حصل سرحان بشارة سرحان، قاتل السيناتور الأميركي روبرت كينيدي على إفراج مشروط، يوم الجمعة، بعد أن دعا اثنان من أبناء كينيدي إلى إطلاق سراحه ورفض المدعون القول بأنه يجب أن يظل وراء القضبان.
ووفقا لوكالة "أسوشييتد برس"، يشكل القرار انتصارا كبيرا للمهاجر الفلسطيني سرحان البالغ من العمر 77 عاما، رغم أنه لا يضمن إطلاق سراحه.
وستتم مراجعة القرار الصادر عن اللجنة المكونة من شخصين في جلسة استماع خلال الـ 90 يومًا القادمة من قبل مسؤولي لجنة الإفراج المشروط في ولاية كاليفورنيا. ثم يتم إرساله إلى حاكم الولاية، الذي سيكون أمامه 30 يومًا ليقرر ما إذا كان سيمنح قرار الإفراج أو يرفضه أو يعدله.
وكان سرحان قد مثل أمام "مجلس الإفراج المشروط" في ولاية كاليفورنيا، كل أربعة سنوات منذ سبعينات القرن الماضي دون نجاح.
وقال دوغلاس كينيدي، الذي كان رضيعا عند اغتيال والده عام 1968، إنه بكى متأثراً بندم سرحان وأشار إلى أنه يجب إطلاق سراحه إذا لم يكن يمثل تهديداً للآخرين.
بدورها، قالت أنجيلا بيري، محامية سرحان إن لجنة الإفراج المشروط يجب أن تتخذ قرارها بناءً على حالة سرحان في الوقت الحالي.
وكان روبرت الشقيق الصغير للرئيس الـ35 للولايات المتحدة جون كينيدي يقود حملة ترشحه للرئاسة عن الحزب الديمقراطي عند اغتياله، وكان قد نجح في الفوز بالانتخابات التمهيدية في ولايات إنديانا ونبراسكا وكاليفورنيا.
وفاز بانتخابات ولاية كاليفورنيا التمهيدية يوم 4 حزيران 1968، على منافسه الأقرب السيناتور يوجين مكارثي، بعد مرور عام على حرب عام 1967، واحتفل به روبرت كينيدي بين أنصار حملته في فندق "أمباسادور" في لوس أنجلس، حيث ألقى كلمة حفز فيها أنصاره على مواصلة العمل حتى الفوز بانتخابات شيكاغو المقبلة.
ووفق ملفات مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)، انتهى كينيدي من كلمته بعد حوالي 15 دقيقة من منتصف الليل وتوجه إلى قاعة أخرى لكي يتحدث إلى ممثلي وسائل الإعلام. أحد العاملين في الفندق قاده عبر ممرات المطبخ باتجاه القاعة الأخرى عندما استوقفه بعض العاملين لمصافحته، ليظهر بشكل مفاجئ سرحان بشارة سرحان ويطلق النار على المرشح الديمقراطي.
وسرحان سرحان، مهاجر فلسطيني من أسرة مسيحية، يحمل الجنسية الأردنية كان قد هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1957، وحسب شهادة أدلى بها لاحقاً، فإنه كان قد خطط لقتل كينيدي بعد تصريحات للأخير، دعم فيها صفقة بيع 50 طائرة من طراز "F-4" لـ"إسرائيل" (بعد أقل من عام على حرب حزيران 1967 بين "إسرائيل" ومصر والأردن وسوريا).
وحسب ما كتب سرحان بنفسه في 18 أيار 1968، فإن اغتيال كينيدي كان قد "أصبح ضرورة أكثر وأكثر قبل الخامس من حزيران".
وألقي القبض على سرحان عقب إطلاق النار، فيما نقل السيناتور كينيدي إلى مستشفى قريب ليتم إجراء إسعافات أولية له قبل أن ينقل لمستشفى آخر لإجراء جراحة عاجلة.
غير أن المنية وافت كينيدي بعد حوالي يوم من إطلاق النار عليه، فيما تلقى سرحان بعد ذلك حكماً بالإعدام في 1969 خفف إلى السجن المؤبد عام 1970.