تتزايد التحذيرات من خطورة تناول الأطعمة فائقة المعالجة وهي التي يتم إنتاجها صناعيا وتخلو من الأطعمة الكاملة، وتكون عادة جاهزة للأكل أو للتسخين، كالبيتزا المجمدة والوجبات السريعة معظم حبوب الإفطار والحساء المعلب والحلويات والصودا والوجبات الخفيفة المالحة، فهذه الأطعمة تؤثر على صحة الجسم بشكل كبير وترفع مستويات الإصابة بالسمنة وأمراض القلب، وقد تؤدي إلى الوفاة.
ففي البرازيل، درس العلماء معدلات الوفيات في عام 2019، ووجدوا أن زيادة استهلاك هذه الأطعمة المسماة (UPFs) ساهمت في أكثر من 10% من جميع الوفيات المبكرة.
ووجدت أيضًا أنه من بين 541,260 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 30 و69 عامًا ماتوا قبل الأوان في عام 2019؛ وكان 261,061 من هذه الوفيات ناجما عن أمراض غير معدية يمكن الوقاية منها مثل مرض السكري وأمراض القلب والسرطان.
كما وجدت الدراسة أن حوالي 57000 حالة وفاة في البلد الجنوب أميركي حدثت عام 2019 كانت مرتبطة بهذه الأطعمة، وفق ما نشرته "المجلة الأميركية للطب الوقائي".
وهذا يعادل 10.5% من إجمالي عدد الوفيات المبكرة. كما شكلت 21.8% من وفيات البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و69 عامًا بسبب الأمراض غير السارية التي يمكن الوقاية منها.
وعلى الرغم من أن الدراسة نظرت في البيانات من البرازيل، إلا أن الفريق أشار إلى أن الوفيات المبكرة والتي يمكن الوقاية منها والمرتبطة بـالأطعمة فائقة المعالجة في دول مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والمملكة المتحدة يمكن أن تكون أعلى؛ حيث يميل سكان هذه البلدان إلى اتباع نظام غذائي يحتوي على المزيد من UPFs.
من جانبه، أوضح الباحث الرئيسي للدراسة إدواردو إيه إف نيلسون من مركز البحوث الوبائية في التغذية والصحة بجامعة أوفريسك أن "استهلاك UPFs يرتبط بالعديد من نتائج الأمراض مثل السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وبعض أنواع السرطان وأمراض أخرى"، وذلك وفق ما نشر موقع "eat this not that".
بطريقة مشابهة لاستخدام التبغ
فيما أكد الدكتور داون هاريس شيرلينج الأستاذ المساعد السريري مساعد للطب الباطني بكلية الطب بجامعة فلوريدا أتلانتيك "أن الأطعمة فائقة المعالجة تساهم في الإصابة بالأمراض والوفيات المبكرة بطريقة مشابهة جدًا لاستخدام التبغ".
كما أضاف "وفق هذه الدراسة التي أجريت باستخدام بيانات برازيلية، تشير التقديرات إلى أن حوالى 20% فقط من نظام المشاركين الغذائي كان معالجًا للغاية. وفي الولايات المتحدة، تقدر الدراسات أن ما يقرب من 60% من متوسط النظام الغذائي تتم معالجته بإفراط".
الحل هو!
لكن شيرلينج مؤلف "وراء تناول كل شيء: كيفية التخلص من الإضافات والمستحلبات وشفاء جسمك واستعادة متعة الطعام" بين أن تجنب الأطعمة فائقة المعالجة أسهل مما قد يبدو لأول مرة!.
وقال "علينا فقط أن نعود إلى تناول الحد الأدنى من الأطعمة المصنعة التي عرف أجدادنا كيفية صنعها (أو التي يصنعونها في أماكن مثل إيطاليا وإسبانيا اليوم). علاوة على ذلك، بمجرد أن نتخلى عن الأطعمة عالية النكهة والمعالجة ونبدأ بتناول الأطعمة الكاملة مرة أخرى، فإننا لا نكتفي بتطوير عادات صحية فحسب، بل تعتاد براعم التذوق لدينا على تناول الطعام الحقيقي ونتوق إلى ذلك أكثر من الأطعمة المعالجة الفائقة غير المرغوب فيها. يمكننا القيام بذلك والاستمتاع بالطعام الحقيقي مرة أخرى".
يشار إلى أن الأطعمة "فائقة المعالجة" (UPFs) يجري تغييرها لدرجة كبيرة، وتحويلها كيميائيا باستخدام طرق ومكونات غير شائعة الاستخدام عند الطهي في المنزل.