنه سيذهب مؤقتاً ثم يعود لكنه غادر دون عودة والتحق بالوحدات وأنا نشرت الصورة بشكل رسالة مضمونها أتمنى لك التوفيق أينما ذهبت وليس معناها أنا ذاهب معك".
أنا سعيد جداً داخل جدران الأهلي وأتعامل داخل القلعة البيضاء كلاعب وانسان مهم واسرة النادي لم يقصروا معي بشيء وعقدي معهم وقعته على الثقة، ونظرتي ليست مادية ولو كانت كذلك لوفرت راتب المصنع الذي عملت به بالطفولة لنفسي، وبالمناسبة تلقيت عديد العروض وآخرها من الأندية الكويتية والمفاوضات مستمرة مع الأهلي للوصول للصيغة التي تحقق الفوائد للاطراف كافة.
أهلي عارضوا في البداية أن أمارس اللعبة، حتى أنني تعرضت لضغوطات للتوقف ومواصلة الدراسة، ولكن الآن أختلفت الأمور أصبحوا الأكثر متابعة لي وأهتماماً منقطع النظير، على سبيل المثال والدتي حتى الآن تقوم بتجهيز شنطة الملابس والأدوات الرياضية اللازمة للتدريب والمباريات، وتطبخ لي الطعام الصحي، ووالدي يسألني عن احتياجاتي ويشجعني باستمرار وعرفت انه لاعب كرة قدم من الجيل القديم ودعواتهم لي رصيدي الثابت.
أكره الخسارة وأفقد السيطرة على نفسي عندما لا أحقق الفوز حتى لو كانت تقسيمة في الحارة، وعندما أعود للبيت يحاول أهلي رفع معنوياتي بقولهم المتكرر "كنت اليوم بطل ونجم كبير ومبدع"، وهي مجاملة لا أحبها لأنني أعشق الحقيقة دائماً، ولو لم أكن لاعب كرة قدم لعملت في العمل الحر، والأقرب لي في الوسط الرياضي محمود مرضي وصالح راتب