25.24°القدس
24.96°رام الله
23.86°الخليل
24.47°غزة
25.24° القدس
رام الله24.96°
الخليل23.86°
غزة24.47°
السبت 18 مايو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.7

12 عاماً على استشهاد العالم الجليل نزار ريان

غزة - فلسطين الآن

يوافق الأول من يناير ذكرى استشهاد العالم المجاهد الشيخ الشهيد نزار ريان، مع زوجاته الأربع وأحد عشر من أبنائه بعدما قصفت طائرات الاحتلال منزله عام 2009.

12 عاماً مرت على ترجل عالم مجتهد في علم الحديث الشريف، وقائد سياسي في حركة "حماس"، ترك بصمة في ميادين الجهاد والمقاومة، ولا تزال بصماته واضحة في علمه ونهجه وجهاده.. تعرف أثره قوات الاحتلال حين قال عنهم: "لن يدخلوا مخيمنا"، ففشلوا في اجتياح مخيم جباليا خلال معركة أيام الغضب عام 2004.

تعرف بصمات الشيخ ريان، طائرات الاحتلال، التي فشلت في قصف عشرات منازل المواطنين والمجاهدين؛ إذ كانت تجد الشيخ ريان ومعه مئات المواطنين على أسطح تلك البيوت للحيلولة دون تدميرها.

تعرف بصماته أيضًا ثغور الرباط على حدود قطاع غزة التي دأب على الرباط فيها، ليحيي ليله مرابطًا مجاهدًا، في حين هو في النهار عالم يتجول بين مجلدات العلم في مكتبته التي كانت تضم ما يزيد على خمسة آلاف مجلد ومرجع شرعي.

نشأته ومسيرته العلمية

في السادس من آذار (مارس) عام 1959، أبصر ريان الحياة في معسكر جباليا لاجئًا من بلدة "نعليا" قرب عسقلان، مترعرعًا في رحاب مسجد الخلفاء الراشدين الذي كان فيه إمامًا وخطيبًا.

حصل على بكالوريوس أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض عام 1982، وتتلمذ على مشايخ الحجاز كالشيخ عبد الرحمن البراك، والشيخ بن جبرين.

نال درجة الماجستير في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية في عمان، في تخصص الحديث الشريف عام 1990، ثم أكمل درجة الدكتوراه في جامعة القرآن الكريم في السودان عام 1994م، وواصل مسيرة العلم، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه بعد أن حصل على درجة الأستاذية في الحديث الشريف.

بين الناس

وتمتع الشيخ ريان بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني، واشتهر بالتصاقه الشديد بالحياة اليومية للمواطنين، وشارك الوسط الذي يعيش فيه، وكان أحد رجال إصلاح ذات بين الناس.

اعتقله الاحتلال عدّة مرات، ليقضي في سجونه نحو أربع سنوات، كما اعتقلته السلطة مرات عديدة وعُذِّب في سجونها.

وكان الشيخ ريان بارزًا في كل الميادين؛ فخاض صولات وجولات في معركة أيام الغصب حتى اندحرت دبابات الاحتلال من شمال القطاع عام 2004، وكان يقود طليعة المجاهدين على الثغور، ويبث فيهم روح العزيمة والثبات، ويقوم الليل معهم في ميدان الرباط.

ودأب العالِم على تقدم صفوف المجاهدين، وقدم نجله إبراهيم شهيدًا في عملية فدائية في مستوطنة "إيلي سيناي" عام 2001 قتل فيها 6 من جنود الاحتلال، واستشهد أخوه الأصغر واثنان من أولاد أخيه في محرقة غزة، وأصيب ابنه بلال في قدمه إصابة بليغة.

ولم تقف سيرة شهيدنا العطرة هنا؛ فقاد أول مبادرة جريئة لحماية بيوت المجاهدين من القصف بالتجمهر مع المواطنين فوق أسطحها، مانعًا الاحتلال من سياسته التي حاول فرضها.

كما أضفى طابعًا خاصًّا على المناورات العسكرية لكتائب القسام، حين يتقدم ركبهم ببدلته العسكرية يحثهم على الجهاد، ويحبب إليهم الشهادة.

موعد مع الشهادة

عصر الخميس، الأول من يناير عام 2009م، خلال معركة الفرقان، قرر الصهاينة قصف بيت الدكتور المجاهد نزار ريان، لكنه رفض الخروج، كيف لا؟ وهو الذي كان يقف على أسطح بيوت المجاهدين لحمايتها، ليبقى الشيخ في منزله حتى قصفته طائرات الاحتلال واستشهد مع زوجاته الأربع وأحد عشر من أبنائه!

ترجل العالم المجاهد، بعد أن أوصى بمواصلة الجهاد في سبيل الله وعدم الركون إلى الحلول الهزيلة، داعيًا طلبة العلم أن يكونوا أوفياء للدين وقضية فلسطين.

مضى الشيخ ريان شهيدًا، راسمًا النموذج الفريد الذي زاوج بين العلم والدعوة إلى الله، والجهاد والمقاومة والعمل السياسي، ليواصل مسيرته تلاميذه من أهل العلم والمجاهدين على المنهج ذاته والطريق نفسه.

المصدر: فلسطين الآن