سلط الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، الخميس، الضوء على خطته لمكافحة الأزمتين الاقتصادية والصحية اللتين تمر بهما بلاده، مفضلا تجاهل قضية عزل الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، أمام الكونغرس، وذلك قبل ستة أيام من دخوله البيت الأبيض.
وكشف بايدن أمام صحافيين، في ويلمنغتون في ولاية ديلاور، خطته للإنعاش والتحفيز، التي تبلغ قيمتها 1900 مليار دولار، وتهدف الى مساعدات العائلات والشركات المتضررة من الوباء، مؤكدا أنه "متفائل"، وواعدا بفتح "صفحة جديدة" في البلاد.
وقال بايدن "سنتجاوز هذا معا"، مضيفا بعد أسبوع على اقتحام متظاهرين مؤيدين لترامب مبنى الكابيتول، "لكن لا يمكننا فعل ذلك في دولة منفصلة ومنقسمة. والطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي أن نتلاقى بصفتنا أميركيين".
وتعهّد بايدن بتأمين "ملايين فرص العمل" في مجال الصناعة التحويلية حيث يحظى ترامب بشعبية كبيرة، بالإضافة إلى خططه من أجل اقتصاد مبتكر ومكافحة تغير المناخ.
وقال إنه "لا يُمكننا البقاء مكتوفي الأيدي" في مواجهة حجم الأزمة الاقتصاديّة في البلاد. وشدد على أنّ "عائدات الاستثمار في الوظائف، وفي المساواة العرقية، ستمنع الضرر الاقتصادي على المدى الطويل"، مُستبقاً بذلك انتقادات حول احتمال أن تزيد الخطّة ديون البلاد وتضغط على الماليّة العامّة. وأضاف أن فوائد خطة التحفيز "ستتجاوز بكثير كلفتها"، مضيفا أنه ستتبعها خطّة أخرى تُركّز على الإنعاش الاقتصادي والاستثمارات.
وتنص خطة بايدن على دفع شيكات جديدة، بقيمة 1400 دولار لكل شخص، وستمدد مهلة دفع إعانات البطالة التي ستزادد بقيمة 400 دولار أسبوعيا لكل شخص، حتى 30 أيلول/سبتمبر 2021.
ومن أبرز نقاط الخطة، زيادة الحد الأدنى للاجور ليرتفع إلى أكثر من النصف ويصبح 15 دولارا في الساعة. كما تنص على تخصيص عشرين مليار دولار لتسريع وتيرة اللقاحات، وخمسين مليار دولار لزيادة عدد الفحوص الطبية للكشف عن فيروس كورونا المستجد.
وسيشرح بايدن اليوم، الجمعة، بالتفصيل الشق المتعلق بتسريع حملة التطعيم ضد كورونا، في بلد يواصل تسجيل أرقام قياسية لناحية الوفيات اليومية من جراء الوباء وقد يتجاوز عتبة 400 الف وفاة لدى تولي الرئيس المنتخب منصبه.
وستشمل هذه الحملة "جميع الأشخاص في الولايات المتحدة، مهما كان وضعهم القانوني، وسيحصلون على اللقاح مجانا". ويجمع خبراء الاقتصاد على أن وتيرة الانتعاش الاقتصادي ستكون رهنا بوتيرة تلقيح السكان ضد فيروس كورونا. ودعا بايدن الكونغرس الى إقرار خطته سريعا.
وأشاد الزعيمان الديمقراطيان في الكونغرس،، نانسي بيلوسي وتشاك شومر،، بحزمة التحفيز التي قدمها بايدن، ووعدا بـ"العمل فورا" لإقرارها.
لكن ذلك قد يتأخر بسبب محاكمة ترامب المتوقعة أمام مجلس الشيوخ بتهمة "التحريض على التمرد". فقد بات ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتّحدة يُحال أمام مجلس الشيوخ مرّتين لمحاكمته بقصد عزله، بعدما وجّه إليه مجلس النواب التهمة، أول من أمس.
لكن مجلس الشيوخ الذي تنتقل الأكثرية فيه، في 20 كانون الثاني/يناير، الى الديمقراطيين، لن يجتمع قبل ذلك بيوم واحد، ولم يحدد موعد المحاكمة بعد.
وحتى لو أنّ المتّهم سيكون لدى بدء المحاكمة رئيسا سابقا، إلا أن من شأن هذا الحدث أن يسرق الأضواء الإعلامية: من جهة، لأنه إذا اعتُبِر ترامب مذنبا، يمكن ان يحصل تصويت ثان يمنعه من الترشح مجددا الى الرئاسة. ومن جهة أخرى، لأنه خلافا للمحاكمة التي استهدفته قبل سنة في القضية الأوكرانية عندما كان الجمهوريون صفا واحدا لدعمه، فوحدة الجمهوريين اليوم غير قائمة. وبالتالي، فإن إدانة دونالد ترامب ليست مستحيلة.
وفي حال اعتماد خطة التحفيز الجديدة هذه، قد تؤدي إلى تجاوزات جديدة في المالية العامة التي كانت تعاني من عجز قياسي بين شهري تشرين الأول/اكتوبر وكانون الأول/ديسمبر.
وارتفع عدد العاطلين المسجلين أسبوعيا في الولايات المتحدة بشكل كبير بعد نهاية العام في ظل تواصل الضغوط على النشاط الاقتصادي، وفق معطيات نشرتها وزارة العمل أمس.
وقال بايدن خلال مؤتمره الصحافي الخميس إن خطة الطوارىء تضمن إمكان دفع اقساط الحضانات. وقال "هذا سيسمح للأهل، وخصوصا للنساء، بالعودة الى العمل". كما خصصت الخطة مبلغ 170 مليار دولار كمساعدات لإعادة فتح المدارس وتأهيلها بتدابير تضمن الحماية الصحية.