شيعت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا في بيت لحم، اليوم السبت، جثمان الشهيد الأسير داوود طلعت الخطيب، إلى مثواه الأخير.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى بيت جالا الحكومي بجنازة عسكرية مهيبة باتجاه منزل ذويه في منطقة السوق القديم، حيث أقيمت صلاة الجنازة على جثمانه، في مسجد عمر بن الخطاب ليتم بعدها مواراته الثرى في مقبرة العبيات.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال قد سلّمت مساء أمس الجمعة، جثمان الشهيد الأسير الخطيب (45 عاما) من مدينة بيت لحم، عند حاجز مزموريا قرب قريتي الخاص والنعمان شرق بيت لحم، وكان قد استشهد في الثاني من شهر أيلول/ سبتمبر 2020، إثر جلطة قلبية في سجن عوفر، وكان من المقرر الافراج عنه في الرابع من شهر كانون الأول من نفس العام، بعد انقضاء مدة محكوميته البالغة 18 عاما وثمانية أشهر.
يشار إلى أن الشهيد الخطيب ولد عام 1975 في بيت لحم، واعتقل في شهر نيسان/ أبريل 2002، ويعتبر أحد كوادر حركة التحرير الوطني "فتح"، وحكم عليه بالسّجن لمدة 18 عاما و8 أشهر.
وتعرض خلال سنوات اعتقاله لجملة من السياسات القمعية والعنيفة، والتي أدت إلى تفاقم مرضه، حيث أصيب عام 2017 بجلطة قلبية، وبدأت مواجهته لسياسة "القتل البطيء" الإهمال الطبي، التي تسبب الاحتلال عبرها بقتل العشرات من الأسرى منذ 1967. وفقد خلال سنوات أسره والدته ووالده وشقيقه، ما فاقم من معاناته مع رحيلهم، دون أن يتمكن من وداع أحد منهم.
يشار إلى أن الأسير المحرر المريض بالسرطان حسين مسالمة (39 عاما) لا يزال يمكث في مستشفى "سوروكا" الاسرائيلي، رغم الافراج عنه في الرابع عشر من الشهر الجاري، نظرا لصعوبة حالته الصحية.
وقد بلغ عدد الأسرى الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال منذ العام (1967) 227 أسيرا، نتيجة القتل الطبي، إضافة الى حوالي 700 أسير يعانون أمراضا مزمنة، عدا عن العشرات من الأسرى الذين يرفضون الإفصاح عن مرضهم حتى لا يتم نقلهم بواسطة "البوسطة" التي تزيد من أوجاعهم وآلامهم، إلى سجن الرملة.
وما زالت 7 جثامين من الأسرى محتجزة عند الاحتلال، وهم: نصار طقاطقة، وفارس بارود، وبسام السائح، وكمال أبو وعر، وسعيد الغرابلي، وعزيز عويسات، وأنيس دولة الأقدم من ثمانينات القرن الماضي.