لا يزال مرض الإيدز يقضي على حياة الناس بمعدل ينذر بالخطر. من بين 770 ألف حالة وفاة مرتبطة بالإيدز في عام 2018، فإنه يُوجد حوالي الثلثين في أفريقيا والشرق الأوسط حيث لا يحصل المصابون بالعدوى على العلاج.
وقال الدكتور كارلوس ديل ريو، مدير العلوم السريرية والبحوث الدولية لمركز أبحاث الإيدز في جامعة إيموري، إن الباحثين يواجهون تحديات كبيرة في عملهم المستمر لتقليل عدد الإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية والوفيات المرتبطة بالإيدز.
وأضاف أن الباحثين يواجهون تحديات بسبب عدم كفاية نظم الرعاية الصحية، بالإضافة إلى عدم وجود لقاح وقائي أو علاج لهذا المرض.
الحصول على الرعاية الصحية
وقال ديل ريو: "نحتاج إلى تقوية أنظمة الرعاية الصحية، ليستمر المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية في تلقي الأدوية بطريقة مناسبة".
ومن بين ما يقرب من 38 مليون شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية في جميع أنحاء العالم بمن فيهم 1.7 مليون طفل تقل أعمارهم عن 15 عاماً، لا يحصل سوى 24.5 مليون شخص على العلاج، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز.
وقد يأخذ الأشخاص الذين يُصابون بفيروس نقص المناعة البشرية مجموعة من الأدوية تُسمى العلاج المضاد للفيروسات الرجعية. وتقلل المعالجة المضادة للفيروس القهقري من حجم الفيروس في جسم الشخص، مما يتيح له أن يعيش حياة صحية، ويقلل من فرصه في نقل فيروس نقص المناعة البشرية إلى الآخرين، بحسب وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية.
وتقول وزارة الصحة أيضاً إن تناول مضادات الفيروسات القهقرية بانتظام والحفاظ على مواعيد طبية متسقة أمر أساسي للبقاء في صحة جيدة.
ومع ذلك، فإن الكثير من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في أفريقيا والشرق الأوسط، لا يمكنهم الوصول بانتظام إلى خدمات المعالجة المضادة للفيروس القهقري.
ويفيد برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز أن 32٪ من الأشخاص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يحصلون على العلاج. وبالمثل، فإن 38٪ فقط من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية يحصلون على هذه العلاجات المنقذة للحياة.
أما في أوروبا الغربية والوسطى وأمريكا الشمالية، يحصل حوالي 80٪ من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية على العلاج المضاد للفيروسات الرجعية، مما يؤدي إلى انخفاض معدلات الوفيات المرتبطة بالإيدز مقارنة بمناطق العالم الأخرى.
الحاجة إلى لقاح وقائي
على الرغم من وجود العديد من طرق الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية في السوق، إلا أن العلماء لم يطوروا بعد لقاحاً وقائياً آمناً وفعالا.
وقال ديل ريو لـCNN إن اللقاح سيكون "أداة مهمة" لمنع انتقال فيروس نقص المناعة البشرية.
وسيتم إعطاء اللقاح للأشخاص الذين لا يحملون فيروس نقص المناعة البشرية لمنعهم من الإصابة في المستقبل.
على الرغم من عدم وجود لقاحات وقائية مرخصة في السوق، إلا أن هناك لقاحات علاجية. وتعطى لقاحات فيروس نقص المناعة البشرية العلاجية للأشخاص الذين لديهم بالفعل فيروس نقص المناعة البشرية لتعزيز استجابة أجهزتهم المناعية للعدوى الموجودة بالفعل في جسم الشخص، وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة.
البحث عن علاج
وتتيح التطورات المهمة في العلاج والأدوية للعديد من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز أن يعيشوا حياة أطول، لكن العلماء لم يجدوا بعد علاجاً كاملاً.
وقال ديل ريو: "نحتاج إلى أن يكون لدينا القدرة، في وقت ما، على ألا نستمر في معالجة الأشخاص لبقية حياتهم".
ويبحث بعض العلماء عما يُعرف في الأدبيات الطبية بأنه "علاج وظيفي"، حيث لن يضطر الشخص إلى الاستمرار في تناول الأدوية المضادة للفيروسات العكوسة. ويأمل العلماء في خلق نوع إضافي من العلاج من شأنه أن يثبط فيروس نقص المناعة البشرية إلى مستويات لا يمكن اكتشافها في الجسم.
ووفقاً لهذا النوع من المقاربات، سيظل الفيروس حاضراً، لكنه لن يجعل الشخص مريضاً، وفقاً لمؤسسة "Avert"، وهي جمعية خيرية مقرها المملكة المتحدة مكرسة لتقديم معلومات حول فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز.
وتقول "AVERT" أيضا إن العلماء الآخرين يبحثون عن نوع مختلف من العلاج من شأنه القضاء على الفيروس من الجسم تماماً.
وأوضح ديل ريو: "على الرغم من أن عدوى فيروس نقص المناعة البشرية لم تعد عقوبة إعدام، فإنها لا تزال عقوبة بالسجن المؤبد. لا يزال يتعين عليك تناول الأدوية لبقية حياتك. لذلك يتعين علينا إيجاد علاج".