20.55°القدس
20.34°رام الله
19.42°الخليل
24.85°غزة
20.55° القدس
رام الله20.34°
الخليل19.42°
غزة24.85°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

مغامرة نتنياهو وسيناريو ليبرمان

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

حالة من التجاذب القوي بين التصعيد وخفضه عنوانه ايران؛ فالتصعيد الاسرائيلي في العراق وسوريا ولبنان والاستهداف المباشر للمصالح الايرانية والقواعد العسكرية والاخطر من ذلك استهداف الضاحية الجنوبية في بيروت فتح الباب لعملية تصعيد متدرج من الممكن ان تقود لمواجهة واسعة تستبق الانتخابات الاسرائيلية او تترافق معها؛ تصعيد يذكر بالمغامرة والمقامرة التي افتعلها ليبرمان قبيل الانتخابات في نيسان الماضي علما بأنها جاءت في سياق اكثر موضوعية وافضت الى استقالته بطريقة مخزية؛ ما يدفع لطرح تساؤل منطقي: لماذا اقدم نتنياهو على هذه المقامرة او المغامرة مكررا سيناريو ليبرمان؟

هل التصعيد انعكاس لحالة اليأس لدى نتنياهو خصوصا بعد زيارته الصاخبة لأوكرانيا الاسبوع الفائت والتي رافقها استهداف واضح لزوجته؛ هل يتعلق بتراجع فرصه بالفوز وتفكيره بخليفته في الليكود دفعته لهذه المغامرة او المقامرة كضربة اخيرة ويائسة؛ ام انها ضربات مدروسة تعكس ثقة عالية بالنفس والقدرات وقراءة دقيقة للخصم؟

تصعيد سار بالتوازي مع دعوات لخفض التصعيد اطلقها الرئيس الفرنسي ماكرون باستضافته وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في بيارتز على هامش قمة السبع الكبار؛ فالمشهد مربك ويتميز بارتفاع منسوب التوتر الا ان السلوك السياسي والقنوات المفتوحة تؤكد ان ردود الفعل ستبقى محدودة التأثير؛ الامر الذي يراهن عليه نتنياهو لتجاوز الاستثمار الانتهازي للعمليات العسكرية في حملته الانتخابية؛ فالهجمات الاسرائيلية تبدو تهورا لا ان نتنياهو يعتقد انها محسوبة بدقة.

حسابات لن يربكها على الارجح خطاب الامين العام حسن نصر الله خصوصا ان نتنياهو اطلق حملة جوية مباشرة على قاعدة للجبهة الشعبية بعد الخطاب موجها رسالة مفادها استكمال جيش الاحتلال استعداداته لمواجهة محدودة على الارجح في حال قرر حزب الله الرد على هجمات الضاحية الجنوبية.

لا شك ان النقاش سيطول حول طبيعة الرد الذي سيقدم عليه حزب الله ونوعيته وامكانية التصعيد وتوسع المواجهة؛ الامر الذي اثار لغطا داخل الكيان واثار قدرا كبيرا من المخاوف لدى بعض القيادات العسكرية والامنية؛ غير انها في العمق اثارت حفيظة المعارضة الاسرائيلية التي وجدت في الغارات والهجمات وعمليات التصعيد محاولة رخيصة من نتنياهو لإدارة حملة انتخابية بموارد الكيان وقواته العسكرية اذ تحول الجيش الاسرائيلي الى عضو مشارك وناشط في حملة نتنياهو الانتخابية وبطريقة مبتذلة ورخيصة؛ امر عبر عنه قادة اليسار وليبرمان وزير الدفاع المستقيل من حكومة نتنياهو ومنافسه الذي حاول شن هجوم مماثل على غزة عشية الانتخابات الاسرائيلية وكانت النتيجة الاستقالة وازمة كبيرة مع نتنياهو؛ الذي استخدم ذات التكتيك الانتخابي الذي اتبعه ليبرمان سيئ الحظ.

ما يحدث في الكيان يصعب تفسيره وتفسير تداعياته ومخاطره الا انه يقع في سياق انتخابي واستثمار داخلي وسيعتمد خصوم نتنياهو على ردود فعل الخصم المباشر حزب الله؛ فإذا كان الرد قويا ومؤلما فإن نتنياهو سيعاني مما عانى منه ليبرمان قبيل الانتخابات البرلمانية في نيسان الماضي ولكن نتنياهو لن يقدم استقالته تحت ضغط الفشل وقسوة الرد ما يجعل منها مرة اخرى مغامرة محسوبة.