عقد معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى منتدى سياسيا افتراضيا، لعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين السابقين، حيث طرحوا وجهة نظرهم حول التوتر داخل "إسرائيل" بشأن "الإصلاحات القضائية" لحكومة بنيامين نتنياهو اليمينية.
من جانبه، قال مدير "مشروع كوريت" حول "العلاقات العربية الإسرائيلية"، ديفيد ماكوفسكي؛ إن الحد من استقلال القضاء في "إسرائيل" يثير مخاوف على صعيد الأمن القومي أيضا.
وبحسب ماكوفسكي، ربط الكثير من المراقبين مباشرة بين هذه المسألة ومكانة "إسرائيل" على الساحة الدولية. علاوة على ذلك، وخلال الأسابيع القليلة الماضية، صرّح الآلاف من جنود الاحتياط في جيش الاحتلال بأنهم سيمتنعون عن تأدية واجباتهم ولو بدرجات متفاوتة، بحسب تعبيره.
من جانبها، قال المستشارة البارزة للشؤون الخارجية لرئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالي بينيت، شمريت مئير؛ إن هذه الأحداث تشكل مرحلة حرجة ومؤسفة في تاريخ "إسرائيل"، لا سيما وأنها تمثل مأزقا تسببت بها بنفسها في وقت يتعين عليها تسخير مواردها لمواجهة التحديات الأمنية الخارجية.
وبحسب مئير، تبرز في هذا السياق عواقب على صعيد الأمن القومي، هي: أعمال المقاومة الفلسطينية التي وصفتها بـ"العنف الفلسطيني"، وتقدّم إيران على الصعيد النووي.
وأشارت إلى أن "إسرائيل" ستلمس مع شهر رمضان، انعكاس ضعف السلطة الفلسطينية، وارتفاع وتير الأعمال الفلسطينية المقاومة.
كما يتعيّن على "إسرائيل" بحسب مئير، أن تتحد لمواجهة التحدي المباشر الذي يشكله تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 90 في المائة. فانقسام الحكومة يضرّ بجميع الإسرائيليين.
على جانب آخر، قال الزميل في "معهد القدس للاستراتيجية والأمن" والمستشار السابق لشؤون الأمن القومي الإسرائيلي، عكوف عميدرور؛ إنه "إذا استمر الجدل القضائي دون حل، فإن بعض قدرات إسرائيل العسكرية ستضعف حتما، ولا سيما في سلاح الجو".
وتابع بأن احتمال مشاركة جنود احتياط في القوات الجوية في أعمال احتجاجية، يضع الكثير من الضغط على "إسرائيل"، وإذا تفاوضت الحكومة معهم بشأن التوصل إلى حل وسط، فقد تعتبر الفئات المحلية الأخرى أنها قادرة على انتزاع تنازلات منها.
وأضاف: "يتعين على الحكومة والمحتجين التعاون لإيجاد حل، ومن الضروري أن يتحد المجتمع الإسرائيلي".
في الموضوع ذاته، رأى الرئيس السابق لفرع التخطيط في جيش الاحتلال، ومستشار الأمن القومي، عوزي ديان، أن كبرى تداعيات الجدل القضائي هي داخلية، ولا سيما الضرر الذي تخلّفه على التماسك المجتمعي. وهذه مسألة يتعين على الإسرائيليين حلّها بأنفسهم.
ولفت في مداخلته إلى أن التهديد الحقيقي لم يتبلور بعد، وهو انتهاء إيران من تطوير قدراتها النووية، وهو هدف تسعى طهران إلى تحقيقه حاليا. فـ"الجيش الإسرائيلي" هو المؤسسة الإسرائيلية الوحيدة القائمة على جنود الاحتياط، لذا من شأن أي رفض لتأدية الخدمة العسكرية أن يخلّف أثرا فعليا. وإذا ما أصبحت إيران دولة نووية، ستبقى جميع مشاكل الشرق الأوسط كما هي، إلا أن كل دولة ستواجه تهديدا إضافيا.
وعلى الصعيد الفلسطيني، قال ديان واصفا المقاومة الفلسطينية بالإرهاب؛ إن "إسرائيل لا تكافح الإرهاب لحماية نفسها فحسب، بل لحماية حلفائها أيضا. على الولايات المتحدة الإقرار بهذا الأمر والامتناع عن محاولة إملاء السياسة على إسرائيل، والإقدام بدلا من ذلك على تقديم الدعم المستمر لجهود مكافحة الإرهاب وإيران على حد سواء".
ورأى أن الحل يكمن في الحوار غير المشروط لحل الجدل القضائي.
وتظاهر أكثر من 225 ألف شخص في أنحاء "إسرائيل"، السبت، ضد التعديلات القضائية التي تعتزم حكومة نتنياهو تنفيذها، وفق إعلام عبري.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في موقعها الإلكتروني، أن "قرابة 200 ألف شخص وسط مدينة تل أبيب، تظاهروا ضد خطة التعديلات القضائية، فيما يتظاهر أكثر من 25 ألفا في مدينة حيفا".
ووفق الصحيفة، تظاهر آلاف الأشخاص في مناطق أخرى بـ"إسرائيل"، من بينها القدس المحتلة، وبئر السبع.