12.23°القدس
11.99°رام الله
11.08°الخليل
15.41°غزة
12.23° القدس
رام الله11.99°
الخليل11.08°
غزة15.41°
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

خبر: غزة في الحسابات الاستراتيجية الإسرائيلية

صعدت (إسرائيل) من عدوانها على قطاع غزة بشكل مفاجئ في الآونة الأخيرة، وسط سيل من التهديدات التي تناوب على إطلاقها القادة العسكريون والمستويات السياسية. فتقريباً يكاد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بني غانز لا يترك مناسبة دون إرسال التهديدات المبطنة والعلنية ضد قطاع غزة. وقد وجدت النخبة الإسرائيلية الحاكمة في عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة مسوغاً لإرسال هذه التهديدات، التي جاءت على وقع عمليات قصف أسفرت عن استشهاد سبعة من المواطنين الفلسطينيين. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل حقاً (إسرائيل) معنية بتصعيد كبير على قطاع غزة، يتجاوز نطاق الغارات التي نفذتها بشكل أساس طائرات الاستطلاع بدون طيار، أم أن الهدف منها هو محاولة الحفاظ على الردع الإسرائيلي في مواجهة المقاومة الفلسطينية؟ [color=red]عبر حرب 2008[/color] بعد حوالي أربعة أعوام على شن الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة أواخر عام 2008، فإنه من الأهمية بمكان العودة للعبر التي استخلصتها (إسرائيل) من هذه الحرب، فلا يمكن بناء توقعات بشأن السلوك الإسرائيلي المستقبلي تجاه قطاع غزة بدون محاولة الإحاطة بالعبر الإسرائيلية من هذه الحرب. ويمكن القول إنه بعد أربعة أعوام من الحرب، فإن هيئة أركان الجيش الإسرائيلي تعتبر هذه الحرب "نصراً تكتيكياً وهزيمة إستراتيجية"، في حين اعتبرت قيادة الجيش الإسرائيلي حرب 2006 التي شنتها ضد حزب الله بأنها "خسارة تكتيكية ونصر استراتيجي". ففي الحربين، وضعت (إسرائيل) هدفاً استراتيجياً واضحاً وهو وقف عمليات إطلاق الصواريخ من الحدود اللبنانية ومن قطاع غزة. وفي الوقت الذي أدت حرب 2006 إلى وقف عمليات إطلاق الصواريخ تقريباً من جنوب لبنان، إلا أن الأوضاع في قطاع غزة مختلفة تماماً، حيث إن عمليات إطلاق الصواريخ لم تتوقف تقريباً. صحيح أن هذا لا يعني أن (إسرائيل) لم تراكم الردع في مواجهة حركة حماس؛ بمعنى أن قيادة الحركة باتت تأخذ بجدية أكبر ردة الفعل الإسرائيلية، لكن الحركة في المقابل لم تقدم على خطوات كبيرة لوقف عمليات إطلاق الصواريخ التي تقوم بها التنظيمات الأخرى. لكن مما لا شك فيه أن أكثر مواطن الخسارة الإسرائيلية في حرب غزة 2008 كان بلا شك الأضرار التي تكبدتها على صعيد تدهور مكانتها الدولية وتعاظم الدعوات لنزع الشرعية عنها، ولا سيما بعد نشر ما جاء تقرير "غولدستون". وبالتالي، فإن أي قرار إسرائيلي بالحرب على غزة سيأخذ بعين الاعتبار التداعيات على الصعيد الدولي. [color=red]تأثير التحولات في العالم العربي[/color] لقد شهدت البيئة الإقليمية تحولات جذرية منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة، بشكل يؤثر حتماً في أي قرار إسرائيلي بشأن الحرب على القطاع، وقد كان على رأس هذه التحولات تفجر ثورات الربيع العربي. فعلى سبيل المثال، باتت النخب الحاكمة في "تل أبيب" تعي حجم الدور الذي يلعبه الرأي العام الداخلي في التأثير في صناع القرار في العواصم العربية، ولا سيما في الدول التي احتضنت ثورات التحول الديمقراطي. فعلى سبيل المثال، تعتبر (إسرائيل) أن اتفاقية كامب ديفيد تمثل أحد مركبات "الأمن القومي" الصهيوني الأساسية؛ لأنها أخرجت مصر من دائرة العداء والحرب، وفي الوقت سمحت للجيش الإسرائيلي بالتفرغ لمواجهة الساحات العربية الأخرى. وقد باتت (إسرائيل) حالياً تخشى أن تدفع أية عملية عسكرية لها في قطاع غزة الرأي العام المصري للضغط على صناع القرار في القاهرة لإلغاء اتفاقية كامب ديفيد، أو أن يتم تطوير تحرك جماهيري مصري بدون التنسيق مع الدولة ضد المصالح الإسرائيلية، أو الأطراف المتعاونة معها. فعلى سبيل المثال ما زال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يذكر الليلة العصيبة التي مرت عليه، وهو يتصل بكل المستويات في الإدارة الأمريكية للتدخل لإنقاذ طاقم السفارة الإسرائيلية في القاهرة بعدما هاجم السفارة المئات من المتظاهرين المصريين؛ احتجاجاً على قيام (إسرائيل) بشن غارات على قطاع غزة، بعد عملية إيلات في أيلول 2011. وتخشى(إسرائيل) أن يتجه المحتجون المصريون إلى إغلاق قناة السويس أمام الملاحة الإسرائيلية، أو أن يتم المس بالمصالح الأمريكية في مصر، في رسالة احتجاج على تأييد واشنطن(إسرائيل). لذا فإن الرأي السائد في "تل أبيب" يتخلص في أن أي هدف استراتيجي تسعى (إسرائيل) لتحقيقه من خلال ضرب قطاع غزة، يبقى هدفاً متواضعاً مقابل الخسائر الإستراتيجية التي يمكن أن تتكبدها (إسرائيل)؛ جراء ردة الفعل العربية عليه. [color=red]بيئة إقليمية جديدة[/color] البيئة الإقليمية لـ(إسرائيل) مضطربة، ولا تقتصر على التحولات التي شهدها العالم العربي، وعلى وجه الخصوص مصر، فالعلاقة المتدهورة مع تركيا تشكل تحدياً كبيراً لـ(إسرائيل)، ولا سيما في ظل الدعوات المتعاظمة إلى عمل جهد مستطاع من أجل إصلاح العلاقة مع أنقرة، على اعتبار أن هذا الانجاز يمكن (إسرائيل) من تقليص الأضرار الناجمة عن التحولات الطارئة في العالم العربي. ومن الواضح أن شن حملات عسكرية كبيرة على قطاع غزة لا يخدم الهدف الإسرائيلي بتحسين العلاقة مع أنقرة، ولا سيما أن رئيس الوزراء التركي أردوغان يربط بين السلوك الإسرائيلي تجاه غزة ومستقبل العلاقات مع "تل أبيب".