إنه الانفتاح بعد "الخَنْقَة", من يشاهد القنوات الاعلامية المصرية يصاب بدوار في رأسه كبير جداً, ويتساءل أين كانت كل هذه الحناجر قبل الثورة؟ وكيف كانت تهتف؟! وماذا كانت تقول ؟! وما هذه الحرية التي انقلبت إلى مهزلة, وزادت عن حدها, لتطال الأشخاص والرئيس والناس؟! سبحان مغير الأحوال من حال إلى حال, مرسي يأتي من السجن ليصبح رئيساً, ومبارك يذهب من كرسي الرئاسة ليصبح سجيناً, والناعقون والناعقات الأحياء منهم والأموات, على كافة المواقع والقنوات, يمارسون ما يسمى بالعهر السياسي, فينشرون الاشاعات والتحليلات الغريبة, في دقائق, يتحدثون في كل شيء عن الفاشية والدكتاتورية والديمقراطية والوطنية والقومية, وبكل وقاحة دون مراعاة لأي شيء .... حرية يا باشا؟! أي حرية "ولاَ حرِّيَّةَ ولا سْخَامْ", "وباظت الآخر كدا", وبدأ الإعلام المصري يبث برامج كوميدية ساخرة, تسخر من الرئيس وتصب غضبها بالكامل على الإخوان, ليس لها أي وظيفة غير هذه الوظيفة, ابتداءً من باسم يوسف, حتى أحمد آدم ... شوف حتى أحمد آدم يستهزأ على الرئيس... وأصبحت كل تصرفات الإخوان خاطئة, حتى ولو كانت صحيحة. لقد كشف الإخوان عشرات الإعلاميين كنا نعتبرهم حياديين على الأقل, لكنهم للأسف هم أدوات في يد من يملك المال, يتحركون ويأتمرون بأمر بقايا نظام سابق, ضد الإخوان وضد تجربتهم. لقد أعطى الاعلام مبارك ثلاثين عام, كان أخر عشرين عام منها مهترئة متعفنة, مليئة بالفساد, ورغم ذلك ظل الاعلام المصري يغني ويطبِّل لمباركْ, حتى بعد رحيله.... ولكنه لم يتح الفرصة للأخوان لمدة 5 سنوات فقط لكي يخوضوا تجربتهم..
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.