يتوجه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى العاصمة البريطانية لندن، وسيلتقي نظيره ريشي سوناك، ووزيرة الداخلية سويلا برافرمان، وعلى جدول الأعمال إيران، فيما يستعد مئات الإسرائيليين لاستقباله بالتظاهر احتجاجا على الإجراءات القانونية التي أثارت أزمة داخلية حادة في دولة الاحتلال.
ولا يظهر في برنامج نتنياهو، أي لقاء مع قادة الجالية اليهودية المعارضة لسياسته الداخلية ضد المنظومة القضائية.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أكد أن اجتماع نتنياهو مع سوناك سيركز على الملف الإيراني وقلقهما المشترك من تخصيب اليورانيوم الذي وصل لمستوى 85 بالمئة، ويقترب من 90 بالمئة، بحيث ستكون إيران أقرب من أي وقت مضى لمستوى التخصيب العسكري الذي لا تبدي تل أبيب استعدادا لقبوله على الإطلاق.
ويريد نتنياهو تسخير البريطانيين لتأييد تهديد عسكري ضد إيران، وحشدهم لدعم حظر السلاح عليها، وعودة العقوبات المفروضة ضدها، حيث تدرس بريطانيا المسألة، لكنها لم تتخذ قرارًا بشأنها بعد.
وأضاف أن جدول أعمال نتنياهو في لندن سيبحث اتفاقية التجارة الحرة، وحرب روسيا وأوكرانيا، والقضية الفلسطينية، وسيعرض المضيف عليه موقف المجتمع الدولي بالحفاظ على الهدوء الأمني، وتنفيذ تفاهمات قمتي العقبة وشرم الشيخ.
وسيكون من الصعب عدم إثارة موضوع التغيرات القانونية في دولة الاحتلال، حيث سيثير سوناك مخاوف أمام نتنياهو، دون تصريح علني، كما فعل المستشار الألماني أولاف شولتز.
وأكد التقرير أنه حتى هذه اللحظة ليس لنتنياهو لقاء مقرر مع الجالية اليهودية في لندن، ولا مع رجال الأعمال المحليين، بعكس زيارته لباريس وروما، فيما سينتظره مئات الإسرائيليين المقيمين في لندن، ويستعدون للتظاهر، وقد تم تداول دعوات في مجموعات مختلفة للمشاركة في التظاهرات.
الاحتلال يطلب من بريطانيا المساهمة في تطبيع العلاقات مع عمان
في سياق متصل، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين التقى في لندن مع نظيره البريطاني جيمس كالفيرلي، واتفقا على ضرورة التحرك الفوري ضد إيران، ووقعا اتفاقية تعاون اقتصادي تكنولوجي، ووعد الأخير بأنه سيساعد في تعزيز التطبيع بين إسرائيل وسلطنة عمان.
وأضافت أن "الأسبوع الماضي شهد محادثة بين كوهين ونظيره العماني ابن حمد البوسعيدي، بعد سماح مسقط بمرور الرحلات الجوية الإسرائيلية فوق أراضيها، وبعد القرار حددت تل أبيب إمكانات جديدة لتدفئة العلاقات، لذلك طلب كوهين من نظيره البريطاني المساعدة في هذه القضية".
"وبدأت إسرائيل بالفعل عملية لتطبيع العلاقات مع عمان، تضمنت زيارات قام بها مسؤولوها الكبار إليها، لكن العملية توقفت مع استبدال السلطان قابوس الراحل بالجديد هيثم".
وأكدت أن "الوزيرين وقّعا على وثيقة "خارطة الطريق" وهي اتفاقية تعاون اقتصادي-تكنولوجي سترسخ وتعمق العلاقات بينهما في السنوات العشر القادمة، كما افتتح كوهين قمة اقتصادية بين الشركات الإسرائيلية في مجال التقنيات المالية (fintech) وشركات من القطاع المصرفي في بريطانيا، مما سيسمح للمصارف والمؤسسات المالية البريطانية بدخول إسرائيل".