نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان، صورا لنهر الفرات في مدينة الرقة، تُظهر حجم الأضرار التي طالته نتيجة التغير المناخي وبناء السدود في تركيا المجاورة.
وقال المرصد السوري في تغريدة عبر حسابه بموقع “تويتر“، إن الصور تشير إلى انحسار وتلوث مياه نهر الفرات بالرقة.
وأظهرت وتظهر الصور انخفاض المنسوب وانحسار المياه، لدرجة يظهر فيها قاع النهر، بالإضافة إلى وجود مواد بلاستيكية وأكياس تلوث المجرى.
شح المياه نهر الفرات
وفي الأسابيع الماضية، سُجل تراجع كبير في منسوب نهري دجلة والفرات في جنوب العراق، في انعكاس للنقص الشديد في المياه وسياسات التقنين من السلطات التي تعهدت باتخاذ إجراءات من أجل معالجة الأزمة.
ورصدت صور قاع نهر الفرات في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار في جنوب العراق، ظاهرا، عند الضفاف ودعامات الجسور العابرة للنهر.
ويعيش العراق حاليا، أزمة جفاف غير مسبوقة، نتج عنها تراجع مستويات نهري دجلة والفرات إلى معدلات قياسية، وخسائر فادحة بين المزارعين ومربي الأسماك، في وقت سجلت فيه مدن عدة توقف محطات ضخ مياه الشرب لانخفاض مستوى المياه دون أنابيب السحب من وسط نهري دجلة والفرات.
شح المياه نهر الفرات
وقال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية خالد شمال، إن الوفد العراقي الذي زار تركيا (يوم السبت الماضي)، برئاسة وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، قدم طلباً رسمياً إلى أنقرة لإطلاق المياه إلى العراق.
وأضاف أنه من المفترض أن تكون الإطلاقات المائية الجديدة يوم 5 مارس الجاري، وبالتالي في حال أطلقت تركيا المياه، فإن وصولها قد يستغرق عدة أيام، وذلك في إشارة ضمنية إلى موافقة تركيا على الطلب العراقي.
وتابع: “ننتظر الأيام المقبلة لمعرفة التصاريف الجديدة وكمية الإطلاقات”، مشيرا إلى أن “الطلب تم لرفع الإطلاقات المائية بواقع 400 متر مكعب في الثانية من نهر دجلة و500 متر مكعب في الثانية من نهر الفرات”.
وعبر عن أمله في موافقة تركيا على هذه الإطلاقات المائية، لافتاً إلى أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أوعز بأن يكون هذا الملف سيادياً.
وكانت بغداد قد أعلنت التوجه لعقد مفاوضات رسمية مع طهران وأنقرة، إلى جانب نظام بشار الأسد في سوريا، حيال حصص العراق المائية وتراجعها.
وأوعز رئيس الوزراء محمد شياع السوداني باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتفعيل ملفات التفاوض مع تركيا وإيران وسوريا، في إشارة إلى النظام السوري الذي يسيطر على سدين من سدود الفرات الرئيسة داخل سورية، هما الطبقة وتشرين.
العراق اتهم تركيا وإيران بالتسبب في الأزمة
ودائما ما تتهم بغداد، جارتيها تركيا وإيران بالتسبب في خفض كميات المياه الواصلة إلى أراضيها، لا سيما بسبب بنائهما لسدود على نهري نهري دجلة والفرات.
ومرارا، قالت وزارة الموارد المائية العراقية إن الانخفاض الحاصل بالحصص المائية في بعض المحافظات الجنوبية عائد إلى قلة الايرادات المائية الواردة إلى سد الموصل على دجلة وسد حديثة على الفرات من الجارة تركيا.
وأضافت أن هذا الأمر أدى إلى انخفاض حاد في الخزين المائي في البلاد، مشيرة كذلك إلى أساليب ري خاطئة، تسببت في زيادة حدة هذا النقص، مع عدم التزام المزارعين المساحات الزراعية المقررة.
العراق يلجأ للتقنين لمواجهة شح المياه
ويواجه العراق غالباً مشكلة نقص في المياه، ما يدفع السلطات للعمل على تقنين توزيع المياه للحاجات المختلفة كالري والزراعة واستهلاك مياه الشرب وتغذية أهوار جنوب العراق.
مع تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وازدياد التصحر، يعدّ العراق من الدول الخمس الأكثر عرضةً للآثار السلبية للتغير المناخي في العالم، وفق الأمم المتحدة.
وسبق أن دعا البنك الدولي العراق إلى اعتماد نموذج تنمية “أكثر اخضراراً ومراعاة للبيئة” لمواجهة التحدي المناخي، ونبه لضرورة تحديث نظام الري وإعادة تأهيل السدود.