ظلّ السؤال يُراودهم؛ كيف تسير حماس وكتائبها المظفّرة كتائب القسام في رحلة الإعداد رغم كل هذا الكم الهائل من الحصار الخانق عليها منذ 14 عاماً؟
من أين تتنفس؟ وكيف تتدبّر أمورها؟ لقد قطعنا عنها الماء والهواء والكهرباء دون أن تتوقف حتى! بل إنها تتقدّم؟ كيف؟
لقد اجتمعت دولٌ يذيع صيتها في المحيط، اجتمعوا لخنق المقاومة وتفتيت قوتها وفضّ الناس من حولها، دولٌ وأموالٌ ومكائد ولكنهم قوم يجهلون.
الإجابة على جزء يسير من ذلك السؤال شاهدوه بعيونهم ولم يسمعوه بآذانهم فقط، جاءت على هامش برنامج #ما خفي أعظم الذي بثته الجزيرة.
سفينةٌ أغرقها الله بقدره وعلمه قبل مائة عام، كأنها هدية لبعض نفرٍ لم يُخلقوا بعد، بل كانوا في أصلاب آبائهم وأجدادهم، حتى يستخرجوها من أعماق أعماق بحر في بقعة صغيرة تكالب عليها الأعداء والخصوم وشدّوا عليها وثاق حصار مطبق ظالم يأكلهم ولا يأكلهم، استخرجوها بقوة إيمانهم ومتانة عزائمهم لتصبح حمماً من سجيل ترميهم فتجعلهم كعصفٍ مأكول.
إن كانت موازين البشر في حسبانهم لها قيمة ما؛ فموازين ربهم أدهى وأمرّ، لا يستوون.
دخل معي أحدهم ذات يوم يُجادل ويتحامل كعادته ضد المقاومة ويرميها بالركون والخنوع وكثير من الاتهامات الباطلة، وكان يخسر في كل مرة مع بدء جولة للمقاومة هنا أو هناك، فأراجعه ويتراجع بل ويقول: أشهد بالله للمقاومة، ثم يعود لعادته، وهكذا دواليك، حتى جاءت مشاهد استخراج قذائف الأمس من أعماق البحر لتكون شاهدة على همم الرجال الذي لا يعرفون للنوم طريق.
اقتربت ساعة الخلاص، اقتربت ساعة الفرج، إيه وربّ الكعبة، وهذا يمين الواثقين، فلن يخذل ربُنا شعبنا الذي ظلّ صابراً محتسباً يعاني الأمرّين، ولن يستمر حاله هكذا، فكلما ازدادت حلكة الليل؛ كلما اقترب بزوغ الفجر.