أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا مشاركة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو في احتفالية افتتاح مركز "فريدمان للسلام الذي تصنعه القوة" التي أقيمت الإثنين الماضي في القدس المحتلة، وحديثه عن إمكانية إقامة كأس العالم 2030 في إسرائيل جنباً إلى جنب مع دول الجوار مثل دولة الإمارات العربية المتحدة لتشجيع التطبيع.
جاء ذلك في رسالة عاجلة وجهتها المنظمة الحقوقية، ومقرها العاصمة البريطانية لندن، إلى "الفيفا" ووصلت "عربي21" نسخة منها.
وأشارت المنظمة إلى "أن رئيس الفيفا ارتكب خطأ جسيما مركبا في اشتراكه في هذا الحفل، كأنه "لا يرى ولا يسمع الجرائم التي ترتكبها اسرائيل يوميا.
وقال البيان: "إن مشاركة رئيس الفيفا في مثل هذه الاحتفالية وإطلاق مثل هذه التصريحات ينم عن عدم وعي بالمخاطر التي تنجم عنها فهو بشكل أو بآخر أظهر أن مؤسسة كروية عريقة "الفيفا" كداعم لدولة ترتكب كل أنواع الجرائم وفي مقدمتها الاستيطان".
ودعت المنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم لفتح تحقيق عاجل بما قام به رئيس الاتحاد وتقديم اعتذار للشعب الفلسطيني والمجتمع الكروي والتعهد بالحفاظ على كرة القدم بعيدا عن تعقيدات السياسة ومشاكلها في إطار احترام المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.
وبينت المنظمة أن القواعد الناظمة للاتحاد الدولي لكرة القدم تحظر عليه تعاطي الشأن السياسي ودعم أي كيان ينتهك قوانينه.
وقال البيان: "الاتحاد منوط به تنظيم بطولات كرة القدم وفق اللوائح والقوانين بعيدا عن التجاذبات السياسية ومن واجبه أن يمنع تدخل الحكومات في شؤون الاتحادات المحلية فكيف يدعم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم كيانا محتلا يقمع ويحاصر شعبا منذ عقود!".
وأضاف البيان: "إن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم يعلم أن إسرائيل قوة احتلال ترتكب العديد من الجرائم وفي مقدمتها الاستيطان فكان عليه أن يمتنع عن لقاء أي جهات حكومية أو المشاركة في احتفاليات سياسية تسيء إلى كرة القدم وتثير تساؤلات حول خلط كرة القدم بالسياسة وانحرافها نحو دعم مرتكبي الجرائم الخطيرة".
ولفتت المنظمة الانتباه إلى أن "دولة الإمارات عرابة اتفاق أبراهام ليست مهتمة في نشر السلام في المنطقة والدليل على ذلك جرائمها المرتكبة في اليمن وليبيا ودعمها للأنظمة الديكتاتورية في المنطقة واستثماراتها في المستوطنات الإسرائيلية التي تمثل جريمة حرب، إضافة إلى قمع حرية الرأي والتعبير في الداخل، واعتقال النشطاء، والمعارضين نساء ورجالا".
وأكدت المنظمة أن فوز أي دولة بتنظيم بطولة كأس العالم يخضع لتنظيم صارم يعتمد على التنافس بين الدول ويتم اختيار الدولة التي تقدم أفضل مشروع لإقامة البطولة بناء على معايير فنية رياضية بالدرجة الأولى ولا علاقة لاختيار الدولة أو تلك بالمسائل السياسية، بل إن سجل الدولة في مجال حقوق الإنسان يجب أن يلعب دورا كبيرا في تحديد الدولة الفائزة".
والإثنين، شارك إنفانتينو في احتفال نظمه "مركز فريدمان للسلام من خلال القوة"، لافتتاح "متحف التسامح" المقام على أرض مقبرة "مأمن الله" بالقدس.
ويهدف المركز إلى "توسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم (التطبيعية)".
و"مأمن الله" أقدم مقابر القدس وأوسعها حجما وأكثرها شهرة، تقع في غربي المدينة، وأقامت إسرائيل مرافق سياحية ومبان على أجزاء منها، بينها "متحف التسامح".
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وأعلنت في 1980 ضمها إلى القدس الغربية المحتلة منذ عام 1948، معتبرة "القدس عاصمة موحدة وأبدية" لها، وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.