25.24°القدس
24.96°رام الله
23.86°الخليل
24.47°غزة
25.24° القدس
رام الله24.96°
الخليل23.86°
غزة24.47°
السبت 18 مايو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.7

خبر: حامد .. صمود بالتحقيق وابتسامة لا تفارق محيّاه

بعد جهد امني في غاية التعقيد وإثر ملاحقات متواصلة امتدت طوال عشر سنوات اُستنفرت خلالها جميع الوسائل التكنولوجية والبشرية، تمكن جهاز الشاباك الإسرائيلي من الوصول إلى قائد القسام إبراهيم حامد المطلوب رقم واحد في الضفة الغربية وذلك بعد عدة محاولات لاغتياله أو اعتقاله. الأسير حامد أعتقل من قبل قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي صبيحة الثالث والعشرين من أيار- مايو عام 2006 بعد ان حاصرت منزلا سكنيا مكونا من ثلاثة طوابق في منطقة البالوع في مدينة رام الله، ثم قامت بقصفه بقنابل (الانيرجا) قبل أن تعتقل حامد ابرز المطلوبين لجهاز المخابرات الإسرائيلية. يقول الباحث في مؤسسة التضامن احمد البيتاوي،: "منذ اعتقاله لدى سلطات الاحتلال؛ خضع حامد للتحقيق على أيدي ابرز وأشهر المحققين الإسرائيليين الذين استصدروا قرارا من محكمة العدل العليا يجيز استخدام العنف أثناء التحقيق معه، حيث استمرت جولات التحقيق أكثر من ستة أشهر دون أن ينطق حامد ببنت شفاه بالرغم من كثرة الاعترافات التي تدينه". وتابع: "بعد انتهاء فترة التحقيق الطويلة والمنهكة، أبقت مصلحة السجون الإسرائيلية حامد في العزل الانفرادي في سجن عسقلان ولم يخرج إلا قبل شهر ونصف في أعقاب الإضراب الذي خاضته الحركة الأسيرة، ولم تسمح له بزيارة عائلته طوال الفترة الماضية" وبدأت قصة ملاحقة حامد عام 1998 حين أعلنت سلطات الاحتلال ورود اعترافات خطيرة على حامد، كانت تصب في مجملها انه عضو فاعل في القسام، وانه مسئول عن عدد من الخلايا العسكرية التي تنشط في مدن الضفة الغربية نفذت عددا من العمليات، ومنذ ذلك الوقت اعتبرت سلطات الاحتلال حامد من اخطر النشطاء في مدينة رام الله. [title]استشهاد شقيقه[/title] وتنحدر أصول حامد (48) عاما إلى قرية سلواد قضاء رام الله، وهو من عائلة كان لها تاريخ في مقاومة الاحتلال، ففي عام 1973 استشهد شقيقه عبد الرحيم في إحدى المعارك التي وقعت مع الجنود الإسرائيليين في منطقة الجولان السوري، كما أن والد زوجته الشيخ عبد الرازق عبد الجليل حامد احد المجاهدين الفلسطينيين الذين خاضوا معارك عام 1936 و1948. وتعرض منزل حامد وأقاربه خلال فترة مطاردته لعمليات اقتحام وتفتيش وتنكيل من قبل جيش الاحتلال، فقد اعتقلت زوجته "أسماء" وخضعت للتحقيق في سجن المسكوبية لمدة عام بهدف الضغط على زوجها وإجباره على تسليم نفسه، ثم بعد ذلك أصدرت المحكمة الإسرائيلية قراراً بإبعادها وابنيها: علي وسلمى إلى الأردن. [title]الكاتب وصاحب الفكر المعتدل[/title] وللتعرف أكثر على شخصية الأسير حامد، يشير عاصم عصيدة احد الذين عرفوه عن قرب إلى أن إبراهيم كان صاحب عقلية فذة يقضي ليله ونهاره بالقراءة والكتابة، كما كان يكتب الدراسات والأبحاث المختلفة، هذا بالإضافة إلى إجادته لعب تنس الطاولة والشطرنج، ويضيف لمؤسسة التضامن:" كان حامد صاحب فكر وسطي معتدل ويدعو إلى الوحدة الوطنية حتى في اشد الأوقات اختلافا بين الفصائل". وتابع:" تخرج حامد من جامعة بيرزيت في رام الله في تخصص العلوم السياسية، وعمل في مركز الأبحاث التابع لها، كما انتقل للعمل كباحث في قضايا اللاجئين في جامعة القدس المفتوحة، وكتب العديد من المؤلفات والأبحاث حول القضية الفلسطينية، واصدر أول دراسة عن القرى الفلسطينية المدمرة عام 1948، كما كان على بعد خطوات من نيل شهادة الماجستير في العلاقات الدولية ". [title]تُهم كثيرة[/title] وتتهم المخابرات الإسرائيلية حامد بالوقوف خلف الكثير من العلميات والهجمات التي نُفذت ضد معسكرات الجيش الإسرائيلي وداخل المدن العبرية التي أوقعت أكثر من 68 إسرائيليا بالإضافة إلى مئات الجرحى، ويعتبر حامد صاحب اكبر ملف امني في تاريخ القضاء الإسرائيلي، حيث يقع في أكثر من (12.000 صفحة) هذا بالإضافة إلى مئات الشهود". وينسب جاهز الشاباك لحامد المسؤولية المباشرة عن عملية مقهى "مومنت" التي أوقعت 15 قتيلا، وعملية الجامعة العبرية التي أوقعت 10 قتلى، وعملية "ريشون لتسيون" التي أوقعت 17 إسرائيليا، هذا بالإضافة إلى محاولة تفجير القطارات وصهاريج المحروقات. كما تتهمه المخابرات بمحاولة نقل الهيكلية الهندسية للصواريخ من قطاع غزة إلى الضفة، هذا بالإضافة إلى خطف وقتل المستوطن الإسرائيلي "ساسون" عام 2005 والذي أراد القسام إطلاق سراحه بعد مبادلته بأسرى فلسطينيين. وكانت المحكمة الإسرائيلية في عوفر قد أدانت أمس الأربعاء 27/6/2012 الأسير حامد بجميع التهم المنسوبة إليه وطلبت النيابة العسكرية من المحكمة أن تفرض عليه عقوبة بالسجن المؤبد (56 مرة) بالرغم من أن حامد أنكر جميع هذه التهم. ودخل حامد قاعة المحكمة ملوحا بيديه وسط حراسة أمنية مشددة وهو يبتسم ويتمتع بمعنويات عالية، ورفض أن يقوم محاميه بالدفاع عنه من منطلق عدم اعترافه بشرعية المحكمة، مطالبا بمحاكمة الاحتلال الإسرائيلي الذي يسلبه أرضه ويعتقل أبناء شعبه. وفي حال أصدرت المحكمة الإسرائيلية حكمها المتوقع بحق حامد، فانه يعتبر ثاني اكبر حكم في تاريخ القضاء الإسرائيلي بعد الأسير عبد البرغوثي الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد (67 مرة