هدد المواطن المقدسي محمود صالحية، اليوم الاثنين، قوات الاحتلال بإحراق نفسه وتفجير المنزل رفضًا لقرار الاحتلال اخلاء منزله الذي حاصره صباح اليوم.
وأغلقت قوات الاحتلال، صباح اليوم الطريق الرئيسية المؤدية إلى حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وحاصرت منزل عائلة صالحية؛ تمهيدًا لإخلائه، وسرقة الأرض.
وكانت قوات الاحتلال أصدرت منتصف ديسمبر الماضي قرارًا يقضي بإخلاء أرض للعائلة بمساحة 6 دونمات تضم منزلا ومشتلا، وسلمت صالحية مهلةً لتنفيذ قرار إخلاء أرضه المبني عليها منزله، حتى الـ25 من شهر كانون ثاني/ يناير القادم.
ويقول صالحية إنه يواجه بلدية الاحتلال وما يسمى “حارس أملاك الغائبين” بمحاكم الاحتلال منذ 23 عاما، لم تستطع خلال هذه السنوات مصادرة أرضه بأي شكل كان.
وبين صالحية أنه في السنة الأخيرة أصدرت قوات الاحتلال قرارا بمصادرة الأرض تحت بند “المنفعة العامة” لبناء مدارس، مؤكدا أن هذ القرار جائر وبمثابة جريمة حرب وتطهير عرقي.
ويفند مزاعم الاحتلال بشأن بناء مدارس لـ”المنفعة العامة”، ففي الوقت ذاته تتواجد في البلدة القديمة 17 مدرسة يضيّق على أغلبها وأغلق عدد منها، مشددا على أنّ ما يحدث إنما هو خطة استيطانية جديدة لأراضي حي الشيخ جراح.
ولفت إلى أن فريقا قانونيا قد رفع دعوى باسم أفراد عائلة صالحية من سكان المنزل والبالغ عددهم أكثر من 40 فردا، رفضا لقرار المصادرة، إلا أن محاكم الاحتلال رفضتها.
وقال إن ثلاث عائلات تسكن في منزله المبني على هذه الأرض، فيما يستفيد من الأرض ثماني عائلات، وسيؤثر قرار الإخلاء على دخل أكثر من 22 عائلة، وأضاف: “17 شخصا نسكن المنزل، أنا وأطفالي الخمسة، وشقيقتي وأطفالها الأربعة، ووالدتي”.
وقال صالحية: “جئنا إلى هنا بعد أن تهجرنا عام 1948 من بلدة عين كارم.. في البداية كُنا نعيش في أرض كرم المفتي البالغة مساحتها 30 دونماً، ثم صادرتها سلطات الاحتلال”.
وبين أن قوات عرضت عليه التمديد لمدة 8 أشهر لإقناعه بالتوقيع على ورقة يُصبح بموجبها مستأجرا للمنزل لكنه رفض، وأكد المواطن المقدسي ثباته وصموده في الأرض رغم كل التضييقيات، مردداً “لن أخرج من منزلي سوى إلى القبر، تهجرت مرة ولن أتهجر مرةً أخرى، ولن أوقع على أي ورقة يعرضها الاحتلال”.
وشدد على أن كل الوعود من سلطات الاحتلال إنما هي كذب على المقدسيين ولا عهد لهم، وقرارهم هو تهجير لحي الشيخ جراح ثم تهجير لكل أهل القدس بعد ذلك.