في خطوة هي الأولى من نوعها في فلسطين، افتتحت مؤسسة أول أكاديمية إلكترونية لتعليم القرآن الكريم والسنة وعلومهما الشرعية للمسلمين حول العالم.
ويأتي افتتاح الأكاديمية تطويرًا للمقرأة الإلكترونية التي أنشأتها دار القرآن والسنة في عام 2015، لكنها كانت محدودة الانتشار، بمقرأين فقط، في حين أن الأكاديمية الحالية بها 20 مقرئ وبأعلى الكفاءات.
ويقول مدير الأكاديمية الإلكترونية العالمية محمد حمد إن الأكاديمية تعتبر نقلة نوعية في تعليم الطلبة المسلمين حول العالم بالعلوم الشرعية، ونسعى لأن يكونوا سفراء لدار القرآن الكريم والسنة، حيث يوجد لنا طلبة في 82 دولة حول العالم.
وتضم الأكاديمية في غزة مكاتب مجهزة بأحدث المواصفات لـ20 مقرئ ومفسّرًا لعلوم القرآن يتناوبون على مدار 12 ساعة للتواصل مع الطلبة المسلمين حول العالم، وهي مجانية بالكامل.
ويوضح حمد في حديثه صحفي اليوم، أن كل معلم لديه حلقة مكونة من 25 طالبًا حول العالم يحفظون القرآن ويتلقون المحاضرات عبر برنامج "الزوم"، وفي النهاية يحصلون على شهادات علمية.
وتحوي الأكاديمية برامج كبرامج تحفيظ القران باللغتين العربية والإنجليزية، والقراءات العشر، والتدريس الشرعي باللغة الإنجليزية، والسنة النبوية، والفقه وأصوله، وبرنامج قراءة القران بالكامل على جلسة واحدة بالسند المتصل".
ويلفت إلى أن الأكاديمية قبل افتتاحها كانت قد سمّعت القرآن كاملاً على جلسة واحدة لثلاث طلبة من الخارج طالب من نيجيريا وطالبان من مصر، وهذا لأول مرة يحدث في الشرق الأوسط.
الالتحاق بالأكاديمية
ويوضح حمد أن بإمكان الطلبة المسلمين حول العالم الالتحاق بالأكاديمية الإلكترونية، من خلال صفحتها على "فيس بوك" ومنصاتها على تليجرام واليوتيوب، حيث سيتم الإعلان عن خطتها وبرامجها لالتحاق الطلبة بها وفق شروط محددة.
ويبدأ دوام المقرئين والمعلمين بالأكاديمية من الساعة 8 صباحًا وحتى السابعة مساءً، ويعملون على فترتين للتواصل مع جميع الطلبة في مختلف التواقيت حول العالم.
كما أن كل معلم أو مقرئ يرفع دروسه عبر قناتي اليوتيوب والتليجرام ليتمكن الطلبة من مراجعة الدروس التعليمية، وبعد كل الدورة يتقدم الطلبة للاختبارات ومن يجتازها يحصل الطلبة على الشهادات العلمية.
كما تضم الأكاديمية برامج نوعية "متن الشاطبية والألفية" التي تضم ألف بيت، حيث يستمع لها الطلبة من خلال المعلم، وهذا شيء صعب، لكن بحمد الله نبدأها، والتحق بها أكثر من 40 طالبًا.
وأضاف: "ما يميز هذه الأكاديمية أيضًا الجودة بالتعليم، حيث أن طالب يحفظ القرآن على جلسة واحدة، وهذا لم يحدث في أكاديميات اخرى".
ويلتحق بالأكاديمية كادر نخبوي مميز، إذ أن جميع المعلمين هم من حفظة كتاب الله ومفسرون، أغلبهم سردوا القرآن على جلسة واحدة وهم مجازون القرآن بالقراءات العشر، ولديهم شهادات عليا ماجستير بالعلوم الشرعية.
سفراء للعالم
ويعرب رئيس مجلس إدارة دار القرآن الكريم والسنة عبد الرحمن الجمل عن فخره بافتتاح الأكاديمية العالمية في فلسطين، مؤكدًا أن افتتاحها يشكل إضافة نوعية لشعبنا.
ويشير الجمل إلى أن دار القرآن الكريم والسنة لها عدة مقار في تركيا وإندونيسيا لتعليم الطلبة العلوم الشرعية، "ونطمح لأن يكون لنا سفراء في جميع دول العالم، لنعلم طلبة المسلمين كتاب الله وسنة نبيه".
ويوضح أن فكرة الأكاديمية جاءت في ظل ازدياد أعداد الراغبين بتعلم كتاب الله والتفاعل مع برامج دار القرآن الكريم والسنة؛ لذا كان لزامًا علينا أن نجتهد في إيصال الخير والرسالة لأمتنا.
وقدّم الشكر لمؤسستي طريق الحياة و"يدي بيشاك" التركيتين اللذان كان لهما الدعم في افتتاح هذه الأكاديمية، مثمّنًا جهود لجنة الزكاة التي كان لها جهدًا واضحًا في إنجاز هذه الأكاديمية.
ومنذ إنشاء المقرأة الإلكترونية في عام 2005 وحتى الآن فإنها خرّجت نحو 20 ألف خريج وخريجة حول العالم، وخرجت العام الماضي 5 آلاف طالب، ومع تطويرها للأكاديمية فإن دار القرآن الكريم والسنة تعتزم على تخريج نحو 20 طالب في العام المقبل.