يرى محللون ومختصون في الشأن الإسرائيلي أن قرار إعلان وزير التعليم نفتالي بينيت، ووزيرة القضاء آييلت شاكيد، هي سياسة جديدة ما قبل الانتخابات الإسرائيلية تأسيساً لحزباً أطلقا عليه اسم "اليمين الجديد".
وأكد المحللون في أحاديث منفصلة مع وكالة "فلسطين الآن"، أن الهدف من الانشقاق هو السعي للحصول على أكبر عدد ممكن من أصوات الناخبين اليمينيين، بحيث يجذب "اليمين الجديد" ناخبين علمانيين، ويجذب "البيت اليهودي" ناخبي الصهيونية الدينية.
وتوقع المحللون أن جميع الساسة الإسرائيليين يسعون للإطاحة ببنيامين نتنياهو وحزبه، فحاولوا مراراً وضع نتنياهو في الزاوية خاصة بعد فشله في سد ثغرة الأمن في قطاع غزة واستعادة "الردع".
قوة للإطاحة بـ"نتنياهو"
المحلل والمختص في الشأن الإسرائيلي نائل عبد الهادي، توقّع ألا يشارك موشيه يعلون لن يشارك في حزب سياسي بقيادة بيني غانتس؛ لأنه كان قائده السابق بجيش الاحتلال.
وتابع عبد الهادي بأن "تسيبي ليفني قد تفاوض مع جانيتس للانضمام إلى حزبه الجديد، لكن جانيتس رفضها، بدعوى أنها يسارية جداً"، فقد هاجمت بينت وشاكيد بعد إعلانهما تشكيل الحزب الجديد موضحة أنه ضرر لسيادة القانون والديمقراطية ويجب "تقديم المسار الصهيوني الواضح".
وقال عبد الهادي في حديث لوكالة "فلسطين الآن"، إن جانيتس سيشارك بالانتخابات على رأس قائمة الحزب الجديد، مؤكدًا أن ليبرمان لن يتوحد مع أي حزب؛ لأن منتخبي حزب "يسرائيل بيتنا" غالبيتهم من مهاجري روسيا.
وستكون الأحزاب السياسية قادرة على التأثير على حزب الليكود، بعد الانتخابات وليس قبلها، معتقدًا أن التحالفات السياسية بين جانيتس ولابيد ستؤثر على نتنياهو في إمكانية إضعاف تشكيل حكومة، في حال رفض كل من جانيتس ولابيد المشاركة في الائتلاف.
هدف الحزب الجديد
من جهته، قال المختص في الشأن الإسرائيلي مؤمن مقداد أن "الهدف الرئيسي لتشكيل هذا الحزب هو الابتعاد قليلاً عن كونه حزباً دينياً متشدداً فكان الحزب الجديد حزبًا دينيًا علمانيًا يهدف لكسب المزيد من الجهور العلماني والخروج من فشل الحزب السابق في منافسة حزب الليكود.
وتوقّع مقداد أن يتحد الحزب الجديد مع "البيت اليهودي" بعد الانتخابات المقررة في 9 أبريل المقبل.
وكان بينيت وشاكيد بعد استقالة ليبرمان في منافسة على منصب وزير الحرب الإسرائيلي الذي حصل عليه نتنياهو، ثم تراجع بينت ووضع نتنياهو في حرج حينما ألقى الكرة في ملعبه لاستعادة الردع المفقود في قطاع غزة.
وأوضح مقداد في حديث لوكالة "فلسطين الآن" بأن "الخطر الأكبر حتى هذه اللحظة هو حزب غانتس "حوسن ليسرائيل"، في استطلاعات الرأي جاء الحزب الجديد كثاني أكبر حزب بعد الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، ومن المتوقع أن يزداد الحزب قوة وشعبية حال انضمام يعلون له وباراك أو ليبرمان رغم استبعاده".
وسيكون الحزب عبارة عن "حزب جنرالات بالكامل" فجميع الشخصيات المطروحة هم وزراء حرب سابقون أو رؤساء أركان وقادة في جيش الاحتلال، وهذا الأمر سيشكل خطرًا أكبر على نتنياهو "فالشخصيات العسكرية تؤثر بشكل كبير في قناعة الجمهور الإسرائيلي ما يعني ضعف شعبية الليكود في مقابل ارتفاع شعبية الحزب الجديد".
يذكر أن شاكيد وبينيت أعلنا أمس السبت إنشاء حزب جديد يدعو لعدم الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة أبداً.
وقال بينيت خلال مؤتمر إعلان الحزب الوليد إن الشراكة الجديدة "هي شراكةٌ حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى".