24.44°القدس
24.08°رام الله
23.3°الخليل
26.43°غزة
24.44° القدس
رام الله24.08°
الخليل23.3°
غزة26.43°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

أين كان العرب عندما أصبحت سوريا مشاعاً؟!

عمر العياصرة
عمر العياصرة
عمر عياصرة

عروبتنا، ووطنيتنا، تفرضان علينا ان نقلق من دخول القوات التركية الى شمال سوريا، هذا بالعموم، لكن اذا امعنا النظر في السياقات سنجد اننا امام تعقيدات قد تتعاطف مع السلوك التركي.

اكراد الشمال السوري، بعد الازمة السورية، تغيرت اتجاهاتهم ابتعادا عن الوطنية السورية، فقد لامست نواياهم قضية الانفصال عن التراب السوري، وتحولت تلك النوايا الى اجراءات على الارض.

هنا لم نسمع للعرب اصواتا تعلو وتعترض، تحالف الاكراد مع اقرانهم «الارهابيين» في تركيا، وشبكوا علاقات عسكرية وامنية مع القواعد الاميركية، ومن ثم كانت اسرائيل في المشهد وبقوة لافتة.

كما عبث الاكراد بديموغرافيا الشمال السوري، هجروا العرب والسريان والارمن بقوة السلاح، ومع ذلك لم يتلفت العرب لكل ذلك، ويقال ان عواصم عربية ساندتهم في مشروعهم.

اردوغان له مخاوف مشروعة تتعلق بأمنه القومي، ولا اعتقد انها اطماع بالتمدد او الاحتلال كما يحلو لليسار الاردني ان يفكر ويشكك.

من ثم، تركيا دولة قوية لن تنتظر كثيرا على التهديدات التي تمس أمنها القومي، ومن هنا جاء التحرك الاخير ليقول كلمته العسكرية النهائية.

من جهة اخرى، هناك فوائد من هذه العملية ستصب في صالح الوطن السوري الجامع، وهذا يفسر اللامبالاة من دمشق وطهران وموسكو تجاه العملية.

أليس من الفوائد ان تنتهي النزعة الانفصالية عند الاكراد، أليس من الفوائد عودة ملايين المهجرين ليسكنوا في مناطق شمال سوريا وتعاد للديموغرافيا منطقها العربي؟

اذا بقي الاتراك في الشمال الى ما بعد نهاية الازمة السورية، فسيكون الامر احتلالا وتمددا، لكن البعض يتسرع ولا يريد ان يعترف بأن ايران في دمشق، وحزب الله في الجنوب السوري، وموسكو في اللاذقية وحلب.

اين كان العرب، واين كانت بياناتهم العرمرمية، يوم قرر ترامب اعطاء الجولان وضمها لإسرائيل، لماذا ابتلعوا ألسنتهم، وغابت فزعتهم الصوتية؟

لو كان الموقف العربي الذي يدين تركيا نابعا من «حب سوريا» وخشية على الامن القومي العربي، لرحبنا به، لكنه للاسف ليس اكثر من نكاية بأردوغان وكيل بمكيالين.

ختاما، لسنا ولن نكون مع اي احتلال اراض عربية، ولسنا مع الاعتداء على سيادة عربية او اسلامية، لكن ما يجري في شمال سوريا اعمق من تلك التوصيفات المغمغمة، والله من وراء القصد.