14.49°القدس
14.29°رام الله
13.86°الخليل
18.94°غزة
14.49° القدس
رام الله14.29°
الخليل13.86°
غزة18.94°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

"زنزانةٌ موحشة.. وأملٌ لا ينقطع.."

شذى حسن .. أسيرة محررة تروي ليلتها الثانية في سجون الاحتلال

الضفة الغربية - فلسطين الآن

بعد خمسة أشهر ونصف تحررت الأسيرة الطالبة شذى ماجد حسن من الأسر، بعد معاناة كبيرة في سجون الظلم الإسرائيلية.

شذى شقيقة الأسير محمد حسن، شاهدت معاناة 39 أسيرة يتجرعن الألم، جراء الظلم الواقع عليهن من قبل الاحتلال الذي لا يرحم طفل أو إمرأة أو شاب أو رجل كبير.

قبل عدة أيام ورت الأسيرة شذى قصة يومها الأول في سجى ون الاحتلال، والذي وصفته بـ"بمدد رباني رافقها طوال رحلتها في الأسر".

وتواصل الأسيرة شذى رواية قصصها في سجون الاحتلال، بعد انقضاء يومها الأول وتقول: "انتهيت من رحلتي مع الاستجواب، وكانت فكرة العودة إلى زنزانة الانتظار الباردة تقلقني، فالبرد فيها لا يُحتمل، فقلت للشخص الذي استجوبني أنا لن أعود إلى تلك الزنزانة إلا ومعي بطانية أما بدون بطنية لن أدخلها ابداً فقال لي باستهزاء: لا تقلقي، الآن ستذهبين إلى زنازين السجن لا يوجد برد هناك بل كل الدفء".

وواصلت حديثها: "فعلاً تم تعصيبي مرة أخرى، ووضعوني في سيارة الشرطة واقتادوني إلى "معبار هشارون"، حيث كانت الساعة قريب ال 4:00 عصراً، كل ذرة في جسدي كانت متعبة وباردة، إلا قلبي فهو كان مليء بالرحمات الآلهية التي كللتني، وصلت إلى معبار هشارون قريب الساعة السادسة ونصف عشاءً، ازداد الجو برودة والكلبشات زاد وجعها خاصة على قدمي، فكنت قبل خروجي ارتديت جِراب قصير، فالكلبشات كانت تحتك مباشرة مع جلدي وتؤلمني خاصة عند المشي، مشيت بخطوات مثقلة ومتعبة وبقلب قوي بالله دخلت إلى الزنزانة المعتمة ووضعت نفسي على فرشة كانت تتواجد على أرض الزنزانة شكلها مُثير للاشمئزاز، لكن هذا هو الموجود، حاولت أنا أكتم نفسي حتى لا أشم رائحة الرطوبة التي تملأ الزنزانة وفراشها ولكن عبثاً الرائحة كانت أقوى من كل شيء، حاولت النوم لأن جسدي وكل ذرة فيه متعبة، ولكن كيف أنام هذه الليلة ولها ما بعدها؟ بدأت تجتاحني الأفكار من كل صوب، تفكير بأمي وأبي بأخوتي وأحبتي، جامعتي وكل الذين تركتهم ورائي.. وشذى إلى أيـن؟.. ولا أدري كيف تسللت دمعة ساخنة على وجنتي وصرخت: "يـا الله نجني منها ومن كل كرب.. يـا الله مدني بقوة منك".

وأضافت: " مكث في معبار هشارون يومي الجمعة والسبت، كانا يومين ثقيلين ولكن تسلحت بالدعاء والذكر وقراءة القرآن، فكانوا لي خير أنيس وخير مُنجي، على عدد الساعة 6:00 مساءً قال لي ضابط العدد "يوجد لكِ محمكة غداً في عوفر وستأتي البوسطة الساعة 3:30 فجراً لتبدأ رحلتها وتنقلك إلى عوفر، ما أن سمعت "بوسطة" إلا وانسالت على ذاكرتي كل الأحاديث التي سمعتها عن البوسطة من قِبل أبي وأمي وأسرى محررين تحدثوا عن تجاربهم في الأسر وخاصة عن البوسطاتن حاولت النوم لم أستطع فكان كل تفكيري بالمحكمة وبمن سيأتي من أهلي على المحكمة وبالـبوسـطـة!".

وتابعت الأسيرة شذى حديثها: " لم أنم ليلتها ولا الليالي التي سبقتها إلا ساعات معدودة وكانت متقطعة، جهزت نفسي الساعة 3:00 وصليت ركعتين وبدأت بالابتهال إلى الله ومناجاته بأن تكون محمكة فرج وأن لا ألبث في السجن ابداً، طمأنينة سكنت قلبي فجأة وأدركت أنها بفضل الله أولاً وبدعوات أحبتي الصادقة، قبل خروجي من باب السجن طلبت "جاكيتي" و "لفحتي" فكانوا قد أخذوهم مني قبل الدخول إلى الزنزانة لأن الجاكيت له "طاقية" واللفحة غير مسموح بها، عدا عن رباط حذائي.. فقال لي الضابط: غير مسموح الذهاب إلى المحكمة بهن عندما تعودي نعطيك إياهن، إلا أن الأمل كان رفيقي والطمأنينة تملأ قلبي وثقتي بالله ضاربة جذورها.. فقلت له: "بس أنا مروحة من المحكمة بإذن الله".

واختتمت حديثها في ثاني أيام رحلتها في سجون الاحتلال: "ضحك الضابط وقتها وقال لي: إذا روحتي من المحكمة تقلقيش بنجبلك اياهم لدارك، أما هسا بجبلك جاكيت الشاباص وبتلبسيه، فاسترسلت في الذكر وفي الدعاء وهيأت نفسي للركوب بالبوسطة، وكانت رحلة البوسطة أسوأ مما سمعت وأصعب مما تخيلت!".

المصدر: فلسطين الآن