17.52°القدس
17.26°رام الله
16.64°الخليل
21.42°غزة
17.52° القدس
رام الله17.26°
الخليل16.64°
غزة21.42°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71

في الذكرى الـ 28 لأسر "فاكسمان"..

حماس: تحرير الأسرى سيبقى على رأس أولوياتنا

غزة - فلسطين الآن

أكدت حركة "حماس" على أنَّ تحرير الأسرى من سجون الاحتلال كان وسيبقى على رأس أولويات الحركة، مشددةً على أنها ستمضي بكل الوسائل على الوفاء لصمودهم وتضحياتهم، ولن يهدأ لها بال حتى يتنسم جميعهم عبق الحريَّة في سماء الوطن.

وقالت الحركة في تصريح صحفي، اليوم الثلاثاء، إن شعبنا الفلسطيني يستحضر، في مثل هذا اليوم، قبل ثمانية وعشرين عاماً، بكل فخر واعتزاز، تلك العملية البطولية، التي تمكّنت من خلالها كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام من أسر الجندي الإسرائيلي "نحشون فاكسمان".

وأوضحت أنه ارتقى خلال العملية بعد اشتباك مسلّح مع العدو ثلة من الأبطال شهداء على درب الدفاع عن الأسرى وتحريرهم من سجون الاحتلال، في مقدّمتهم صلاح الدين جاد الله، وحسن تيسير النتشة، وعبد الكريم بدر، وأسر إثرها ثلة آخرون من المجاهدين، تمكّنت المقاومة من الوفاء لهم بتحريرهم في صفقة وفاء الأحرار.

وبعثت بتحيّة الفخر والاعتزاز إلى الأسرى في سجون الاحتلال، ونشدّ على أياديهم لمواصلة صمودهم وتحدّيهم للسجّان.

وأضافت: "في هذه الذكرى المباركة، التي عبّدت الطريق نحو أسر المزيد من الجنود، وإبرام صفقات الوفاء للأسرى، نترحّم على أرواح شهدائها الأبرار، وكل قوافل شهداء شعبنا في مشروع التحرير والعودة".

 

عملية الخطف

وفي الحادي عشر من أكتوبر عام 1994م، أسرت كتائب القسام الجندي "ناحشون فاكسمان" من موقف للباصات خاص بالجنود في الداخل المحتل، في عملية معقدة أربكت الاحتلال وقادته، والتي جاءت كرد على مجزرة المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل.

وأظهرت العملية براعة فائقة لقيادة كتائب القسام، وأشرف على العملية المهندس الأول للكتائب الشهيد يحيى عياش من سلفيت، والشهيد القائد سعد العرابيد من غزة، والشهيد القائد صلاح دروزة من نابلس، بالتنسيق مع القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، والتي كانت تهدف إلى تحرير الأسرى، وعلى رأسهم الشيخ المؤسس أحمد ياسين.

وبعد أن وضعت قيادة القسام اللمسات الأخيرة للعملية، نفذها الأبطال حسن النتشة، وعبد الكريم بدر المسلماني، وجهاد يغمور، وصلاح جاد الله من غزة، وزكريا نجيب من القدس، والذي قام بمهمة توفير منزل لإيواء المجاهدين والاحتفاظ بالجندي.

سجّل الشهيد صلاح جاد الله عقب العملية فيديو مصورا لم يظهر للعلن، يبين فيه مسؤولية كتائب القسام عن أسر الجندي فاكسمان.

وفي اليوم التالي سافر جهاد يغمور إلى قطاع غزة، في مهمة كلفه بها جاد الله الذي كان قد انتقل من غزة إلى الضفة الغربية نتيجة تصاعد مطاردته في غزة، تتضمن إعطاء شريط الفيديو وهوية الجندي إلى القائد الضيف.

خرج الضيف في مقطع فيديو آخر حاملا هوية الجندي وبندقيته ليؤكد أنه في قبضة القسام، ويضع شروطا للإفراج عن فاكسمان تمثّلت في الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين والشيخ صلاح شحادة وأكثر من 200 أسير من ذوي الأحكام العالية من جميع فصائل المقاومة، وجميع الأسيرات.

أمهلت القسام الاحتلال 3 أيام لتنفيذ الشروط تنتهي الساعة 9 من مساء الجمعة 14-10-1994، وإلّا ستكون المقاومة أمام خيار قتل الجندي الأسير والاحتفاظ بجثته.

بعد فيديو الضيف، أيقن قادة الاحتلال وأجهزته الاستخباراتية أن الجندي فاكسمان جرى نقله إلى قطاع غزة بعد اعتقاله في القدس، وبذلك نجحت كتائب القسام في تضليل أمن الاحتلال والسلطة، ونقل مسرح العملية من القدس إلى القطاع.

بثت كتائب القسام الفيديو الذي ظهر فيه الشهيد صلاح جاد الله برفقة فاكسمان الذي بعث برسالة إلى أهله وحكومته وعرّف فيها عن نفسه، وأوضح أن آسريه سيطلقون سراحه إذا تجاوبت حكومته مع مطالبهم، ما أثار صدمة لدى قادة العدو بأنه على قيد الحياة.

وقع قادة الاحتلال في حالة من التخبط والهوس نتيجة الفيديو الذي أظهر فاكسمان حيًا، فقامت قوات الاحتلال ومعها أجهزة السلطة الفلسطينية في الثاني عشر من أكتوبر عام 1994 باقتحام منزل في محافظة خانيونس ظناً أن فاكسمان محتجز فيه، لكن باءت محاولة تحريره بالفشل، فلم يُعثر داخل المنزل على ما يدلل على وجود فاكسمان فيه.

في صبيحة الرابع عشر من أكتوبر اعتقلت قوات الاحتلال المجاهد جهاد يغمور، بينما كان في طريقه إلى قطاع غزة لمقابلة الضيف، تعرض خلال الاعتقال لتعذيب قاسٍ للإفصاح عن مكان الجندي الأسير، وتمكن الاحتلال خلال تعذيب المجاهد جهاد يغمور من الحصول على معلومات عن مكان احتجازه.

عرض يغمور على الاحتلال خلال التحقيق معه صفقة تبادل مقابل أن يضمن لهم سلامة الجندي وعدم المساس بحياته، مقابل الإفراج عن الشيخين أحمد ياسين وصلاح شحادة، وعدم المساس بالآسرين مقابل إطلاق سراح الجندي، لكن قوبل بالرفض، بينما عرض العدو على يغمور إطلاق سراحه وضمان سلامة الآسرين مقابل تسليم الجندي فقط، ورفض ذلك بشكل قاطع.

قبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددتها كتائب القسام، طلب رئيس حكومة الاحتلال آنذاك إسحاق رابين عبر وسطاء تمديد المهلة بزعم أن حكومته مستعدة للتفاوض وتدرس مطالب الآسرين بجدية، وفي جنح الظلام أصدر قراره للقوات الخاصة في جيش الاحتلال بتنفيذ عملية عسكرية لمهاجمة المنزل الذي يحتجز به فاكسمان وتحريره من أيدي آسريه.

حاولت وحدة خاصة فجر 14 أكتوبر 1994 اقتحام المنزل عبر تفجير أحد أبوابه، لكنّ مجاهدي القسام كانوا يقظين، فأطلقوا النار على القوة الخاصة، وقتلوا خلال الاشتباك قائد القوة وجنديين آخرين، وأصابوا 12 جنديًا آخر، كما قُتل فاكسمان، واستشهد عناصر المجموعة الآسرة، وهم الشهيد المجاهد عبد الكريم مسلماني، والشهيد صلاح جاد الله، والشهيد حسن النتشة.

 

مواصلة الطريق

ظهر تفوق القسام جليًا خلال المعركة العسكرية والأمنية، وترجمت الكتائب وعودها بالعمل الدؤوب على تحرير الأسرى واقعا، ولم تتوقف عمليات الأسر، ونُفذت العديد من عمليات الأسر التي أعقبت هذه العملية، وتوج ذلك بأسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط عام 2006م، والذي أثمر بإرغام المقاومة للاحتلال الصهيوني بالإفراج عن 1027 أسيراً مقابل الجندي جلعاد شاليط في صفقة وفاء الأحرار التي خلّدها التاريخ بمداد من ذهب.

وعلى الطريق ذاته تواصل حركة حماس جهودها الحثيثة، وتبذل الغالي والنفيس في سبيل تحرير الأسرى من سجون الاحتلال، حيث لا تزال كتائب القسام تحكم قبضتها على عدد من جنود الاحتلال الذين أسرتهم خلال معركة العصف المأكول عام2014م، والتي أكدت أنهم لن يروا النور ما دام أسرنا في سجون الاحتلال.

 

 

 

المصدر: فلسطين الآن