20.55°القدس
20.34°رام الله
19.42°الخليل
24.85°غزة
20.55° القدس
رام الله20.34°
الخليل19.42°
غزة24.85°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

خمسون عاماً على الجريمة والجاني لم يتوقف

كاظم عايش
كاظم عايش
كاظم عايش

حين أقدم المجرم اليهودي الاسترالي على جريمته النكراء بحق أولى القبلتين وثالث الحرمين، المسجد الذي تشد اليه الرحال، والذي منه عرج الرسول صلى الله عليه وسلم الى السماء ليعود بأعظم الفرائض، وهي الصلاة، حين حدث ذلك، كان اليهود يظنون أن هذه الجريمة ستمهد لهم الطريق الى إقامة هيكلهم المزعوم، وأنهم على وشك أن يحققوا أحلامهم التلمودية، وأنهم سيسجلون انتصارهم النهائي في فلسطين، ولن يثنيهم شيء عن فعل ذلك، وها هي خمسون عاما تمر على تلك الجريمة ولا يزال اليهود الصهاينة المحتلون يعاودون الكرة، مرة بعد مرة، ويقومون بالاعتداء على حرمة المسجد الذي يستعصي على محاولاتهم رغم وقوعه تحت الاحتلال، ورغم أنهم أحاطوا به من كل ناحية ببناء المستوطنات، والحفريات والكنس، والاستيلاء على العقارات، وتفريغ القدس من سكانها، والتضييق عليهم في حياتهم ومعاشهم وأعمالهم، والاقتحامات المبرمجة من قبل الصهاينة في كل المناسبات وبدون مناسبات أحيانا، وابعاد المرابطين والمرابطات عن ساحاته، واعتقال شيخ الاقصى ومنعه من الوصول الى القدس، وكلها إجراءات تعسفية وغير قانونية وانتهاك لكل الحقوق التي تعارف عليها البشر والعالم، ومحاولاتهم المستميتة في منع الاردن من ممارسة دوره المتفق عليه في الوصاية على المقدسات، وابعاد المصلين من فئة الشباب من دخوله، كل هذه المحاولات والإجراءات التي تهدف الى الاستيلاء على المسجد وتقسيمه زمانيا ومكانيا كخطوة أولى لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه لم تتوقف من يومها الى الآن، ولا اظنها ستتوقف في المدى المنظور.

لقد شكلت صلابة المرابطين في الاقصى السد الاقوى أمام أطماع الصهاينة حتى الان، وينتظر أن تبقى هي العامل الاهم في التصدي لهذه المحاولات المستميتة من الصهاينة لوضع اليد على هذه البقعة المقدسة التي تمثل رمزية كبيرة لدى كل المسلمين في العالم، ورغم كل الجهود التي يبذلها المسلمون على المستوى الشعبي في التعاطف مع القدس وأهلها ومع المسجد الاقصى، الا أن هذه الجهود لم ترق الى المستوى الذي يشكل رادعا حقيقيا للصهاينة في محاولاتهم الاستيلاء عليه، وخاصة أن المستوى السياسي الذي يتعامل مع الصهاينة لم يبد الموقف الحازم الجازم لمنعهم من ذلك، وقد ساهمت موجة التراجع التي أعقبت الربيع العربي في زيادة أطماع الصهاينة وزيادة رغبتهم في استغلال الاوضاع المحيطة بالمنطقة، الا أن المقدسيين والمرابطين والمرابطات استطاعوا أن يحافظوا على مستوى عال من التصدي لتلك الاطماع التي لم تتوقف، وهذا يستدعي ان نكون جميعا على مستوى المسؤولية في دعم صمود هؤلاء الابطال، حكومات وأحزاب ومؤسسات مجتمع وشعوب وأفراد، مطلوب من الجميع أن يساهموا في حماية الاقصى، ودعم جهود مرابطيه، وسكان القدس بشكل عام، حتى يحافظوا على اسلامية وقدسية المسجد من الاطماع التي تحيط به من كل جانب، سواء بالدعم المادي والمعنوي، والتحرك على كل المستويات فلسطينيا وعربيا وعالميا، لأن القدس لا زالت تعتبر ارضا محتلة حسب قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن، ولا زالت مقدساتها تحت الوصاية الاردنية حسب الاتفاقيات التي رعتها الامم المتحدة والعالم، وبإمكان الاردن وفلسطين أن يقوما بدور أكثر قوة وفعالية في التحرك لحماية القدس والاقصى، متسلحة ببطولات شعبها، وبالشرعية الدولية والقانونية، ولا يعذر أحد في التقصير في حماية الاقصى الذي هو رمز عزة الامة ووجودها.