كشفت مصادر خاصة لـصحيفة "العربي الجديد" عن قيام الإمارات بترتيب لقاء غير معلن بين نائب رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حمديتي) ورئيس "الموساد" يوسي كوهين، مؤخرًا.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن اللقاء شهد مشاركة مسؤولين إماراتيين رفيعي المستوى، كان بينهم مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد، وأن هناك إقبالًا من جانب عسكر السودان على تطوير مستوى العلاقات مع إسرائيل.
وأكدت المصادر ذاتها أن الدور الإماراتي هو الحاسم في تسريع وتيرة هذا التوجه لدى عدد من الحكومات والمسؤولين العرب.
وذكرت المصادر أن اللقاء الذي شارك فيه حميدتي، الذي وصل على متن طائرة خاصة في سرية تامة وقتها، تناول مجموعة من الخطوات تنتهي بالإعلان الرسمي عن تطبيع العلاقات بين الجانبين، وتدشين علاقات اقتصادية واسعة، مؤكدة أن تلك الخطوات من المقرر أن تبدأ من الجانب الإسرائيلي بلعب دور لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأوضحت المصادر أن المنطقة العربية تشهد في الوقت الراهن ما يمكن تسميته بحلف تسويق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، عبر زعماء ورموز سياسية عربية ومثقفين وشخصيات عامة، من المقرر أن تطفو مواقف بعضهم على السطح، خلال الأيام المقبلة، بشكل يكسر حالة الجمود الشعبي الرافضة لأي علاقات مع الكيان الصهيوني. وقالت المصادر إن "هناك إدراكاً بضرورة إحداث اختراق في موقف الشعوب العربية، يسير بشكل موازٍ مع الاختراق في موقف الحكومات الرسمي تجاه إسرائيل، وهو ما تعمل عليه أبوظبي حالياً من خلال لقاءات مع عدد من المثقفين والإعلاميين".
إلى ذلك، نفى المتحدث الرسمي باسم مجلس السيادة الانتقالي في السودان، محمد الفكي سليمان، علمه بأي معلومات عن اجتماع بين حميدتي وكوهين. وأوضح أن مجلس السيادة لم يناقش شيئًا من هذا القبيل طوال الفترة الماضية. وقال لـ"العربي الجديد" إن اتفاقًا حصل بين مجلس السيادة ومجلس الوزراء وقوى "إعلان الحرية والتغيير"، أعقب اللقاء بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في شباط/ فبراير الماضي، وقضى ذلك الاتفاق بإحالة الملف برمته للجهاز التنفيذي، ممثلاً في مجلس الوزراء، للنظر والتقرير فيه، باعتبار أن إدارة ملف العلاقات الخارجية شأن تنفيذي وليس سياديًا، بحسب نص الوثيقة الدستورية.
وأقالت وزارة الخارجية السودانية، الأسبوع الجاري، المتحدث باسم الخارجية، حيدر بدوي صادق، بعد تصريحاته لقناة "سكاي نيوز عربية" الإماراتية، بأن بلاده تطلع إلى إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل قائم على الندية ومصلحة الخرطوم، وأنه لا يوجد سبب لاستمرار العداء بين إسرائيل والسودان، وأن الدولتين سوف تجنيان فوائد الاتفاق بينهما، فيما رفضت وزارة الخارجية السودانية تصريحات صادق وقالت إن القضية لم تبحث في الخارجية.
وكشف مصدر مصري بارز لـ"العربي الجديد" أن الاتفاق الإماراتي - الإسرائيلي يتضمن بنوداً لن يتم الإعلان عنها، مؤكدا في الوقت ذاته أن ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، لم يرفض التوجه الإسرائيلي الخاص بضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن ولي عهد أبو ظبي لا يعترف بما يمكن تسميته بالعقبات في إطار فرض توجه بلاده الجديد بالانفتاح على الإسرائيليين، وليس فقط مسألة تطبيع العلاقات رسمياً. وشدد على أن "هناك اتفاقات بين إسرائيل والإمارات بشأن تنفيذ أبو ظبي التزامات ضمن خطة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب لتسوية القضية الفلسطينية"، قائلاً "أبوظبي ستلعب دوراً في تسوية ملف اللاجئين الفلسطينيين، عبر توطين أعداد كبيرة من الفلسطينيين لديها ولدى دول أخرى، بينها البحرين".
وأجرى كوهين أول زيارة رسمية معلنة إلى الإمارات، الثلاثاء الماضي، حيث التقى طحنون بن زايد، وناقشا "آفاق التعاون في المجالات الأمنية"، كما أفادت وكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام". وقالت الوكالة إن الرجلين ناقشا "آفاق التعاون في المجالات الأمنية"، وتطرقا كذلك "إلى سبل دعم معاهدة السلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل، التي بموجبها تم وقف ضم الأراضي الفلسطينية". كما تبادلا "وجهات النظر في التطورات الإقليمية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، بما فيها الجهود التي تبذلها الدولتان لاحتواء" فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى "فتح آفاق جديدة من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات".