ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار، الخميس، عقب إعلان رئيسة الوزراء ليز تراس استقالتها من رئاسة الحكومة البريطانية.
وقلصت العملة البريطانية خسائرها السابقة، وصعدت بنحو 0.5 بالمئة مقابل العملة الأمريكية. وسجل الإسترليني 1.1276 دولار، وفقا لصحيفة "التلغراف".
وقالت الصحيفة البريطانية، إن سندات المملكة المتحدة، التي شهدت اضطرابات في الأسابيع الأخيرة، وسعت مكاسبها، مع انخفاض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 3.76 بالمئة.
والخميس، أعلنت تراس استقالتها بعد 44 يوما فقط من توليها رئاسة الحكومة البريطانية، قائلة: "في ظل الوضع الحالي لا يمكنني إتمام المهمة التي انتخبني حزب المحافظين للقيام بها".
وأعلن رئيس "لجنة 1922" المسؤولة عن تنظيم حزب المحافظين غراهام برادي أنه سيتم تعيين رئيس الوزراء المقبل بحلول 28 تشرين الأول/أكتوبر، موضحا أن التصويت سيشهد منافسة بين مرشحين اثنين على الأكثر في اقتراع سيكون أقصر بكثير من العملية التي حملت تراس إلى السلطة خلال الصيف.
وقال برادي، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية: "ندرك جيدا الحاجة، من أجل المصلحة الوطنية، إلى حل (هذه الأزمة) بسرعة وبشكل واضح".
وحتى صباح الخميس، بدت رئيسة الوزراء متمسكة بالسلطة. وأكدت الناطقة باسمها أنها "تعمل" مع وزير ماليتها جيريمي هانت لإعداد خطتهما الاقتصادية للأمد المتوسط، غداة يوم كان كارثيا بالنسبة لها.
وقد اعترفت بأنها واجهت "يوما صعبا" الأربعاء، لكنها شددت على ضرورة أن تركز الحكومة جهودها على أولوياتها. وقال المتحدث باسمها إنها تريد من الحكومة التركيز بنسبة أكبر على "إنجاز الأولويات" و"بنسبة أقل على السياسة".
وصباح الخميس التقت تراس رئيس "لجنة 1922" بينما كانت لائحة البرلمانيين المحافظين الذين يطالبون برحيلها تطول تدريجيا.
في خضم أزمة غلاء المعيشة التي يعاني فيها ملايين البريطانيين من التضخم، يعود حزب المحافظين إلى انتخابات داخلية بحثا عن قائد جديد له سيكون الخامس في ست سنوات. وقد جرت آخرها في الصيف بعد استقالة بوريس جونسون على خلفية فضائح في مقر رئاسة الحكومة وفي الأغلبية.
كان تقديم ميزانية مصغرة في 23 أيلول/سبتمبر تتضمن مساعدات لنفقات الطاقة وتخفيضات ضريبية هائلة وغير ممولة السبب في سقوط تراس. وتسببت هذه الخطة في انخفاض الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته التاريخية وأثارت ذعرا في الأسواق وكادت تفضي إلى أزمة مالية لولا التدخل السريع من بنك إنكلترا.
وحتى بعد إقالة وزير ماليتها وصديقها المقرب كواسي كوارتينغ ثم تخليها عن خطتها لم تنجح تراس في استعادة الثقة في صفوف حزب المحافظين. وتراجعت شعبيتها المنخفضة أساسا في استطلاعات الرأي.