14.75°القدس
14.51°رام الله
13.86°الخليل
19.7°غزة
14.75° القدس
رام الله14.51°
الخليل13.86°
غزة19.7°
السبت 04 مايو 2024
4.67جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

هل ستكون الولايات المتحدة المستفيد الأكبر من أزمة الطاقة الحالية؟

نستعرض أهم القضايا التي تناولتها الصحف البريطانية في جولتنا هذه التي نستهلها من صحيفة فاينننشال تايمز. التي نشرت مقالا تناول أزمة الطاقة العالمية التي تفاقمت منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا. وركز المقال الذي كتبه جدعون راتشمان على مدى ما يمكن أن تحققه الولايات المتحدة من مكاسب بسبب تلك الأزمة.

واستعرض الكاتب الأزمة الحالية من جميع جوانبها ومدى تأثيرها على كافة أطرافها. وخلص إلى أن الاتحاد الأوروبي متضرر بشدة من الأزمة الحالية بسبب بدء روسيا في خفض كميات الغاز الذي تصدره إلى المنطقة الأوروبية، وهو الخفض الذي تزيد موسكو من حدته بمرور الوقت في إطار استخدام منتجات الطاقة كسلاح لتخفف عن نفسها الضغوط الناتجة عن العقوبات المفروضة عليها.

كانت دعوة ألمانيا الرسمية للتوفير في استهلاك الطاقة سببا في إثارة الذعر في أوروبا كلها حيال إمكانية التعرض للمزيد من العجز في منتجات الطاقة، وهو الأمر الذي يزيد من وطأته أن شهورا قليلة تفصل القارة العجوز عن فصل الشتاء والبرد القارس الذي ينتظره الأوروبيون وسط قلق إزاء إمكانية ألا يجدوا ما يساعدهم على التدفئة الأساسية.

وقال راتشمان إن بوتين تعلم جيدا من درس سلاح الطاقة الذي شهدته سبعينيات القرن العشرين عندما ضغطت الدول الأكثر إنتاجا للنفط في منطقة الخليج على الولايات المتحدة، التي تدعم "إسرائيل" في حرب 1973، وأن بوتين يجيد حتى الآن استخدام سلاح الطاقة من أجل الإفلات من العقوبات المفروضة عليه بسبب غزو روسيا لأوكرانيا.

وأشار إلى أن أغلب المؤشرات المتوافرة في المشهد الحالي ترجح أن روسيا تتمتع بموقف قوي على المدى القصير فيما يتعلق بإمدادات منتجات الطاقة، لكنها قد تواجه الكثير من المتاعب وتتحول إلى موقف سيء خلال السنوات الثلاث المقبلة. على النقيض من ذلك، رأى أن العكس ينطبق على الولايات المتحدة التي قد تعاني على المدى القصير من أزمة الطاقة الحالية، لكنها قد تحقق مكاسب كبيرة على المدى الطويل من تلك الأزمة.

فالولايات المتحدة تجاوزت روسيا لتكون أكبر مصدر لمنتجات الطاقة عالميا. ورغم المعاناة التي يعيشها المستهلك الأمريكي من ارتفاع أسعار الطاقة، تعتبر الارتفاعات الأخيرة في الأسعار عمودا فقريا لقطاع استخراج النفط الصخري الأمريكي.

كما تشير الإحصائيات الحالية إلى أن الولايات المتحدة تحولت إلى مصدر للطاقة وأنها لا تستورد سوى نسبة ضئيلة جدا من منتجات الطاقة من خارج البلاد في الوقت الذي يزداد فيه اعتماد الصين، ثاني أكبر اقتصادات العالم على واردات النفط من دول أخرى.

وأشار الكاتب إلى أن رغبة الولايات المتحدة في فرض العزلة على روسيا وإيران وفنزويلا كانت سببا في تعزيز موقف السعودية بين أكبر منتجي النفط على مستوى العالم. ويروق هذا الأمر للولايات المتحدة، إذ لا يمكنها أن تناصب جميع كبار منتجي النفط على مستوى العالم العداء. وعلى أي حال، نرجح أن السماح بأن تتمتع السعودية بهذا الموقف المميز يفيد الولايات المتحدة سياسيا أيضا، لا اقتصاديا فقط، إذ أنها من أقدم حلفاء الولايات المتحدة.

ويختم راتشمان مقاله بأن أزمة الطاقة العالمية، التي نجمت عن الغزو الروسي لأوكرانيا، أدت إلى زيادة الطلب على الوقود الأحفوري - بما في ذلك الفحم - غير الروسي، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام منتجي النفط الصخري الأمريكي للاستحواذ على نصيب أكبر من السوق العالمية على حساب روسيا.

 

تجفيف منابع

وحضت صحيفة الغارديان البريطانية في مقال افتتاحي على تجفيف منابع التمويل التي تعتمد عليها "آلة الحرب" الروسية من خلال العقوبات وغيرها من وسائل تضييق الخناق على الكرملين للتصدي للطموحات العسكرية الروسية في المنطقة.

وساقت الصحيفة البريطانية أمثلة على وحشية القوات الروسية في أوكرانيا من خلال إلقاء الضوء على القصف الذي طال منطقة سكنية الأحد الماضي، مشيرة إلى أن المنطقة نفسها سبق أن تعرضت للقصف في أبريل/ نيسان الماضي أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

ورأت الغارديان أن في ذلك رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دول مجموعة الدول السبع أثناء قمتها التي انعقدت في بافاريا في ألمانيا. وذكرت أن من بين ضحايا القصف طفلة أُخرجت من تحت الأنقاض مصابة، ثم عرجت أيضا على آثار القصف الذي طال مركز تسوق مزدحم في وسط أوكرانيا الاثنين.

ودعت الصحيفة إلى توحيد الصف والتركيز من جديد على كيفية التعامل مع روسيا من جانب قوى الغرب التي أظهرت موقفا مناهضا للغزو الروسي لأوكرانيا منذ بدايته في فبراير/ شباط الماضي.

وأشار المقال إلى أن الوقت الحالي يُعد من أصعب الأوقات في الحرب التي تشهدها أوكرانيا، إذ يركز الجانب الروسي على التوسع في منطقة دونباس شرقي البلاد، مما يسمح للكرملين بتحقيق مكاسب تضاف إلى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الروسية،

وركز مقال الصحيفة على أوراق الضغط التي تستخدمها موسكو في الصمود أمام رد فعل الغرب والتي من بينها حصار ميناء أوديسا على البحر الميت، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء العالمية التي تضع شعوب دول نامية كثيرة في معاناة وتزعزع الاستقرار السياسي في دول متقدمة.

ورأت الصحيفة أن الضغط على بوتين يستوجب الجمع بين أمرين؛ الأول هو تكثيف الدعم المالي والعسكري واللوجستي الموجه إلى أوكرانيا والإسراع في إرسال الأسلحة والمعدات العسكرية المطلوبة لوقف تقدم القوات الروسية، خاصة منظومات الدفاع الجوي المتطورة التي طلبها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثناء قمة مجموعة دول السبع.

وأضافت أنه بالتوازي مع تكثيف دعم أوكرانيا، هناك ضرورة لتجفيف موارد التمويل التي يستخدمها الكرملين في تشغيل آلة الحرب. وذكرت بعض الأمثلة لسبل الضغط على روسيا في إطار تجفيف مواردها المالية التي تضمنت إجراءات أُعلنت أثناء قمة مجموعة السبع منها فرض تعريفة جمركية مرتفعة على المنتجات والسلع الروسية إضافة إلى مناقشة وضع حد أقصى لأسعار النفط والغاز الروسي الذي من شأنه أن يؤدي إلى تجويع الكرملين من خلال الحد من المصادر التمويلية التي تعتمد عليها روسيا في الإنفاق على الحرب.

كما يجب خوض حرب معلومات ضد محاولات بوتين تضليل العالم من أجل الدفاع عن حصاره لموانئ البحر الأسود، وفقا لما ذكره مقال الغارديان التي رأت أيضا أن هناك ضرورة أيضا لتقديم مساعدات مالية مباشرة للدول النامية من أجل ضمان نجاح سبل الضغط على روسيا لوقف حربها ضد أوكرانيا.

وكالات