تثير جريمة قتل الأسير سامي العمور، صباح اليوم، جراء الإهمال الطبي المتعمد بسجون الاحتلال، الخشية من مصير مشابه ومفاجئ قد يواجه أحد الأسرى الخمسة المضربين عن الطعام، في ظل خطورة الحالة الصحية التي وصلوا إليها.
واستشهد الأسير العمور، المحكوم بالسجن لمدة 19 عامًا ومعتقل منذ عام 2008، بعد أن أصيب خلال فترة اعتقاله بأمراضٍ خطيرة تجاهلت سلطات الاحتلال علاجها، ليرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 227 شهيدًا.
وتعكس جريمة الإهمال الطبي حجم الانتهاكات المتصاعدة بحق الأسرى وخصوصًا المضربين منهم وتجاهل معاناتهم وضرب سلطات الاحتلال بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية والقوانين الإنسانية.
وقال مكتب إعلام الأسرى، إن جريمة قتل الأسير العمور تضاف إلى السجل الأسود للاحتلال وإدارة سجونه، وتُثبت للعالم أجمع أن جرائم الاحتلال مستمرة، وهي سياسة ممنهجة بحق الأسرى.
وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت التحذيرات من أهالي ومحامي الأسرى من خطر استشهاد أحد المضربين عن الطعام منذ مدد طويلة رفضًا لاعتقالهم الإداري الجائر، في ظل ما وصلوا إليه من أحوال صحية صعبة جدا ومعاناتهم من ضغوط من قبل إدارة سجون الاحتلال بهدف كسر إضرابهم.
ظروف قاسية
وبحسب مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى، فإن الوضع الصحي للمضربين مقلق حيث يتعرضون لظروف اعتقال قاسية، ويصارعون ظلم السجان الإسرائيلي وخطر الموت المفاجئ، مصرين في الوقت ذاته على إكمال معركة الأمعاء الخاوية إما بتسجيل انتصار أو الشهادة.
والأسرى هم: علاء الأعرج مضرب منذ (102 يوم)، كايد الفسفوس مضرب منذ (127) يوما، هشام أبو هواش مضرب منذ (93) يوماً، عيّاد الهريمي مضرب منذ (57) يوماً، لؤي الأشقر مضرب منذ (40) يومًا.
في حين يواصل 3 أسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام منذ مُددٍ متفاوتة، تضامنًا مع زملائهم الـ5 المضربين.
والأسرى هم: راتب عبد اللطيف حريبات وحسام علي القواسمي وعبد العزيز مرعي، مستمرون في معركة الأمعاء الخاوية منذ 41 يوما 14 يوما و9 أيام، على التوالي، تضامنًا مع الأسرى الخمسة.
وبالتزامن، يمتنع 4 أسرى عن تناول الدواء منذ قرابة 63 يومًا رفضًا للإداري، وهم: عايد دودين، أحمد أبو سندس، ياسر بدرساوي، يوسف قزاز.
ولم تطرح إدارة السجون أي حلول لإنهاء أزمة الأسرى المصرين على مطالبتهم بإسقاط قانون الاعتقال الإداري.
تعنت وعدم اكتراث
وأمس الأربعاء، حذرت عائلة الأسير علاء الأعرج من الوضع الصحي الخطير جدا الذي وصله إليه.
وأكدت أسماء قزمار زوجة الأسير الأعرج أن الأخير بات يحارب بجسده وروحه والأمور تزداد صعوبة مع مرور الأيام.
وتابعت أن زوجها يحارب بأمعائه الخاوية أمام تعنت الاحتلال وعدم اكتراثه بوضعه الصحي.
وقالت قزمار إن الدهن انتهى في جسمه وبدأ يتغذى على لحمه حتى وصل وزنه إلى 46 كيلوغرام.
ومؤخرا، قال محامي هيئة شؤون الأسرى كريم عجوة، بعيد زيارته للأسير الفسفوس في مستشفى "برزيلاي" الاحتلالي، إنه يعاني آلاماً حادة في جميع أنحاء جسمه ويشعر بحرارة وسخونة بالعينين، ويعاني تعباً شديداً، وعدم القدرة على التحرّك، وإنه لا يشعر بقدميه نهائياً.
وحذّر من وصول الحالة الصحية لهذا الأسير لمرحلة صعبة وخطيرة للغاية، قد تؤدي لوفاته.
ولطالما دخل الأسرى الفلسطينيون في سلسلة من معارك الأمعاء الخاوية من أجل دفع سلطات الاحتلال لوقف استخدام سياسة الاحتلال الإداري الجائرة بحقهم.
ما هو الاعتقال الإداري؟
و"الإداري" هو اعتقال يتم دون السماح للمعتقل أو لمحاميه بمعاينة المواد الخاصة بالأدلة، ويتم من خلاله محاكمة الفلسطينيين في محاكم عسكرية إسرائيلية لا تراعي أصول المحاكة العادلة المنصوص عليها قانونيًا ودوليًا والتي تحفظ لهم حقهم في المساواة أمام القانون.
وتتذرع سلطات الاحتلال وإدارات السجون بأن المعتقلين الإداريين لهم ملفات سرية لا يمكن الكشف عنها مطلقا، فلا يعرف المعتقل مدة محكوميته ولا التهمة الموجهة إليه.
وغالبًا ما يتعرض المعتقل الإداري لتجديد مدة الاعتقال أكثر من مرة لمدة ثلاثة أشهر أو ستة أشهر أو ثمانية، وقد تصل أحيانا إلى سنة كاملة.
ويقدر عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى نهاية أكتوبر تشرين الأول نحو 4650، بينهم 34 أسيرة، و160 قاصرا، ونحو 500 معتقل إداري، وفق بيانات فلسطينية.