طلبات الأبناء لا تنتهي، وبالتأكيد أنك كأم مسؤولة عن تلبية تلك الطلبات، ولكن في بعض الأوقات قد يكون ما يريدونه خارج نطاق صلاحياتك أو قدرتك المالية، وقد يكون الطلب يشكل في بعض الأوقات خطراً على حياتهم، وأحياناً قد يكون الوقت غير مناسب لما يريدون، لذا فقد تقعين في العديد من المشاكل والخلافات معهم، ولعل أبرزها إيصال وجهة النظر إليهم.
ذكرت الأخصائية الاجتماعية والنفسية عائدة القثمي أنها تقابل العديد من الأمهات اللواتي يلجأن إليها طلباً للمشورة كونها معلمة، خصوصاً أن العديد من الفتيات يقلدن بعضهن البعض، ودائماً تنصح الأمهات بالهدوء والحكمة في التعامل، وعدم التصدي لهن بقوة.
الأبناء لا يميزون دائماً بين الصواب والخطأ، فعندما ترى الفتاة صديقتها تمتلك شيئاً، تجد أن من حقها هي الأخرى أن تمتلك مثله بغض النظر عن إمكانياتك المالية أو قدراتك، فهي تريد أيضاً أن تتباهى أمام صديقاتها، وهنا عليك كأم أن تتحدثي لطفلتك بشفافية، وأن تخبريها بمدى حبك لها، ولكنك تمرين بضائقة، وسوف تلبين الطلب في حال تيسر الأحوال.
بعض الأمهات يشتكين أن بعض طلبات الأبناء قد تتنافى مع سياساتهن، فالأم لا تقبل لابنتها أن تقضي يوماً في رحلة خارج المنزل، ولعل ذلك بداعي الخوف، مما يجعلها تصر على أن تذهب كبقية زميلاتها، وهنا أنصحها أن تتأكد أولاً من الرحلة وخط سيرها، وأن تتحدث إلى المعلمات كي يطمئن قلبها، وأن تعقد اتفاقاً أنه مقابل الموافقة، عليها الالتزام بواجباتها.
الرفض قد لا يكون حلاً جذرياً لما تعانيه من ضغط من أبنائك لتنفيذ طلباتهم، لذلك في بعض الأوقات عليك بالمناقشة وتقريب وجهة نظرك بطريقة لا تبين فرض رأيك بالقوة والتأثير عليهم، كما أن على الوالد وأفراد الأسرة المقربين من أبنائك المساعدة في إقناعهم، فهم عامل مساعد وهام، وكوني دائماً حذرة في التعامل معهم.