9.45°القدس
9.21°رام الله
8.3°الخليل
15.65°غزة
9.45° القدس
رام الله9.21°
الخليل8.3°
غزة15.65°
الخميس 05 ديسمبر 2024
4.6جنيه إسترليني
5.1دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.6
دينار أردني5.1
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

الفلسطينيون في لبنان.. ضغط قد يولد انفجار!

533
533
صلاح شعبان

لم تقتصر التصريحات العنصرية ضد الفلسطينيين في لبنان على الكلام فقط.. فالخطاب العنصري على ما يبدو لم يكن إلا تمهيدا لتنفيذ قوانين تزيد الخناق على فلسطينيي لبنان. لا يمر يوما إلا ونسمعه فيه خطابا يحمل من الكراهية ما يحمل ضد الفلسطينين وكأن وجودهم يشكل خطرا على البشرية. الفلسطيني المجرد من أبسط حقوقه الإنسانية والمحروم من مزاولة أكثر من سبعين وظيفة ومهنة أصبح يشعر وكأن العيش محرم عليه ودائرة التجويع والحرمان محيطة به. الفقير منهم لا يجد عملا يقتات منه والغني لا يجد قانونا يحفظ له استثماراته وتجاراته ولا حتى تملكه كأي أجنبي يحفظ القانون أملاكه الخاصة فلا هو يرث ولا هو يورث.

الهجرة اليوم أصبحت حلم أي شاب فلسطيني يريد الحافظ على كرامته ومستقبله أما العيش في بلاد اللجوء فما هي إلا كابوسا يطارده أينما وجد. فما إن تتجول في مناطق تجمع الفلسطينيين إلا وتجد على وجهوهم الهم والخوف والترقب من المستقبل القريب. فالجميع يترقب بحذر التصريحات المتعلقة بشأن اللاجئين وما القرارات التي ستنبثق عنها. الكل يينتظر معرفة الطبخة التي ستقدم على الطاولة الدولية وهل طعمها حلو المذاق أم أنها علقما يزيد حياتهم هما وغما. البطالة أصبحت منتشرة بين الشباب واليأس أصبح يطارد الجميع عندما تحدثه عن ضرورة التعلم يحدثك عن حقوقه بالعمل وعن حرمانه من الوظائف ويشير إلى من سبقه من أصحاب الشهادات العالية ولكن وظيفتهم الحالية هي (عاطل عن العمل). فنافذة الأمل الوحيدة عندهم والتي قد تغير مجرى حياتهم هي الهجرة فقط. مستشهدين بحياة من سبقهم إليها وكيف أنهم يعاملون معاملة الإنسان دون التفريق لا بجنسيتهم ولا بانتمائهم. هنالك فقط يشعرون بحريتهم وكرامتهم وإنسانيتهم.

في الظاهر تجد تصريحات مناهضة لمشروع صفقة القرن ولكن الأفعال والضغظ -الذي قد يولد انفجارا يصعب إخماده- تجدها وكأنها تمهيدا لتلك الصفقة. يعتبر بعض العنصريين في لبنان أن الفلسطيني يأخذ من حقوق اللبناني مكانه في العمل بينما الفلسطيني تجده مستغربا عن أي حقوق يتحدثون وهل هنالك حقوق للفلسطيني في لبنان يحصل أو قد حصل عليها!.. معتبرين أنهم كانوا سببا في ازدهار لبنان فيتحدثون عن الأموال التي جلبت من فلسطين عند لجوئهم بسبب الاحتلال والتآمر الدولي عليهم وأنها صرفت في هذا البلد عدا عن عدد اللبنانيين الذين هاجروا معهم حيث كانوا يعملون في فلسطين متمتعين بكامل حقوقهم التي لا تفرقهم عن الفلسطيني ابن البلد.

كما أنهم يذكرون أن بعض البنوك والمؤسسات الكبيرة في لبنان أسسها فلسطينيون من أصحاب الأموال فأين العبء إذا وهل مشكلة الفساد الذي سبب بدمار اقتصاد البلد أصبح السبب الوحيد وراءه الفلسطيني! كما أن أموال المغتربين في الخارج التي ترسل إلى أهاليهم تصرف في هذا البلد فمن غير الإنصاف أن يعتبر الفلسطيني عبء على الدولة اللبنانية. والبعض القليل يطالبهم بسذاجة أن يذهبوا لبلادهم ويتركوا بلد اللجوء وكأنهم يعيشون بنعيم ويتمتعون بحقوقهم ناسين أو متغافلين أنهم لاجئين رغما عنهم وإن كان الأمر بيدهم والطريق لبلادهم ممهد أو مسموح به لما وجدت أحد منهم هنا أو هناك.

فحب الوطن والتعلق بحق العودة تجده في نفوس الصغير قبل الكبير ولم تنس السنين الطويلة الموطن الأصلي بل أصبح حق العودة مطلب الأجيال لأن القضية عندهم قضية عقيدة. وكثر هم من يرون أن الكلام الذي يعتبر قائله أنه وطنيا وأنه مطلبا لحفظ حقوق اللبناني وتأمين فرص عمل له بدل اللاجئين والنازحين ما هو إلا حجج لتطبيق سياسة مجهولة الملامح ربما تظهر نواياها في القريب العاجل. والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي ردات الفعل التي ستنبثق عن هذا الخطاب وهذا الضغط خاصة أن الشارع بدأ يتحرك ضد الخطابات العنصرية.. فالضغط إن استمر حتما سيولد انفجارا وهذا يتطلب من أصحاب القرار التحرك لوقف الخطابات غير المسؤولة والتي تأخذ الجميع نحو المجهول.