بالنسبة للمرأة التي لا يتجاوز سنها الخامسة والثلاثين، يوصي الأطباء بالاستمرار في محاولة الحمل مدة سنة على الأقل قبل الخضوع للعلاج، إذ بدءا من هذه السن تنخفض قدرتها على الحمل والإنجاب.
وقالت الكاتبة كارولينا بنيدو في التقرير الذي نشرته صحيفة "البايس" الإسبانية، إن عدم الحمل يزيد من حدة القلق لدى كلا الزوجين، مما يؤخر فرص حدوثه. في هذه الحالة، تدخل المرأة في حلقة مفرغة تتسبب في عدم انتظام الدورة الشهرية والإباضة، وهو ما يؤخر بالتالي الحمل.
وبينت الكاتبة أن الزوجين عندما يقرران إنجاب طفل ويكون اختبار الحمل سلبيا، فإن ذلك يزيد من القلق والإجهاد لديهما، وهو ما يزيد الأمر تعقيدا. وبالتالي، هناك علاقة واضحة بين الحالة العاطفية والخصوبة.
على ضوء ذلك، يوضّح ألفارو تيخيريثو، وهو رئيس قسم خدمات أمراض النساء والولادة في مستشفى "12 أكتوبر" في مدريد أن "هناك علاقة واضحة بين الحالة العاطفية والخصوبة، إذ يقلل الإجهاد من القدرة التناسلية لدى كل من النساء والرجال على حد السواء".
إحباط
ويضيف أنه "يمكن لصعوبة الحمل أن تولّد مشاعر الإحباط والقلق والاكتئاب لدى الزوجين، وقد تتطور إلى حلقة مفرغة يصعب الخروج منها أحيانا. في الأثناء، يمكن أن يسبب القلق تغيرات في الدورة الشهرية وبالتالي مشاكل على مستوى الإباضة، مما قد يؤثر بشكل مباشر على القدرة على الحمل".
وأوضحت الكاتبة أن الحمل قد يتأخر بسبب وجود ظرف بدني يمنعه. ومن جهته، يوضح الدكتور ألفارو قائلا: "على الرغم من أن سن المرأة هو العامل الأكثر تحديدا لمدة الخصوبة، فإنه تجدر الإشارة إلى أنه لا يجب حصر المشكلة في النساء فحسب".
وأضاف الطبيب أن الحمل يحدث لدى حوالي 90% من الأزواج الأصحاء الذين يمارسون العلاقة الحميمة بشكل متكرر دون استعمال وسيلة منع الحمل طوال مدة تصل إلى سنة، ولذلك ينصح باستشارة الطبيب بعد مرور سنة إذا لم يحدث حمل.
أما في الحالات التي تعاني فيها المرأة من مشاكل معروفة، مثل الأمراض التي قد تعرقل قناة فالوب، من قبيل التهاب بطانة الرحم أو أمراض التهاب الحوض أو اللاتي تتجاوز أعمارهن 37 سنة؛ فيُنصح باستشارة اختصاصي الخصوبة بعد ستة أشهر أو أقل.
وأبرزت الصحيفة أن الأزواج يختلفون عن بعضهم بعضا، وإذا تأخر الحمل، فيؤكد طبيب التوليد ألفارو تيخيريثو أن "من المهم للغاية فحص كل حالة على حدة، لأن الظروف الفردية لكل زوجين ستحدد لنا طريقة توجيه توصياتنا. وكقاعدة عامة، وفي حال عدم وجود ظرف خاص وما زال بإمكان المرأة الإنجاب، ينبغي طمأنة الزوجين دون التقليل من أهمية قلقهما. أما في الحالات التي قد تكون فيها المشكلة محددة مسبقا أو بسبب السن، فمن الأفضل أن يستشير الزوجان مختصا".
متوسط المدة لحدوث الحمل
أضافت الكاتبة أن المدة الزمنية المتوسطة للحمل بالنسبة المرأة دون سن الخامسة والثلاثين تقدر بسنة واحدة. وانطلاقا من هذه المرحلة العمرية تقلّ القدرة على الخصوبة، وهذا لا يعني أن الحمل يمكن أن يحدث على المدى القصير أو المتوسط بشكل طبيعي، أي دون علاجات الخصوبة.
وبشكل كبير، تؤثر الرفاهية العقلية للمرأة التي تعاني من القلق والإجهاد بسبب عدم حدوث الحمل على نفسيتها لدرجة تصل إلى تسبيب اضطراب القلق والاكتئاب، مما يؤدي إلى تغييرات في انتظام الإباضة.
في هذه الحالة، لا يحدث الحمل بسهولة، مما يؤدي إلى الشعور بالحزن والإحباط خلال الأشهر الستة الأولى. تُصاب بعض النساء بالاكتئاب لأنهن يعجزن عن الحمل مثل بقية صديقاتهن، في المقابل لا تؤثر هذه العملية على الجنين أو على عملية الحمل بمجرد حدوثه".
كما يوصي الطبيب أيضا بالتحلي بالهدوء والصبر خلال فترة انتظار حدوث الحمل تجنبا لاضطرابات القلق التي تؤدي إلى حدوث خلل في الإباضة، كما يؤكد أيضا على ضرورة إجراء فحص لدى طبيبة النساء مرة كل سنة للتأكد من أن جميع الأمور تسير على ما يرام من الناحية العضوية.
ومن المستحسن أيضا -سواء بالنسبة للرجال أو النساء- التمتع بحياة صحية والحرص على ممارسة تمارين بدنية تساعد على التخلص من التوتر. ضع في اعتبارك أيضا أن العديد من حالات العقم تحدث لأسباب ترتبط أساسا بالرجل بسبب انخفاض جودة الحيوانات المنوية.