20.06°القدس
19.89°رام الله
19.42°الخليل
22.87°غزة
20.06° القدس
رام الله19.89°
الخليل19.42°
غزة22.87°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71
محمد مصطفى شاهين

محمد مصطفى شاهين

معركة الأمن المقاوم وعي وانتصار

إن انتصار المقاومة في معركة الوعي والرواية في مواجهة جيش الاحتلال ليس عملاً طارئاً، بل نتيجة مراحل من التخطيط والعمل والرقابة، وصولاً للنجاح الكبير الذي حققته في حرب العمليات النفسية وتجديدها للخطاب الأمني، حيث انتقل الخطاب الأمني المقاوم من مرحلة الدفاع والتصدي للرسائل والعمليات الموجهة من الاحتلال إلى مرحلة صدارة العمل الأمني المقاوم بمهاجمة الاحتلال أمنياً من خلال عمليات أمنية فعالة تتناول جوهر الرسالة الأمنية بوسائل حديثة تواكب التطور المعلوماتي الحاصل في العالم من أمن سيبراني ووسائل تواصل اجتماعي ومواقع إلكترونية وإذاعات ومحطات تلفزيونية.

 

لقد عملت المنابر الإعلامية المقاومة على تعزيز التربية الأمنية للجبهة الداخلية، ومنها التعاون بين الأجهزة الأمنية للمقاومة بإنتاج عدد من الأفلام القصيرة تنبه على المخاطر الأمنية، كخطورة الثرثرة، واعترافات بعض من سقطوا في مستنقع الخيانة، ما كان له الأثر لمصلحة الجمهور وتحصينهم بالفكر الأمني لمواجهة محاولات الغزو الأمني الصهيوني التي تأثرت كثيرا وتراجعت قدرتها على عمليات التجنيد بفعل الخطاب الأمني المتقن للمقاومة الذي مثل وعيا وردعا في مواجهة أساليب الإسقاط التي انتهجتها أجهزة الأمن الصهيونية بأدواتها المتعددة من صفحات المنسق والناطق باسم جيش الاحتلال والضغط الممارس على المعابر ومحاولات الإسقاط الأمني للحالات الإنسانية من المرضى وغيرهم من الفئات.

 

وتكاملت الجهود العسكرية مع الأمنية، فنجحت أجهزة أمن المقاومة في التصدي لأجهزة أمن الاحتلال وحلفائها الذين يعملون ضد مشروع المقاومة خلال السنوات الأخيرة، ومما كشف عنه مؤخراً تشكيل الغرفة الأمنية المشتركة لمحور المقاومة والتي تحمل دلالات كبيرة في مواجهة مخططات الاحتلال الأمنية ضد شعبنا ومقاومتنا.

 

ولا يزال رجال المقاومة مستمرين في بذل جهود كبيرة في الميدان الأمني لمواكبة التطور والحداثة، ورغم أن ما تبذله المقاومة أنشطة سرية ومعارك دهاء تتسم بالصمت فإن ما كشفته المقاومة والإعلام يبرز أنها نجحت بتسجيل نجاحات عديدة بالتبصر بخطورة التكنولوجيا وعملت على تعزيز سياسات الأمان، ووظفت أمن المعلومات والأمن السيبراني لخدمة المقاومة، وقد اعترف الاحتلال بأنه تلقى ضربات أمنية، فعلى سبيل المثال اخترقت كتائب القسام هواتف لضباط صهاينة في هيئات الأركان الميدانية وهيئة الأركان العامة، وتمكنت من ذلك بفتح حسابات مزيفة ووهمية بوسائل التواصل الاجتماعي مليئة بصور فتيات، ووضعت فيروسات بإمكانها السيطرة على هواتفهم، وهو ما ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت أن أعضاء من حماس تواصلوا مع الجنود الصهاينة بلغة الشباب، وأقنعوا العشرات منهم بتحميل تطبيقات مزيّفة تسمح بالسيطرة على هواتفهم المحمولة.

 

لقد برز انطباع قوي لدى الشعب الفلسطيني بأن المقاومة تسير بخطوات مدروسة نحو تطوير الدرع الأمني لها بأساليب متطورة مستشعرة للمخاطر الأمنية ومُزاوِجة بين الأساليب الدفاعية تارة والأساليب الهجومية تارة أخرى، مدركة العلاقة التبادلية والتكاملية بين الأمن والعمل العسكري نحو السير باتجاه معركة التحرير، ومدركة كذلك مستوى التحديات الحقيقية التي تواجهها، فكانت نشرات التوعية والإرشاد الأمني إعلامياً وتنظيمياً التي عملت على تحقيق المناعة الأمنية والتحصين المجتمعي بشكل فعال وكبير في مواجهة العزو الأمني من الاحتلال وأعوانه.

 

ولا تزال حرب العقول ميدانا واسعا تثبت فيه المقاومة يوما بعد يوم قدراتها وإمكانياتها البشرية واللوجستية، وهنا نستدل بما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية مؤخراً أن نشطاء مجهولي الهوية استخدموا تطبيقا للياقة البدنية للتجسس على قادة جيش الاحتلال وتتبع حركات جنوده في عدد من القواعد العسكرية، فقد برز المجهود الأمني خلال معركة سيف القدس، وكان واحدا من أهم العوامل التي ساهمت بشكل حاسم في الانتصار، واليوم التصور السائد في المستويات العسكرية والسياسية لدى الاحتلال هو أن القوة الأمنية والاستخباراتية لدى فصائل المقاومة هي التي ستحدد الحرب القادمة وستنعكس بشكل كامل على شكلها وطبيعتها الميدانية.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن