قال محللان سياسيان فلسطينيان اليوم الخميس، إن ثورات الربيع العربي لم تغير من استراتيجية حركة المقاومة الإسلامية حماس، ولكن دفعتها لاتخاذ إجراءات تكتيكية جديدة أكثر مرونة تتوافق مع الواقع الجديد والأنظمة الإسلامية التي وصلت إلى الحكم . وأوضح المحللان المتخصصان في الشأن الفلسطيني أن حماس استغلت الثورات العربية ووصول الإسلاميين إلى الحكم في تعزيز الاعتراف بها كلاعب رئيسي في المنطقة العربية بوجه عام، وفي الساحة الفلسطينية بشكل خاص . وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة ناجي شراب إن "إستراتيجية حماس بالنسبة للقضية الفلسطينية تميزت بعد ثورات الربيع العربي بالمرونة والتكيف مع الوقائع الدولية الجديدة، وهذا ما ساعدها على اتخاذ مواقف تتسم بالتكتيك والمواقف العامة التي لا تتعارض مع أصول مواقفها الجوهرية ". وأضاف شراب أن "لحماس خصوصية وعلاقة تربطها بالقوى السياسية الإسلامية التي وصلت للحكم في مصر وتونس واليمن والمغرب لذلك أصبح هناك اعتراف كبير ومباشر بدور الحركة كفاعل رئيسي في النظام السياسي الشامل في المنطقة العربية ". ورأى أن حماس بدأت تتخذ مواقف لا تتعارض مع الموقف الفلسطيني العام، كالتزامها بمسألة المصالحة الفلسطينية والسلام ورفضها إقامة إمارة إسلامية في غزة، مشيرا إلى أن الحركة تحاول أن "تسوق لنفسها من خلال هذه الاستراتيجيات والمواقف، ويساعدها في ذلك وجود الأنظمة الإسلامية في بلدان الربيع العربي مثل تونس ومصر" . وأوضح المحلل السياسي أن خيارات حماس السياسية والعسكرية أصبحت مرتبطة بالوضع السياسي في مصر، لافتا إلى أنها عملت على "ترشيد المقاومة"، وأصبحت أكثر إدراكا وأكثر واقعية فيما يتعلق بهذا الخيار . وتابع: "موافقة حماس على الهدنة طويلة الأمد مع (إسرائيل) يعكس أنها حركة واقعية لديها القدرة على التكيف والمرونة، لكنها لا زالت تتمسك بالأصول الجوهرية لأفكارها فيما يتعلق بعدم الاعتراف بـ(إسرائيل) وتحرير كامل فلسطين التاريخية ". وأوضح أن حماس لم تدخل في مرحلة تغير جذري، مبيناً أن التحول الجذري والجوهري لدى حركة حماس يتوقف على التحولات السياسية الإقليمية والدولية. ومضى شراب قائلا: "لو أن العالم اعترف بدولة فلسطينية كاملة العضوية في هيئة الأمم المتحدة فإن هذا قد ينعكس على رؤية حماس في كثير من القضايا التي من أهمها الاعتراف بـ(إسرائيل)". وتابع "حماس ستعترف بأي دولة فلسطينية جديدة، وهذا سيقودها إلى تغير برنامجها السياسي، وربما الاعتراف بالدولة الإسرائيلية". من جانبه، رأى الصحفي والكاتب السياسي مصطفى الصواف أن حماس استفادت بشكل كبير من التغير الواقع في المنطقة العربية واستثمرته بشكل كبير من خلال بناء علاقات سليمة مع هذه دول الربيع العربي، ودفع النظم الإسلامية الجديدة إلى تحمل مسئوليتها تجاه القضية الفلسطينية. وأضاف أن خيار "مقاومة الجيش الإسرائيلي أبقت عليه حماس بعد الثورات العربية، ولا أتوقع أن تتخلى عنه". إلا أن الصواف رأى أن الثورات العربية جعلت خيارات حماس "أكثر مرونة، وعززت من مكانتها لدى الشعوب العربية ولدى الأنظمة الإسلامية التي وصلت إلى الحكم".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.