الطفل متقلب المزاج -المزاجي- هو الطفل الذي يعاني من العصبية والغضب بشكل سريع، ويبكي أيضاً بشكل سريع، وهذه المشاعر التي يشعر بها الطفل تسبب له الكثير من المشاكل، وقد تجعله شخصاً غير سوي في مستقبله، ما يسبب الضيق لأسرته، ولهذا فهو يحتاج لمعاملة خاصة. للتعرف إلى أسباب تقلب مزاج الطفل وعلاماته الظاهرة، وطرق الوقاية والعلاج. كان اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس ومستشارة العلاقات الأسرية.
"مزاجية" الأطفال وفقاً لتفاعل الآباء
عدم تفاعل الآباء يؤثر على الطفل
ذكرت دراسة أعدها مجموعة من الباحثين بمركز البحوث الاجتماعية، أن عدم تفاعل الآباء مع أطفالهم خلال السنة الأولى من عمرهم، يؤثر على الحالة المزاجية الطبيعية للأطفال، وقد ينبئ بمشاكل قد تعتري سلوكهم لاحقاً.
وفي دراسة أخرى شملت 1900 طفل من سن الرضاعة حتى سن 13 عاماً؛ منحتهم أمهاتهم كثيراً من التحفيز الفكري في السنة الأولى من حياتهم؛ بالقراءة والتحدث إليهم، والخروج معهم، فكانوا أقل عرضة للمعاناة من مشاكل سلوكية.
كما أن هناك ربطاً بين احتمالات المعاناة من مشاكل سلوكية، وبين الحالة المزاجية للطفل في سن الرضاعة؛ مثل درجة صعوبة إرضائه، أو إن كان مزاجه بشكل عام مسروراً أو متقلباً.
الأطفال الذين يصعب إرضاؤهم أو ذوو الأنماط السلوكية التي يصعب التنبؤ بها، كأن يشعروا بالجوع أو التعب في أوقات مختلفة من اليوم، أكثر عرضة للمرور بمشاكل سلوكية في وقت لاحق من طفولتهم.
بينما الأطفال الذين لا يصعب إرضاؤهم، وذوو مزاج يسهل التنبؤ به في سن الرضاعة، يقل لديهم بنسبة كبيرة المرور بمشكلات سلوكية.
عوامل تؤثر في تكوين مزاج الطفل
أسباب وراثية
الجانب الوراثي لا يشكل شخصية الطفل وحده
من الممكن أن تجعله يحب الهدوء أو الحركة المفرطة، ولكن مهما كان شأن الجانب الوراثي، فإنه لا يشكل الشخصية تماماً، بل تلعب البيئة المحيطة دوراً بارزاً في توسيع أو تضييق سلوكيات الطفل.
تعرّفي إلى المزيد: نصائح لضمان النوم الصحي للطلاب مع قرب انطلاق العام الدراسي
الحالة الصحية
المعروف أن كثرة الأمراض قد تصبغ حياة الفرد بصبغة مختلفة، كما أن استعمال الأدوية وبكميات كبيرة، قد يؤدي إلى بعض الاضطرابات المزاجية.
أسباب نفسية
عدم إشباع حاجة الطفل من الحب والتقدير تجعله متقلب المزاج
ناشئة عن عدم إشباع حاجات الطفل الأساسية، مثل الحاجة للحب والاستماع والتقدير واللعب الفردي أو الجماعي.
أسباب اجتماعية
مرتبطة باستقرار الحياة الأسرية، والعلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة.
أسلوب التنشئة الأسرية
التسلط أو التدليل الزائد للطفل يساعد على تقلب مزاجه
(التسلط- التدليل الزائد- الإهمال- التفرقة) يعتبر من أهم الموجهات التي تؤسس المزاج العام للطفل.
إضافة للقدوة الحسنة أو السيئة التي تعد من أعظم أشكال التأثير؛ فالأب إذا كان حاد المزاج غريب الأطوار، متذبذب المواقف، فإن الطفل قد يسير على سيرته، فيتعامل مع من هم أصغر منه بتلك الشاكلة.
تعرّفي إلى المزيد: طفلي يبكي من دون دموع! الأسباب والحلول
علامات تقلب المزاج عند الطفل
طفل لا يتحمل المسؤولية، فوضوي وألعابه مبعثرة
صاحب المزاج المتقلب يتصف بعدة صفات قد يظهر بعضها في شخصية الطفل، أو عندما يصل لمرحلة المراهقة ومنها:
عدم تحمل المسؤولية، وعدم الاكتراث بالفوضى، وعدم العناية بترتيب غرفته وألعابه مبعثرة.
سرعة التذمر والغضب والتهيج والتفرد في اتخاذ القرار، المبالغة في ردود الفعل واختيار الانفعالات الحادة.
لا يدعم تبريراته بأسباب مقنعة، التفكير في حوادث أليمة ومحزنة.
العناد والمكابرة والأنانية، عدم احترام القوانين في نطاق الأسرة والمدرسة.
الرغبة في الحصول على كل طلباته. الإلحاح في طلباته وقلة الصبر وكثرة التأفف.
تعرّفي إلى المزيد: كيف تشرحين لطفلك أهمية الثقة بنفسه؟
طرق الوقاية والعلاج
اشرحي لطفلك سبب رفضك لطلباته المستحيلة
دعي الطفل يعبر عن رأيه دون أن تلتزمي به أو تقاطعيه.
واجهي الطفل، اشرحي له سبب رفض طلباته المستحيلة، ويمكن الاستجابة لرغباته المعقولة.
لا تفاجئي الطفل بأنشطة أسرية أو مدرسية لا يعلم بها ولم يستعد لها.
السعي للترويح عن النفس؛ كي لا يفسد المزاج؛ فالأمزجة الصحيحة لها ساعات معلومة لإراحة النفس وتجديد النشاط.
إشراك الطفل في عملية وضع الأنشطة والبرامج الأسرية والمدرسية.
لا يسمح للأبناء -متقلبي المزاج- التعبير عن مزاجهم مهما كانت الأسباب؛ فمثلاً إذا اعتدى الطفل على أخيه لا يتم التهاون معه، ويتم معاقبته.
فهم المراحل العمرية ومتطلباتها، ففي مرحلة ظهور الأسنان مثلاً يتعسر الطفل صحياً ويعاني من الألم؛ مما يجعل مزاجه صعباً، ولابد من مراعاته وتقدير وضعه.
وكذلك في مرحلة المراهقة قد يتقلب مزاج الشاب، إلى حين أن يستقر على نمط يرتضيه لنفسه، كشخص راشد وشخصية مستقلة.
العلاقات الأسرية المستقرة إذن، كفيلة بالوقاية والحماية من سوء المزاج وعسر المعاشرة.
حسن اختيار الأصحاب، تدريب النفس على إيقاظ مشاعر السعادة.
العناية بالذوق وبذل المستطاع لتنمية المعاني الجمالية حساً وملمساً.
وبشكل عام ينصح بالتعامل مع الطفل المزاجي عن طريق الاحترام، الموضوعية، والتفاعل الإيجابي، الصبر، والتعاون مع الآخرين ومع الزملاء والوالدين.