19.93°القدس
19.36°رام الله
18.3°الخليل
22.34°غزة
19.93° القدس
رام الله19.36°
الخليل18.3°
غزة22.34°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71
محمد مصطفى شاهين

محمد مصطفى شاهين

دماء الشهداء تنتصر

لا تزال معادلات المقاومة التي رسمت منذ سيف القدس وحتى معركة وحدة الساحات حاضرة بقوة في كل جولات الصراع مع الاحتلال، وأن استمرار سرايا القدس وغرفة العمليات المشتركة بإطلاق صواريخها لعمق دولة الاحتلال حتى اللحظات الأخيرة من إعلان وقف عدوان الاحتلال والتي قاربت ألف صاروخ خلال ثلاثة أيام هو انتصار حقيقي لسرايا القدس وهذه المقاومة الباسلة.

 

 ولا يزال هنالك خسائر مادية وعسكرية وبشرية ونفسية تتكتم عليها الرقابة العسكرية الصهيونية لمحاولة إخفاء الخسائر الحقيقية في معركة وحدة الساحات فنحو 2 مليون صهيوني في غلاف غزة أدركوا معنى أن تدخل حركة الجهاد الإسلامي المعركة وشاهدنا عبر الشاشات عشرات باصات المستوطنين وهم يهربون بها الى الداخل المحتل نعم انتصرت سرايا القدس وفشل الاحتلال في القضاء على حركة الجهاد الإسلامي التي امتلكت انضباطًا حقيقيًا وأظهرت قوة في إدارة المعركة ودافعت عن وطنها.

 

 وإن ارتقاء القادة الشهداء خالد منصور وتيسير الجعبري دليل واضح على صوابية طريقهم ومنهجهم في الجهاد والمقاومة ولا شك أن دماء هؤلاء الأبطال وضعت بصمات لا يمكن تجاهلها في التاريخ العسكري للمقاومة في غزة وستثمر نصرًا ومزيدًا من الالتفاف حول خيار الجهاد والمقاومة.

 

 وأن حقيقة ما تمتلكه سرايا القدس من القوة والعقول المجاهدة يمكنها من تحقيق وصايا الشهداء بتحرير فلسطين بقوة أكثر من ذي قبل.

 

 إن حركة الجهاد الإسلامي هي حركة شورية مؤسساتية بهياكل تنظيمية سياسية وعسكرية وأمنية متكاملة الأركان، رغم فقدانها للقادة الشهداء إلا أنها قوية وموحدة لتحقيق أهدافها في مواجهة الاحتلال وحماية شعبها.

 

إن المقاومة تجمع شعبنا وفي وحدة مصير وشراكة وطنية في مواجهة العدوان الصهيوني فهذا الاحتلال يدرك حتمية انتصار المقاومة وما يحدث هو محاولة لتأخير هذا النصر من خلال محاولة وضع عقبات لإضعاف مقدرات المقاومة، ولكن بنظرة موضوعية فإن هذه السياسة لن يكتب لها النجاح لأن الأيديولوجيا التي تحملها المقاومة هي عقيدة راسخة تزداد تجذرًا وانتماءً فكلما استشهد قائد تسلم الراية قائد جديد متمسك برؤية من سبقه من الشهداء.

 

إن ما حدث من عدوان على قطاع غزة هو جريمة حرب تعبر عن عجز الاحتلال ومحاولته الضغط على المقاومة من خلال رفع عدد الشهداء والخسائر بصفوف المدنيين، فما شاهدناه من قوة نارية هائلة ضربت بها الأدوات الحربية الصهيونية المدنيين ودمرت خلالها البيوت على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ يكشف حجم الإرهاب الصهيوني لهذا الاحتلال.

 

في الختام يمكننا القول إن أهداف العدوان الصهيوني العسكرية ضد حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة فشلت فشلًا ذريعًا، وما يحاول الإعلام الصهيوني إبرازه هو صورة نصر كاذب يستند إلى رواية مشوهة من طرف واحد معتمدة على عدد الشهداء الذين قتلوا على يد آلة الحرب الصهيونية، ولكن الحقيقة أن سرايا القدس والمقاومة وفق إمكانياتها في غزة انتصرت بثباتها حتى اللحظة الأخيرة أمام إرهاب الاحتلال، ونجحت في إحداث شلل الجبهة الداخلية الصهيونية من شمالها لجنوبها خلال معركة وحدة الساحات وأن تفرض معادلتها على المدن المحتلة والمطارات الصهيونية التي أغلقت وكذلك الخسائر الكبيرة التي لحقت بالاقتصاد الصهيوني وكسر هيبة هذا الاحتلال، انتصرنا ومعادلة الردع لا تزال حاضرة بقوة من خلال وحدة قوى المقاومة معًا.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن