22.04°القدس
21.62°رام الله
19.42°الخليل
26.38°غزة
22.04° القدس
رام الله21.62°
الخليل19.42°
غزة26.38°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

هل تنجح مناورة الاغتيال الإسرائيلية؟

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

اغتال الكيان الاسرائيلي القيادي في حركة الجهاد الاسلامي «بهاء سليم أبو العطا» في منزله في حي الشجاعية يوم امس الثلاثاء.

ابو العطا بحسب المصادر التابعة لحركة الجهاد الاسلامي يعتبر قائد المنطقة الشمالية لقطاع غزة في «سرايا القدس»  الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي. وبحسب الرواية الاسرائيلية، فإنه المسؤول عن الهجمات الصاروخية على الكيان والتي كان ابرزها الهجوم على التجمع الانتخابي لنتنياهو في سديروت في 13 ايلول سبتمبر الماضي.

العملية اتخذت بعدًا محليًا فلسطينيًا وآخر اقليميًا بتزامنها مع محاولة فاشلة لاستهداف اكرم العجوري القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في دمشق؛ فالاستهداف هدد بتصعيد محلي فلسطيني وآخر ذي ابعاد اقليمية في ظرف حساس يمر فيه الكيان، فهل هي مغامرة ومقامرة ام مجرد مناورة داخلية اسرائيلية محسوبة بدقة للخروج من مأزق الانقسام الداخلي والعقم السياسي الذي تعانيه الطبقة السياسية محليا ودوليا واقليميا؟

اسئلة يصعب الاجابة عنها خلال الساعات القليلة القادمة؛ فما اقدم عليه الكيان الاسرائيلي هدد معادلة الردع القائمة بين المقاومة والكيان الاسرائيلي باستهداف القادة العسكريين والسياسيين في المقاومة الفلسطينية، وفي تعطيله جهود المصالحة والانتخابات، والاخطر من ذلك ربطه بالبعد الاقليمي المضطرب في سوريا والعلاقة المتوترة مع الاردن وبالواقع الانتخابي والانقسام السياسي في الكيان الاسرائيلي.

قرار العملية لم يكن قرارًا منفردًا؛ اذ تقاسمه نتنياهو مع قادة الاجهزة الامنية وعلى رأسها الشاباك للخروج من المأزق السياسي الداخلي، ولمحاولة استعادة الثقة بالاجهزة الامنية بمناسبة الذكرى الاولى لعملية خان يونس التي افضت الى فشل كبير للاجهزة الامنية الاسرائيلية، وتفكيك شبكاتها الممتدة في قطاع غزة؛ اذ تزامنت العملية مع احتفالات حركة حماس تحت مسمىى ذكرى عملية «حد السيف».

العملية الاسرائيلية تحمل ابعادا نفسية وسياسية وامنية محلية في الكيان الاسرائيلي اذ تمثل الوزن الاكبر والاثقل في المعادلة رغم ابعادها الاقليمية؛ فهي محاولة لرد الاعتبار للاجهزة الامنية الاسرائيلية التي تضررت صورتها وسمعتها بعد عملية خان يونس، وتفككت شبكاتها للتجسس؛ اضرار كبيرة سعى قادة الامن الاسرائيلي لتأكيد انه تم ترميمها بسرعة كبيرة وفاعلية؛ محاولة لاستعادة ثقة الجمهور الاسرائيلي وارسال رسائل امنية الى حركة حماس والمقاومة في القطاع؛ خطوة كبيرة ولكنها تمثل مغامرة ومقامرة اجتمعت فيها ارادة الاجهزة الامنية ونتنياهو بتهديد معادلة الردع، وفتح الافق لصراع اقليمي اوسع باستعراض امني وعسكري وضع المنطقة على الحافة.

الكيان الاسرائيلي وضع المقاومة امام اختبار صعب، خصوصا حركة حماس فالقبول بالرواية الاسرائيلية يمثل تهديدًا وخطرًا على امن القطاع ومصداقية المقاومة، فاتحا الباب امام تصعيد كبير لن تتضح معالمه خلال ساعات وانما خلال اشهر؛ فإما مواجهة واسعة تمتد لأيام واسابيع او انهيار لمعادلة الردع وعودة لنمط الاستنزاف، وتوسيع لنطاق المواجهات والمناوشات التي ستعيق الحياة العامة داخل الكيان لأشهر وليس لأسابيع تسبق التوصل الى معادلة ردع جديدة.

ختاما: رغم اهمية العملية واحتفاء الكيان وقادته ونتنياهو بشكل خاص بنتائجها والكشف عن تفاصيلها ومبرراتها، الا انها تمثل محاولة مكلفة جدا لاستعادة الثقة بالاجهزة الاستخبارية وبحكومة نتنياهو وقيادته؛ اذ تحولت العملية الى استعراض مكلف جدا خصوصا بعد ربطها بالهجوم الصاروخي على الحملة الانتخابية لنتيناهو في الـ 13 من سبتمبر ايلول الماضي، والبعض ربطها بالبعد الاقليمي في دمشق؛ فعملية خلط الاوراق من الممكن ان تتحول من مناورة الى مواجهة واستنزاف يمتد اسابيع واشهرا طويلة لتزيد المشهد تعقيدا في الكيان الاسرائيلي على الارجح.