افتخرت أنني فلسطيني، انتمي إلى نفس البقعة الجغرافية التي ينتمي إليها "خالد مشعل"، لقد أقنعني الرجل بأنه قائد، حين وقف بقامته المديدة، منتصب القامة، مرفوع الهامة، ينطق بجسده الفلسطيني، كلاماً لم يقله بلسانه العربي. قال خالد مشعل بجسده الفلسطيني: انظروا، الفلسطينيون مثلي أنا، لقد أمدنا الله بالقوة والطاقة والمهابة التي تثير الخوف والفزع في نفوس أعدائنا الصهاينة، الفلسطينيون مثلي أنا، لا يتحدثون للشعوب من خلال ورق، ولا يكتب لهم خطاباتهم موظفون، الفلسطينيون مثلي أنا؛ يعبرون عن واقعهم، ويشرحون حالهم السياسي بلا إعداد مسبق، وبلا تحضير للأفكار، ولو شاهدتهم في يوم من الأيام إنساناً يقف على منصة الخطابة، ويلقي كلمة عن فلسطين معتمدا ًعلى ورقة، فقولوا: هذا الرجل ينتسب إلى فلسطين، ولكن فلسطين لم تسكن عقله، ولم تنبض في قلبه، ولم تتقمص روحة. كان واثقاً "خالد مشعل"، حين خاطب الشعب التركي، في المؤتمر الرابع لحزب التنمية والعدالة، كان واثقاً أنه سيخطف عقول وقلوب الشعب التركي، وأنه سينقل برقة وقوة دقات قلب الشعب الفلسطيني، كان خالد مشعل واثقاً أنه يمثل قضية تلامس عصب بني البشر، لذلك فهو ينطق باسم الحرية والعدالة والكرامة والمقاومة والإنسانية التي ترفض الهوان والمذلة، لذلك كان رائعاً حين قال: لا تضيقوا القضية الفلسطينية على المفاوضات والانقسام، فلسطين أسبق من المفاوضات والانقسام، وهي باقية بعد زوال المفاوضات والانقسام. افتخرت بالقائد خالد مشعل، وهو يتحدث عن فلسطين باسم الغالبية العظمي من الشعب الفلسطيني، ويقول: ملتزمون بإعادة القدس واللاجئين وإزالة المستوطنات، وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على كامل الأرض رغم أنف إسرائيل!، ويقول: لا تعارض بين الديمقراطية والمقاومة، ولا تعارض بين الديمقراطية وكرامة الإنسان! ويقول: نحب السلام، ولكن؛ نحب السلام المشرف، فإن لم يكن سلاماً يقوم على عودة الحقوق، فليس لنا إلا خيار المقاومة. افتخرت أنني فلسطيني، حين سمعت الزعيم خالد مشعل يتجاوز حدود فلسطين، ويخص مصر بزعامة الرئيس محمد مرسي، ويتحدث عن دورها في ترتيب الوضع الإقليمي، ويتحدث عن العرب، وماذا يريدون في المرحلة القادمة، وان يدهم ممدودة للسلام، ولكن ليس على حساب حقوقنا التاريخية، واستقلالية قرارنا. العرب يريدون استعادة دورهم الغائب عن المنطقة. افتخرت بخالد مشعل، وهو يتوجه إلى الغرب بلسان أمة، ويقول: لا تكيلوا بمكيالين!. إنه خالد مشعل الذي استأجره الشعب الفلسطيني ستة عشر عاماً، فكان القوي الأمين، وقد آتاه الله بسطة في الجسم والعقل، وأتاه الله المكانة والوجاهة والبشاشة والقبول. إنه خالد مشعل الذي نقول له بمحبة، يكفي، رغم كل نجاحاتك، رغم تفوقك، رغم إبداعك، رغم الحب الذي يوليك إياه الناس، ورغم ثقتنا بك، نقول إليك: يكفي، نشكرك، ونودعك، وننتظرك أكثر إشراقاً في أماكن أخرى! يكفي، ليبصق الناس على لحية كل عبدٍ للكرسي، ولتعطي للقادة الأزليين للشعب الفلسطيني الدرس العملي والموعظة الحسنة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.