10.01°القدس
9.77°رام الله
8.86°الخليل
15.04°غزة
10.01° القدس
رام الله9.77°
الخليل8.86°
غزة15.04°
الثلاثاء 14 يناير 2025
4.45جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.73يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.45
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.73
دولار أمريكي3.66

خبر: المستفيد هو الشعب الفلسطيني

كان يوما وطنيا سياسيا بامتياز حمل العديد من الدلالات السياسية والاقتصادية والإنسانية وحمل رسائل واضحة لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، هذه هي مدلولات الزيارة التي قام بها الأمير القطري حمد بن خليفة والوفد المرافق له إلى قطاع غزة الثلاثاء الماضي والتي دشن فيها العديد من المشاريع والتي رصد لها أربع مائة مليون دولار. حملت زيارة الأمير القطري إبعادا سياسيا حيث شكلت الخطوة الأولى نحو كسر الحصار السياسي المفروض على قطاع غزة وهذه الخطوة بات من الضروري أن تتبعها خطوات أخرى من نفس المستوى السياسي للأمير القطري في عالمنا العربي والإسلامي حتى نرسخ قيمة كسر الحصار السياسي. هذه الزيارة التي نظر إليها البعض على أنها تكرس للانقسام وتعزيز لحالة الانفصال أعتقد أن هذه النظرة تحمل قصورا في الفهم وتنم عن خلط بين المصالح العامة والخاصة، وان منطلق هذا الموقف هو شعور البعض بتضرر مصالحة الحزبية من هذه الزيارة، وأنا لا اعتقد أن بقاء غزة محاصرة مدمرة خربة يمكن أن ينهي الانقسام ويعيد اللحمة إلى الصف الفلسطيني، وهذا تفكير قاصر حقيقية، وهنا أود أن أوجه سؤال إلى أصحاب هذا الموقف لماذا لم ينظر إلى هذه الزيارة بأنها ستشكل الخطوة الأولى نحو إنهاء الانقسام خاصة أن المرحلة القادمة ستشهد تحركا مصريا من قبل الرئيس المصري محمد مرسي مدعوما من الأمير القطري نحو تحقيق مصالحة فلسطينية كلاما أكد عليه أمير قطر في كلمته في الجامعة الإسلامية. هذه الزيارة تؤكد على أن هناك خارطة سياسية تتشكل في المنطقة على النقيض من الحالة التي كانت عليها قبل الربيع العربي، هذه الخارطة يتصدرها إرادة عربية مختلفة عما كانت سابقا متحررة من الضغوطات الأمريكية حيث أن الإدارة الأمريكية باتت اضعف مما كانت عليه وأن هناك انشغالات أمريكية داخلية وخارجية بعيدة عن الشرق أوسطية إلى جانب الإخفاقات السياسية الأمريكية سواء في العراق أو أفغانستان وأضف إلى ذلك الفشل ألاستخباري الأمريكي في توقع ما حدث من تغييرات إقليمية في المنطقة الشرق أوسطية توضح أن الإدارة الأمريكية في حالة تراجع زاد الوضع الاقتصادي المتدهور الأمر تعقيدا. زيارة الأمير القطري لغزة ليست كما يحاول البعض تصويرها على أنها دعم لحماس وحكومتها وهذا فيه أيضا مغالطة لأن هذا الدعم مقدم في المقام الأول للشعب الفلسطيني وان هذه المشاريع لو غادرت حماس موقع المسئولية لن تجمعها وتحملها في حقائبها فهي مشاريع خدماتية لكل الشعب الفلسطيني، وإن كانت حماس ستستفيد سياسيا من هذه المشاريع وكذلك شعبيا وهذا لا خلاف فيه، هذه المشاريع وهذه الأموال التي ستضخ فيها هي أيضا كسرا للحصار الاقتصادي على قطاع غزة زاد فيها القرار الشجاع للرئيس المصري الدكتور محمد مرسي والذي سمح فيه بإدخال كافة المواد والمعدات المتعلقة بالمشروع عبر معبر رفح ، كما أن هذه المشاريع سيكون لها أثر على البنية الاقتصادية لقطاع غزة وسوف تنعش سوق العمالة الراكد والذي بلغت فيه البطالة درجة عالية، كما ستؤدي هذه المشاريع إلى إنعاش الشركات والمؤسسات ذات الشأن والاختصاص في البناء والتعمير وإعادة بناء البنى التحتية المدمرة في قطاع غزة نتيجة الحصار والعدوان الإسرائيلي. نعتقد أن زيارة الأمير حمد بن خليفة للقطاع من الضروري النظر إليها من الناحية الايجابية وهي أن هذه الزيارة قد تؤسس لمرحلة جديدة يفتح فيها ملف المصالحة من قبل الحكومة المصرية برئاسة محمد مرسي مدعوما بالموقف القطري، وقد نشهد في الأيام القادمة دعوة مصرية لطرفي الانقسام فتح وحماس لبدء إجراء المصالحة على أسس سليمة ومتينة قائمة على المصلحة الفلسطينية العليا بعيدا عن الرهانات والحسابات السياسية الخارجية بشكل لا تؤدي إلى انتكاسة جديدة في هذا الملف. زيارة الأمير حمد هي خدمة للشعب الفلسطيني كل الشعب الفلسطيني بكل أطيافه السياسية بعيدا عن المحاصصة الفصائلية والحزبية المقيتة التي حاول البعض حشر الزيارة في زاوية ضيقة خدمة لأهواء حزبية ومصالح خاصة، ونقول أن هذه الزيارة هي أول الغيث، وكما قال إسماعيل هنية رئيس الوزراء المنتخب أول الغيث قطر ونقول ثم ينهمر المطر ، ونتمنى أن يتلوا هذه الخطوة خطوات لدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان المتواصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي المتواصل.