ما زالت أحداث المسجد الأقصى، واستشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، والاعتداء على جنازتها من قبل قوات الاحتلال، تثير نقاشات كثيرة في الأوساط الإسرائيلية في ظل وجود قناعة عن الفشل في التسويق والترويج حول العالم، لأن أبو عاقلة، وفق القراءة الإسرائيلية، كانت شخصية محبوبة، ونموذجا للمرأة الفلسطينية، التي أحبها ملايين المشاهدين خلال حياتها، لكنها في وفاتها تحولت إلى أسطورة.
وتسبب سلوك شرطة الاحتلال بمهاجمة نعش الشهيدة أبو عاقلة بكشف صورتها الحقيقية "البشعة" على مرأى ومسمع من كل دول العالم.
وذكر محرر الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، جاكي خوجي، في مقاله بصحيفة معاريف أن "أفراد شرطة الاحتلال شاهدوا واستمعوا لشعارات "بالدم والنار نفديك يا فلسطين"، ثم رأوا الأعلام الفلسطينية، فوجدا أنفسهم وقد خرجوا في معركة ضد هذين الرمزين: النشيد والعلم، ولم يكونوا يعرفون حينها ما ينتظرهم من صورة مشوهة حول العالم في ساعات المساء أمام شاشات التلفزة".
وأضاف أن "هذه الصور التي وصلت ذروتها في الاعتداء على جنازة أبو عاقلة بهذه الطريقة غير المسبوقة، وقبلها أحداث المسجد الأقصى خلال أيام شهر رمضان، لها تأثير تراكمي على جماهير الفلسطينيين، الذين بدأوا يتداولون الأحاديث عن انهيار دولة إسرائيل، صحيح أن مثل هذه العبارات ليست جدية بما فيه الكفاية، وهي آمال وأحلام يرددها أعداؤها، لكني للمرة الأولى شعرت أن إسرائيل دولة ضعيفة، كيف يمكن لها أن تخاف من العلم؟".
وإلى جانب صور الفضيحة التي تلاحق دولة الاحتلال حول العالم بعد استشهاد أبو عاقلة، بدأت أوساط الأمن الإسرائيلي تتحدث عن أن حماس كان لها دور في تشجيع وخلق توترات في المسجد الأقصى، وهي معلومات نشرها مراسلون عسكريون في العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ولفتت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام حصلت على المعطيات من مصدر عسكري أو أمني، لاتهام حماس بصب المزيد من الزيت على نار التوتر القائم أصلا.
وخلصت الصحيفة إلى أن مرور عشرة أيام على استشهاد شيرين أبو عاقلة، وقرابة أسبوع على تشييع جنازتها التي شهدت عدوانا غير مسبوق من قبل شرطة الاحتلال، يشكل وصمة عار في جبين الاحتلال، ويظهر صعفه على حقيقته، وهو يطارد قطعة قماش ملونة، فقط لأنها تمثل علم فلسطين، مما ترك آثارا إعلامية، لن تفلح آلة الدعاية الإسرائيلية في ترميمها!