22.21°القدس
21.96°رام الله
21.08°الخليل
26.03°غزة
22.21° القدس
رام الله21.96°
الخليل21.08°
غزة26.03°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

خبر: الأسير غسان ذوقان... أكاديمي بقبضة الإداري

دخل الأسير غسان ذوقان -55 عاما- المحاضر في جامعة النجاح الوطنية بنابلس- المحكمة مكبلا بيديه وقدميه، داعيا الله أن يفرّج عنه حتى يحضر حفل زفاف ابنته الآء المقرر عقده بعد أسبوع من تاريخ المحكمة. في محكمة "التثبيت" للاعتقال الإداري بسجن عوفر العسكري جنوبي رام الله سيقرر القاضي الصهيوني التصديق على حكم جهاز المخابرات العامة الصهيوني "الشاباك" بتمديده خمسة أشهر إضافية أو تخفيضها في أفضل الاحوال. محاميه تقدم بالطلب من القاضي بالإفراج عنه، لكي يتسنى له حضور حفل زفاف ابنته، لدرجة انه أظهر كرت الدعوة الخاص بالعرس ليبرهن للقاضي صدق قوله، كما ذكر المحامي للقاضي بأن نجل ذوقان الأكبر "معاذ" كان قد تزوج قبل ستة أشهر خلال وجود والده داخل السجن، لذلك فإنه يطالب بالإفراج عنه ليتسنى له حضور زفاف إبنته، وأن لا يحرمه منه كالمرة الأولى. أومأ القاضي برأسه لذوقان بالوقوف، وقام بسؤاله: "هل ابنتك هذه هي الأولى التي ستتزوج؟ فأجاب ذوقان "لا"، بل سبقتها اثنتين من بناتي، فقال له القاضي: "إذن فمن الجيد أنك قد زوجتهنّ وفرحت بهنّ وأنت خارج السجن وليس داخله"، وقال بالحرف الواحد (منيح اللي نفدت فيهن)" وهي كناية عن شماتة القاضي بذوقان. أبى المحامي ترجمة ما قاله القاضي خوفا من ردة فعل المحاضر التي قد تؤثر في قرار المحكمة، ورُفعت الجلسة على أن يصدر القرار في وقت لاحق ذلك اليوم، ليتبين بعد ذلك أن القاضي قام بتخفيض فترة السجن من 5 شهور لثلاثة فقط، وتزوجت الآء، ولم يتسنى لوالدها حضور حفلها الذي كانت تحلم به. لم يرق للإدعاء العام الصهيوني هذا التخفيض في مدة الاعتقال التي لم تتجاوز 60 يوما، فيما كانت مفاوضات ماراثونية داخل السجون الصهيونية بين الحركة الأسيرة والاحتلال حول عدة مطالب كان من ضمنها عدم تجديد الاعتقال الاداري لمن هم في السجون مرة أخرى، وبعد هذا الاتفاق لن يبقى لذوقان في الأسر سوى شهرين أو أقل، فلم يرق للإدعاء الصهيوني قرار التخفيض السابق من قاضي المحكمة العسكرية، فقام بالاستئناف على تخفيض الاعتقال مطالبا بإعادته لسابق عهده لدى قاضٍ صهيوني أعلى رتبة على أمل أن يتم إعادة ما تم تخفيضه في جلسة "التثبيت"، وفي الحالات التي يتم الاستئناف بها فإنها غالبا ما تنتهي بإرجاع الفترة التي قلصت سابقا. حالة المحاضر الجامعي ذوقان كمثيلاتها من المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الصهيونية الذين يقبعون خلف القضبان لسنوات طويلة دون تهمة محددة، فهناك ما يقارب من 300 فلسطيني غالبيتهم من المثقفين وأصحاب الشهادات العليا في الاعتقال الإداري بتهمة مبهمة وهي "تشكيل الخطر على أمن المنطقة". وكان ذوقان أمضى ما يقارب ست سنوات على فترات متفاوتة في الاعتقال الإداري، وبدأت رحلته عام 1993م، حيث اعتقل إداريا لمدة عام، وأعيد اعتقاله مرة أخرى عام 1995م ليمضي نصف عام، ويعتقل مرة ثالثة عام 2003م ويمضى عام كامل في الإداري، وعام 2007 كانت أطولها حيث مكث ثلاث سنوات، وآخرها كانت منتصف عام 2011، وما يزال معتقلا حتى اليوم. أما العروس الآء فقد عجزت عن وصف شعورها لعدم وجود والدها إلى جنبها في ذلك اليوم واكتفت بالدموع، علها تُبرّد قليلا من حنين له. [title]رحلة طويلة وقاسية[/title] رحلة عذاب ومعاناة، هكذا تصف عائشة أبو غضيب -53 عاما- زوجة ذوقان حالهم في ظل غيابه. تقول "عند اعتقال أبو معاذ للمرة الأولى كان أطفالي صغارا ولم يكونوا مدركين لما يحصل، وكانت مسؤولية كبيرة على عاتقي بتربيتهم بعيدا عن الأب". وتسهب أم معاذ في شرح معاناة أسرتها، فتضيف "لقد منع الاحتلال أبنائي من زيارة والدهم بحجة الرفض الأمني، وبقينا على هذا الحال منذ عام 2007م، وفي الاعتقال الأخير تم منعي من الزيارة لنفس السبب، والآن لا يزوره أحد سوى طفلي الصغير بهاء وهو في الرابعة عشرة من عمره، برفقة عمّاته وجدته العجوز التي تبلغ من العمر 75 عاما. وكانت الحاجة ام طلب والدة ذوقان قد تعرضت لجلطة قلبية في شهر نيسان من العام الحالي خلال زيارتها لإبنها في سجن "عوفر" بسبب الإجراءات الأمنية التعسفية والمذلة بحق أهالي الأسرى، فلم يشفع عمرها الكبير في أن يكون لها معاملة خاصة من خلال التخفيف عنها في الإجراءات التفتيشية والأمنية المتبعة داخل أسوار السجن. وتشير الحاجة أم طلب إلى انها سقطت مغشيا عليها خلال انتظارها زيارة نجلها، حيث ثامت سلطات الاحتلال بنقلها لعيادة السجن وإجراء إسعافات أولية لها. الحاجة أبدت إستعدادها لعمل المستحيل حتى ترى ابنها طالما أنها قادرة على المشي، فالمرض لن يثنيها عن المضي قدما في زيارته مهما بلغت الصعوبات. [title]زفاف معاذ[/title] أما نجله الأكبر معاذ إبن الخامسة والعشرين ربيعا، فقد أضطر لإتمام زفافه خلال وجود والده في السجن، لذا فقد كانت فرحته منقوصة. يقول "كانت فرحة ممزوجة بألم وغصة في الحلق، فقد تزوجت وأبي أسير.. انا أبنه الكبير، وفرحة الأب برؤية نجله عريسا لا تضاهيها فرحة، لكن إرادة الله أن يكون معتقلا.. كان الله في عونه". لكن معنويات معاذ كأبيه تصل عنان السماء، يقول "إذا أراد الاحتلال أن يكسر عزيمتنا باعتقال والدنا، فإننا سنوصل له رسالة أننا نفرح رغم الجراح، ولن تستطيعوا أن تسرقوا منا البسمة مهما فعلتم.. السجن لا يغلق على أحد، ففرج الله قادم ونصرنا عليكم أكيد.