كاد شاب كندي أن يفقد رئتيه بعد خمسة أشهر من استخدامه المكثف للسجائر الإلكترونية لكن المكون المشتبه في قيامه بالضرر هو ثنائي الأسيتيل، وهو يختلف عن المادة التي حددت السلطات الأميركية أنها مسؤولة عن عشرات الوفيات.
وتساهم هذه الحالة التي وصفتها مجلة الجمعية الطبية الكندية الخميس في زيادة الغموض الذي يحيط بالسجائر الإلكترونية التي أصبحت شعبية لدرجة أن الرئيس دونالد ترمب تراجع في وقت سابق من هذا الأسبوع عن الحظر المقترح على بعض النكهات خوفا من أن تكلفه هذه الخطوة خسارة أصوات.
وقد ربط التدخين الإلكتروني بـ 42 حالة وفاة في الولايات المتحدة منذ الصيف الماضي. وفي كندا، أصيب ثمانية أشخاص بأمراض متعلقة بهذا النوع من السجائر إلا أنه لم تسجل أي حالة وفاة.
وتتمحور الدراسة المنشورة في المجلة حول شاب يبلغ من العمر 17 عاما وكان بصحة جيدة ويستخدم السجائر الإلكترونية يوميا خصوصا بنهكتي التفاح الأخضر وغزل البنات إضافة إلى النكهات التي تحتوي على مادة "تي إتش سي"، وهو العنصر الفاعل في الماريغوانا الذي صادقت عليه كندا في تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي.
لكن الإصابة التي ظهرت في رئتيه مختلفة عن تلك التي لوحظت في الولايات المتحدة حيث مرض أكثر من ألفي شخص بسبب السيجارة الإلكترونية.
ففي الولايات المتحدة أظهرت رئات المصابين إصابات مختلفة وهي بشكل رئيسي في الأكياس الهوائية في نهاية الشعب الهوائية. وقد عانت بعضها من حروق تشبه تأثير المواد الكيميائية.
وتوصل المحققون الأميركيون أخيرا إلى أن المسبب هو زيت فيتامين إي الذي يضاف إلى عبوات السجائر الإلكترونية السائلة خصوصا تلك التي تحتوي على مادة "تي إتش سي".
لكن في كندا، حدد الأطباء أن رئة الشاب مصابة بمتلازمة انسداد القصيبات الشعرية، وهي التهاب في الشعب الهوائية الصغيرة قبالة الرئتين.
وكانت إصاباته مماثلة لتلك التي لوحظت لدى الأشخاص الذين يعانون من "رئة الفشار" وهي حالة وجدت لدى العمال في مصانع الفشار بالمايكروويف الذين استنشقوا عن طريق الخطأ ثنائي الأسيتيل، وهو منتج يستخدم في صناعة المواد الغذائية ويعطي الفشار نكهة زبدية.
ويعتبر ثنائي الأسيتيل آمنا إذا تم تناوله لكنه يصبح خطيرا إذا دخل إلى الرئتين.
وخلص الأطباء الكنديون إلى أن زيت فيتامين إي ليس هو مصدر الخطر الوحيد الذي تشكله السجائر الإلكترونية على مستخدميها.