رغم عدم اعلان الجيش الاسرائيلي التزامه بوقف اطلاق النار، او تأكيده التوصل لاتفاق مع مصر والجهاد الاسلامي بهذا الشأن واكتفاءه بإصدار تصريح للاعلام نقلا عن مصدر سياسي كبير ان الهدوء يقابله الهدوء، فإن كل المؤشرات على الارض والمواقف والتصريحات تدل على انه تم فعلا وقف النار بدأ من الساعة 5:30 فجر الجمعة.
التصعيد الاخير كان مميزاً سلباً وايجاباً، فإسرائيل لأول مرة تجرؤ على اغتيال شخصية بحجم ابو العطا وفي المقابل يتولى الجهاد الاسلامي وحده الجزء الاكبر من الرد، وقد بدا حصول تشويش اعلامي في جبهة المقاومة الداخلية وهو الامر الأخطر الذي يتطلب علاجا فوريا على قاعدة تعزيز غرفة العمليات المشتركة للفصائل، والالتزام بها قولا وفعلاً.
من جهة أخرى فالتصعيد الاسرائيلي شمل مركبين متناقضين، الاول استهداف وقتل نشطاء بشكل مكثف، والثاني هو الامتناع عن استهداف اهداف عامة واستعراضية كالمباني الكبرى، حرصا منها على ما يبدو على محدودية التصعيد مع الجهاد الاسلامي وعدم استفزاز غيره من الفصائل، مع كل ما يحمله هذا الامر من غرابة نتجت عن تعقيد الاوضاع الداخلية الفلسطينية، وكذلك العلاقات مع الاحتلال.
الساحة الفلسطينية بشكل عام والغزاوية بشكل خاص بحاجة الى أخذ الدروس والعبر مما حصل سلباً وايجاباً، وكذلك خطاب وسياسات تؤكد الوحدة الميدانية والشراكة الوطنية قولاً وفعلاً وان يتم تجاوز الخلافات وطيّ صفحة القصف المنفرد والتأكيد على مفاهيم الاخوة والوحدة والمتجسدة الى حد كبير في غرفة العمليات المشتركة.
والملاحظ في الساعات الاخيرة عودة السياسة الاسرائيلية القديمة في مهاجمة مواقع لحماس ردا على صواريخ الجهاد، وهو الامر الذي تجنبه الاحتلال منذ بداية الهجمات الاخيرة.
فبحسب راديو اسرائيل، هاجم سلاح الجو الاسرائيلي مواقع تابعة لحماس في قطاع غزة منها موقع مراقبة وهدف تحت ارضي وهدف بحري. الهجوم جاء على خلفية إطلاق صواريخ على بئر السبع ومناطق اخرى في خرق لوقف اطلاق النار مرة اخرى، فيما صرح الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أن حماس هي المسؤولة عن كل ما يجري في قطاع غزة:
- واضح ان تصعيد الساعات الاخيرة صعد درجة اضافية على الجانبين، القبة الحديدية اسقطت صاروخين، الصواريخ تسببت بإصابة اربعة اسرائيليين في اثناء الهرب وخمسة بسبب الهلع.
- تقديرات المصادر العسكرية ان عناصر متمردة من الجهاد هي من اطلقت الصواريخ على بئر السبع.
فيما نقل راديو اسرائيل عن صحيفة الاخبار أنباء عن عقد جلسة بين الجناح العسكري لحماس والجهاد الاسلامي لبحث الجولة الاخيرة وطبيعة الردود على اسرائيل، تخلل الجلسة نقاش عاصف وتوتر متبادل.
وان الجلسة انتهت بأخذ دروس وعبر وآليات لتعزيز الغرفة المشتركة بين الفصائل ومن المتوقع عقد جلسات اخرى. وهو ما اكده اتصال هنية بنخالة، وتقديم التعازي له بأبو العطا واتفقا على تعزيز العلاقات والتعاون بينهما.
