سادت حالة من الغضب والانزعاج في "إسرائيل" عقب دعم أوكرانيا لمنع انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، ووجوب تدمير "إسرائيل" لسلاحها النووي، وفق ما ذكرت صحيفة عبرية.
وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقرير أعده ديفيد بارون، أن أوكرانيا كانت من بين 152 دولة أيدت قرار لجنة "DISEC" المختصة بالأسلحة النووية في الأمم المتحدة، بالأغلبية، "وجوب تدمير "إسرائيل" للأسلحة النووية التي تملكها، وإخضاع مواقعها لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وتقدمت مصر بمشروع الاقتراح بدعم من الأردن والإمارات والسلطة الفلسطينية ودول أخرى، حيث ذكرت فيه "إسرائيل" على أنها "الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لم توقع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية"، وصوتت لصالح القرار 152 دولة وامتنعت 24 (معظمها من الاتحاد الأوروبي) عن التصويت وعارضته 5 دول هي؛ الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، ميكرونيزي، بالاو و"إسرائيل".
ولفتت الصحيفة إلى أن الموقف الأوكراني أصبح حديث اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أن الحاخام الأكبر لأوكرانيا أرسل رسالة إلى وزير الخارجية في "كييف" أكد فيها أن ما جرى هو "خطأ فادح".
وأكدت أن "القرار الذي يدعو إلى شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية، والذي يُطرح سنويًا في الأمم المتحدة، أصبح نقطة توتر بين إسرائيل وأوكرانيا هذا العام"، موضحة أن أوكرانيا فوجئت بهذه الضجة "كنا نصوت بهذه الطريقة لمدة 20 عاما، ولم تطلب منا إسرائيل أبدا التصرف بشكل مختلف، لذلك ماذا حدث هذه المرة؟".
وخلال اليوم الماضي، كانت هناك ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي في "إسرائيل" بسبب التصويت الأوكراني، حيث وجهت انتقادات بشدة لكييف "التي تريد المساعدة من ناحية، ومن ناحية أخرى تصوت ضد إسرائيل"، وفق "إسرائيل اليوم".
وجاء في رسالة الحاخام الأكبر لأوكرانيا، موشيه رؤوفين أسمان، التي أرسلها لوزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: "ما جرى كان خطأ فادحا أضاع شهورا من العمل المشترك والدعم والمحادثات، وقد يؤدي إلى تخريب جهود كل أولئك الذين عملوا من أجل توسيع المساعدات الإسرائيلية لأوكرانيا".
وأضاف: "في إسرائيل، تم النظر للتصويت على أنه عمل عدائي؛ سكين في الظهر".
وقال السفير الأوكراني في إسرائيل يافان كونيشوك، للصحيفة: "هذا تصويت يتم مرة واحدة في العام، وبنفس النتيجة دائما، نحن نصوت دائما بنفس الطريقة، موقفنا دائما ضد الأسلحة النووية في العالم"، مضيفا: "لا نريد أن تعاني إسرائيل، لكن القرار ليس ضد إسرائيل، وبشكل عام، إسرائيل رسميا ليس لديها سلاح نووي، فلماذا هذه الضجة؟".
وبحسب كورنيشوك، "سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة مصدوم من الطريقة التي توصف بها القضية في إسرائيل، ولم يتصل به أي ممثل لإسرائيل لطلب تغيير التصويت، إذا أرادت إسرائيل التغيير وكان هناك شيء تريد الحديث فيه فلماذ لا تتصل؟".
ولفتت الصحيفة إلى أن "المفتاح في قصة أخرى"، فوفقا لكورنيشوك، "بعد الغزو الروسي، طلبت أوكرانيا من أعضاء لجنة الجمعية العامة، بما في ذلك إسرائيل، الاعتراف بروسيا "كدولة عدوانية"، لكن إسرائيل رفضت، ويعتقد أن إسرائيل لم تقدم طلبا خوفا من أن يكون لدى ممثل أوكرانيا طلب في المقابل، كما هو معتاد في الدبلوماسية، لذا فبدلا من الاتصال والعمل فضلوا تقديم أنفسهم بعد الواقعة كضحية، هذا أمر مؤسف، كان بالإمكان حل القصة في غضون أسبوع".
وتساءل السفير: "هل كان من المستحيل الامتناع عن التصويت أو التصويت ضده كبادرة لتحسين العلاقات؟"، مضيفا: "لا أعتقد أن لدينا علاقات سيئة، لهذا السبب بالضبط أعتقد أنه كان علينا التحدث، إذا كنت تريد الحصول على شيء من شريكك فلا يجب أن تخجل".
وتابع: "نحن ننتظر لفتة الاعتراف بروسيا كدولة عدوانية".
ولفتت "إسرائيل اليوم"، إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية "اختارت عدم التعليق" على الموضوع.