قال أحمد حلس، خبير في مجال البيئة: "إن ظاهرة الأمواج العالية التي حدثت على شواطئ بحر غزة، هي ظاهرة غير مسبوق حدوثها، وغير مرصود بأن ترتفع درجات الحرارة بهذا الشكل، والفرق الهائل بالحرارة أدى إلى تشكل تيارات حمل هوائية ومائية، وتيارات وجر السحب والغيوم الحاملة للمطر، أدت إلى تشكل الأمواج وثوران البحر، مشيراً إلى أن سبب حدوث هذه الظاهرة هو الاضطرابات التي حدثت في العالم بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة بشكل مفاجئ".
وأضاف حلس في تصريح خاص لـ"دنيا الوطن": "إن قطاع غزة يطل على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وتيارات الحمل تتواجد فيه من الشمال إلى الجنوب، وسنلاحظ ارتفاع واضطراب وتشكل أمواج خلال الفترة المقبلة طالما بقي المناخ متغير وبالتالي نتائج المناخ ستكون عكسية".
وأشار حلس أن هذه الظاهرة عملت على إثارة المياه العادمة والرواسب والعوالق الموجودة في قاع البحر، فأدى إلى ترسبها على أرضية البحر، لافتاً إلى أنه أصبح أكثر عكارة ، فيومياً ننتج 120 الف متر مكعب من المياه العادمة تضخ في البحر.
وأوضح الخبير في مجال البيئة، أن التركيز الهائل من ثاني أكسيد الكربون الناتج عن إحراق ملايين الأطنان من الوقود الأحفوري والمواد العضوية وحرائق الغابات والبراكين، أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض وانصهار الجليد الذي رفع منسوب المياه حول العالم بمقدار 70 سم، مشيراً إلى أنه خلال السنوات القادمة سيكون منسوب المياه مرتفع بمقدار متر ونص، وبالتالي سيؤدي إلى إغراق دول ومدن على مستوى البحر.
وفيما يتعلق بحلول للتخفيف من هذه الظاهرة، قال حلس:" نحتاج إلى دول كبرى تعمل على تقليل كميات الغازات الدفيئة، ونحن كدول فقيرة ومحاصرة ستكون حلولنا ترقيعية طارئة كبناء باطون اسمنت وشوارع قوية تستطيع صد الموج".
واختتم حلس حديثه قائلاً: "إن الظاهرة التي حدثت هي ظاهرة غير معتادة وتنم عن مؤشر خطير، ويجب علينا إعادة النظر في إدارة البيئة البحرية، والاستثمار على البحر والتفكير جدياً في بناء مستدام على شاطئ البحر لحماية الشاطئ من التآكل والتلوث".
