18.33°القدس
18.05°رام الله
17.19°الخليل
23.85°غزة
18.33° القدس
رام الله18.05°
الخليل17.19°
غزة23.85°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

اعتذار إيهود باراك: الدوافع والمبررات

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

لم يتوقف ايهود باراك عن محاولة تشكيل تحالف يضم اليسار وعلى رأسه حزب ميرتس؛ لدرجة انه قرر الاعتذار عن المجزرة التي تعرض لها عرب 48 عشية الانتفاضة الفلسطينية الثانية؛ تنازل تحركه آمال قوية بإمكانية تخطي العتبة التي تسمح له بتشكيل الحكومة ومنافسة نتنياهو في حال تلقى الدعم من اليسار والعرب واقنع العمل بالانضمام لهذا التحالف.

باراك يعتقد بأنه ومن خلال المناورات السياسية والاعلامية سيتمكن من اقناع حزب العمال وزعيمه عمير بيرتس للانضمام لهذا التحالف واسقاط الجهود الخفية والمعلنة لتشكيل حكومة ائتلاف مع حزب الليكود مستقبلا خصوصا ان بعض اعضاء حزب العمل يتحركون باتجاه الائتلاف الديموقراطي الذي شكله باراك مع ميرتس وينضمون اليه ليفرضوا مزيدا من الضغوط على بيرتس بل وعلى تكتل ابيض ازرق مخلخلا بذلك كافة التحالفات الانتخابية.

في المقابل فإن نتنياهو ينصب تركيزه على اليمين الصهيوني خصوصا ان حلفاءه المستقبليين من بينهم اليمين الجديد الذي تزعمته هذه المرة شاكيدا لتحل محل نفتالي بينت على امل تعويضه عن خسارة ليبرمان وحزبه اسرائيل بيتنا الذي ما زال مصرا على تصفية الحسابات مع نتنياهو واسقاطه مرة اخرى وبكل الوسائل المتاحة.

رغم ذلك فإن مشاكل نتنياهو لا تقتصر على ليبرمان فتزعم شاكيدا للتيار الجديد من الممكن ان لا يستهوي سارة زوجة نتنياهو التي تجمعها عداوة قوية مع شاكيدا خصوصا بعد ادانتها اي سارة بالفساد؛ ادانة اسهمت فيها شاكيدا التي تولت منصب وزير العدل وحافظت على زخم القضية.

اليمين الاسرائيلي ممزق يعاني من اشكالات كبيرة وانقسامات عنيفة لم تقتصر على الخلافات الشحصية وتصفية الحسابات بل والصراعات الايدولوجية؛ اذ يعاني من صراع قوي بين الزعامة الدينية والزعامة القومية بين ليبرمان العلماني والتيار  الحريدي؛ فرصة فتحت شهية ايهود باراك ليشق طريقة نحو القمة من جديد فإسقاط نتنياهو خطوة اولى مناسبة تفسر التنازل الذي قدمه؛ موقف انتهازي من عرب 48 لم يؤت أكله بعد بالنسبة لباراك الا انه يعد خطوة قوية وانتهازية لإعادة هندسة المشهد الانتخابي سيكون لها ما بعدها على الارجح.